نجاح فضائية " العراقية الأم " بامتحان رمضان !

                                                

                               زيد الحلّي


نجاح فضائية " العراقية الأم " بامتحان رمضان !

قليلة هي المرات التي وقفت ازاءها وانا اكتب ، بسبب هاجس يعتريني بان البعض ، ربما يفسر سطوري ، على انها محاباة لشخص ما ، او ارضاء لمؤسسة معينة ، لكني لم اعر اهتماما لذلك الهاجس ، واتجاوزه بسرعة، لاعتقادي بان الحق يجب ان يقال ، مهما كانت نظرات البعض ، لاسيما حين يدرك المشككون بان ليس لي في ما اكتب ناقة ولا جمل ، فمرضاة الحقيقة هي سلوكي المهني ، منذ عرفتُ قيمة الكلمة وشرف نطقها .

اقول هذه المقدمة ، معترفاّ بانني اشعر بمحبة شخصية للإعلامي عباس حمزة ، قبل ان يتسنم مهام مسؤولية ادارة اول تلفزيون في الوطن العربي واعني " تلفزيون العراقية الام " فهو يمتلك مهنية عالية في الاعداد والتقديم ، وقد وصفته قبل سنوات في كلمة لي ، بأنه ندا للإعلامي المصري الشهير " مفيد فوزي " بل فاقه في سرعة البديهة ، ولم يخدش يوما مشاهده او ضيفه، بكلمة خارج سياق الذوق العام ، بل يضيف وعياً ثقافيا له ، الى جانب امتلاكه خاصية تواضع المقتدر ..

كم حاولتُ ، تجاوز هذه السطور ، وانا اكتب عن " العراقية الام " بعيدا عن مديرها ، وقائد دفتها " عباس حمزة " لكن طيف حضوره ، وقف حائلا .. لكني توكلت على الله ، وابعدت ذلك الطيف البهي ، تاركاً قلمي يخط سطوره بضمير ومهنية ، عن النجاح الذي حققته " العراقية الام " في امتحان رمضان ، حيث شدت المشاهد الى برامج جديدة في افكارها ، وسلاسة تقديمها ، بعيدة عن قيد السلاسل المعروفة التي كبلت البرامج بمسميات بعيدة عن الواقع الذي يؤكد ان برامج التلفزيون هي ملك المشاهدين اولا واخيرا .

اعرفُ ان امتحان رمضان ، هو الاصعب في مسيرة كل "التلفزيونات" العربية ، لكن " العراقية الام " تجاوزت الامتحان والحمد لله ببرامج اخذت المشاهد إلى عالمٍ وجد نفسه فيها هو " المُحاوِر والضيف والجمهور" والتقى ببرامج اخرى امتلكت الألق والبريق، واكتشف أن معادلة نجاح القناة تشبه حالة الزهو بمقطوعة موسيقية عزفها الأول على أوتار الثانية... برامج كثيرة شاهدناها الى حد التحليق العالي ، تألقت فيها الفكرة إلى حد الإبهار، فكانت عناصر الإبداع مجتمعة بهدف خلق محتوى راقٍ حصد نسبة مشاهدة عالية..

وللأمانة اقول من خلال استفتاء عشوائي قمت به قوامه نخبة من الزملاء المتابعين الجيدين ، ان " العراقية الام " حظت بنسب مشاهدة عالية مؤخرا ، واسهمت في برامج توعوية في مكافحة " كورونا " التي تخيم على العالم ومنها وطننا العزيز ، بطريقة بعيدة عن المباشرة ، فالمشاهد كما لا يخفى على اي احد ، بات في ظروف الحظر ، يحجم عن السياسة التي تدور في فلك واحد ، ونراه يبحث عن متنفس آخر يخفف من غلواء الاحاديث المعادة .. كعرض تمثيلية محلية او مسلسل او اغنية راقية او لقاءات خفيفة مع وجوه مجتمعية معروفة ، بالمكان ان تنثر في ثناياها عبارات توعية وارشاد .

ولا أتي بجديد ، حين اقول أن تأثير وسائل الإعلام في مجال الترفيه المجتمعي ، إنما يتفاعل مع عوامل عديدة مختلفة في المحيط الاجتماعي مع التأكيد على أن فرضيات التأثيرات الإعلامية في صفوف المجتمع موجودة ويمكن أن تلمسها في المعايير التي تتوقعها الأسر مع المشاهدات المنوعة للبرامج البعيدة عن السياسة ، والقريبة من الواقع المعاش ، فمن خصائص التلفزيون الذي يحظى بمقبولية مجتمعية ، ونسب مشاهدة جيدة ، كما في ( العراقية الام ) قدرته على مخاطبة جماهيرية عريضة بحيث يمكن توجيه هذه الجماهير نحو هدف أو قضية معينة ذات بعد مجتمعي .

وهنا ، لا ابخس ، من خلال هذه المقالة ، جهود الزملاء في قناة ( العراقية الاخبارية ) فهم على مستوى من المهنية العالية ، لكن سمتها الرئيسة كما هو معروف هي ( السياسة ) مثلما مطلوب منها ، لكن المشاهد ، لاسيما في ايام رمضان ، واوقات الحظر ، وكثرة الفضائيات التي تعتمد الضخ السياسي ، جعلت المشاهد يغض النظر عنها ولم تعد تروي الظمأ ، لنمطيتها وتشابه المحاور ، وتكرار الضيوف ( عدا استثناءات قليلة)!!

تهنئة لشبكة الاعلام ، النجاح في امتحان رمضان رغم الظروف الصعبة التي نعرفها .. وان شاء الله القادم اجمل ..

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

656 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع