بقلم علي الفتلاوي*
هكذا منع الفريق الركن صابر الدوري الحسيني محافظ كربلاء سرقات أموال ال البيت سلام الله عليهم
- للرجل الانسان في جعبتي الكثير من القصص التي عشتها معه وشاء الله ان اكون مطلعا أمينا على من خدم الحسين ومدينته اكتب للعراقيين ولكربلاء هذا اليوم ايضا ليطلعوا على من كان يحمي اموالهم واموال اضرحتهم ويفكر ويدقق بالطريقه الحسنه التي يحفظ بها اموال العراق والاضرحه في زمن الحصار الاقتصادي الجائر ، في وقت يمر علينا اليوم يسرق فيه العراق وشعبه ممن يتسترون بالدين
عندما تسلم الفريق الركن صابر عبد العزيز الدوري منصب محافظ كربلاء وقبل أن يتربع على عرش القلوب وفي الأشهر الأولى من تسنمه منصب المحافظ ، تمكنت من حضور عدة مرات لتصوير ومتابعه عملية فتح الشباك الرئيسي لسيدي ابا عبدالله وأخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام والتي كانت تجري في نهاية كل شهر على مدار السنة.
كانت الأموال والنذور في السابق كما سمعت من عمي رحمة الله تذهب جميعها للسادن- والسادن هو كبير خدم الحضرة أو المسؤول الأول على كل موارد الحضرة - وكانت مهمة سدنه الروضتين سابقا موكله لفترة طويلة لعائله كربلائية تسمى آل طعمه وهم من العوائل الكربلائيه العريقة والقديمة في كربلاء
عموما بعدما أتيحت لي الفرصة لحضور مراسم فتح الشباك أو كما نسميها في اللغة العامية (الفتحة) تمكنت من معرفة الكثير من الأسرار التي كانت خلف الكواليس ، فتغلق أبواب الحضرة المقدسة بعد صلاة العشاء لمدة يومين نهاية كل شهر ليتمكن خدم الروضة من جمع الأموال وحسابها.
تكون عملية فتح الشباك أو يوم (الفتحة) بحضور المحافظ ونائبه ومدير أوقاف المحافظة واحد قضاة كربلاء وممثل عن الحزب ، بالاضافة الى مجموعه من مراقبي الأوقاف ، وحوالي 25 شخص من خدمة الحضرة، يوضع كرسي في مكان مفتوح قريب من الشباك لجلوس المحافظ ومن معه وتفرش الأرض بسجاده طويلة كسفرة الطعام، ويجلس المحافظ على رأس السجادة والى جانبه مدير الأوقاف والسادن المسؤول عن فتحة الإمام في ذلك اليوم، كأن يكون ضريح سدي الحسين عليه السلام فيكون السادن صاحب نصر الله، أو فتحة سيدي العباس عليه السلام فيكون السادن مهدي الغرابي، (وهم سدنه الروضتين آنذاك) ويتوزع خدم الروضة على جانبي السجادة ويبدؤن بجمع الأموال في سلات كبيره تفرش أمام الخدم لترتيبها حسب نوع العملة والفئة، وكانت توضع أكياس صغيرة أمام مدير الأوقاف لفرز العملات الأجنبية والقطع الصغيرة من الذهب والفضة، التي كان زوار العتبات يرمونها كنذور في داخل الضريح، وبعد ان تتم هذه العملية توضع الأموال بسيارات خاصة بحماية شرطه كربلاء يرافقهم مدير الشرطة، و مدير أوقاف المحافظة ويذهبون بها إلى مصرف الرافدين- فرع كربلاء- في نهاية شارع الحسين عند جامع الحسن (وهو جامع يعود للإخوان المسلمين لم يعد تحت سيطرتهم ، وقد حصلوا حينها على موافقة ببنائه من بغداد بعد ان رفض المحافظ بناءه لكون الجوامع المتوفرة حينها كانت تكفي لمن يسكن كربلاء من اهلنا السنة وأصر المحافظ صابر الدوري على تسميته بجامع الحسن حينها )
تدخل الأموال في رصيد وحساب الروضتين المطهرتين وتتخصص لبناء وترميمات وإصلاحات الروضتين المطهرتين وأمر المحافظ آنذاك بجرد أسماء العوائل المتعففة في كربلاء وعمل هويات خاصة بهم، لمساعدتهم على متطلبات الحياة وتصرف لهم مساعدات عن طريق المحافظ بعد أن يقدم كشف رسمي بالعوائل من قبل مدير اوقاف المحافظة وتصرف من خلالها رواتب شهريه لهم ، وقسم من هذه الأموال تذهب كرواتب للخدم والسدنة وهذه التقسيمات ما عدى رواتب المتعففين التي أمر بها المحافظ هي إجراء متبع منذ فتره طويلة .
وفي أول فتحه للضريحين الطاهرين وبعد أن تمت عملية جمع وترتيب الأموال وعدها، ظهرت نتيجة الجمع كالتالي :
فتحة ضريح سدينا الحسين عليه السلام بلغت (3 ملايين دينار عراقي فقط)
فتحة سيدي العباس عليه السلام بلغت (2 مليون دينار عراقي فقط)
ثارت شكوك المحافظ الفريق صابر الدوري فوجه سؤاله للسدنة عن سبب قلة الموارد في الحضرتين بالرغم من أن كربلاء شهدت في هذا الشهر ٢٠ من صفر عام ١٩٩٦ زيارة الأربعين لسيدي الحسين عليه السلام، وكانت زيارة مليونيه قدرت (ب4-6 ملايين زائر) حسب إحصائيات الحكومة!؟ كانت إجابتهم مبهمة وأكدوا له ان هذه المبالغ هي الأموال الشهرية التي تحصل عليها العتبات منذ زمن بعيد .
في هذا اليوم أكملنا فتحة الإمامين بحدود الساعة 12 ليلا وأراد السيد المحافظ أن يعود إلى منزله مشيا على الأقدام ليرى أعمال التنظيف الليلة وكما قال حتى نحرك أجسامنا جراء الجلسة الطويلة المتعبة، وطلب من مدير الأوقاف أن يرافقه ان لم يكن يشعر بتعب ،مشينا قليلا فسأل المحافظ مدير الأوقاف عن الأقفال والمفاتيح الخاصة بأقفاص الأضرحة، أين تذهب بعد إكمال عملية الفتحة ؟؟
فأجاب مدير الأوقاف، أن مفاتيح ابواب القفص هي، بثلاث نسخ لقفل واحد، واحدة تكون في مكتب المحافظ والثانية في مكتب مدير الأوقاف، والثالثة مع سادن الحضرة !
استغرب السيد المحافظ من هذا الأمر وقال لمدير أوقاف المحافظة (توكل على الله فقد أتعبناك بالمشي معنا والصباح رباح)
كان هذا اليوم هو السبت حسب ما اتذكر ، وفي يوم الأحد من كل أسبوع يكون للمحافظ يوم حافل بمقابلات المواطنين( حيث وضع جدولا لمقابلات المواطنين يومي الاحد والثلاثاء من كل اسبوع طيلة فترة وجوده محافظا لكربلاء ) ، وكان واجبي أن احضر تلك المقابلات للتوثيق الصحفي والتصوير إذا طلب المحافظ ذلك.
وبعد أن أكملنا المقابلات الصباحية للمواطنين – كون يوم المقابلات يكون أثناء الدوام الصباحي والمسائي للمحافظة- هممت بالخروج، فطلب السيد المحافظ مني البقاء وقال لي، اجلس ، هناك شيء أريد نناقشه قبل حضور الضيوف الذين دعوتهم لنفس الموضوع، وأريدك أن تكون حاضرا في لقائي معهم، فقلت له تحت أمرك سيدي المحافظ، فأردف قائلا....
تناهى إلى أسماعي إن بعض خدم الحضريتين أشخاص غير موثوق بهم (وأيدهم مو نظيفة) وإنهم يستغلون عدم انتباه وبساطة مدير الأوقاف ويقومون بالسطو الأصولي على أموال الأضرحة، بطريقه يصعب اكتشافها ومنها فتح الشباك بعد خروج الزوار، وإقفال أبواب الصحن ، بحجه إعادة التنظيف وهم لديهم نسخه من مفتاح الضريح، ومعظم وقتهم هناك ، فيقومون بسرقة بعض الأموال بطريقه (حرامي البيت) من غير أن يشعر بهم احد.
بدت على وجهي ابتسامه ثارت انتباه السيد المحافظ فقال لي، مالذي يجعلك تبتسم ابني علي؟
فقلت له عذرا سيدي المحافظ ولكن أنا سمعت قول للإمام الحسين عليه السلام يقول فيه.... (أشرار الناس خدام قبورنا)... فبتسم السيد المحافظ،. ابتسامة الم وحسرة وقال...
من منا يصل إلى منزلة التراب الذي كان يمشي عليه أهل البيت، كانوا يعلمون كل شيء وعلمونا كل شيء، ولكن من ذا الذي يتعض! ويسير على نهجهم، ويقتدي بسيرتهم، وأردف قائلا... على العموم سترى ما سيفعله عمك بعد قليل... عسى أن يحرك كلامي معهم في قلبوهم الإيمان والخوف من الله وأهل بيت رسوله، غريب أمر هؤلاء الأشخاص -والكلام لا يزال للمحافظ - لا أخفيك عندما أقف في حضرة سيدنا الحسين وأخيه العباس اشعر برهبة كبيره فهم سيدا شباب أهل الجنة وأولاد بضعة رسولنا الكريم وخير الناس بعد جدهم وأبيهم، واطهر من دفن في كربلاء والعراق، فإلى أي درجه من الاستهانة بالمقدسات وصل أولئك، ليسرقوا حتى آل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام!
وأردف قائلا سترافقني في كل فتحات الأضرحة إن شاء الله وأريدك أن تدلني على السلبيات التي تفوتني عندما أتحدث إلى احدهم أثناء الفتحة، لأني لا استطيع أن أراقب 25 شخص يقومون بالعد والحساب ،
فقلت له سيدي المحافظ إذا كنت لا تثق بهؤلاء السدنة، فلماذا لا تستبدلهم أو تحيلهم إلى التحقيق؟ الست أنت رئيس لجنة أوقاف المحافظة؟؟
فأجابني بهدوء، ابني علي موضوع استبدال السدنة ليس من اختصاصي، فهم معينون من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، والشيء الثاني الذي أخشاه، لا يوجد لدي دليل يدينهم أو يثبت سرقتهم سوى أحاديث المواطنين الذين قابلتهم وسألتهم بطريقه غير مباشره، بالإضافة إلى قلة موارد العتبات، فأخشى أن يقع ظلم على شخص بسببي بغير قصد، عندها ماذا سأقول لله جلت قدرته إن ظلمت شخص برئ؟ المهم نحن نفعل ما يمليه علينا ضميرنا ومسؤوليتنا للحد من هذه السرقات بكل جهدنا (والباقي متروك لأهل البيت مو سيدنا العباس أبو راس الحار وشارته ما تعبر) فقلت له.. نعم سيدي المحافظ، فقال،. مثلما قال عبد المطلب جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما أراد ابرهه الحبشي تهديم الكعبة المشرفة، (هذا بيت والبيت له رب يحميه)، وسترى إن شاء الله (شارة العباس بيهم ما تضيع لان الحرام والسرقة دين برقبة الإنسان لازم يطلع حتى لو بعد حين والحرام عمره ما يدوم فكيف إذا كان المسروق هم أهل البيت عليهم السلام؟
دخل علينا بعدها سكرتير السيد المحافظ وقال سيدي سدنه الروضتين ومدير الأوقاف يستأذنون بالدخول فقال لهم (خليهم يتفضلون احنه ننتظرهم) فدخل الجميع ووقف السيد المحافظ للسلام عليهم (كانت هذه هي أخلاق محافظ كربلاء صابر الدوري الحسيني يقف باحترام لكل ضيوفه حتى في مقابلات المواطنين ولا يجلس على كرسيه المخصص للحكم بل يكون حيثما يكون ضيوفه كبيرهم وصغيرهم) وبعد كلامات الترحيب والمجاملات والنوادر التي كانت لا تخلوا من جلسات السيد المحافظ حيث يلاطف الجميع ويجاملهم بتندره اللطيف على المواقف والأحداث فقال لهم...
إخواني، خطر في بالي شيء مهم ويجب أن أصارحكم فيه، إن مفاتيح أقفاص الأضرحة الشريفة لا بد أن تبدل بين فتره وأخرى، لأننا نخشى عليها من ضعاف النفوس أو تعرضها للسرقة الخارجية، فأرى أن يستبدل القفل الكبير الموجود بأبواب الأقفاص الداخلية للضريحين، ويستبدل القفل الواحد الموجود فيها، بثلاثة أقفال جديدة وبنسخه واحده لكل قفل على أن يكون كل مفتاح من هذه الأقفال الثلاثة بيد واحد منا، أي يكون مفتاح القفل الأول بيد السادن، ويكون مفتاح القفل الثاني بيد مدير الأوقاف، ويكون مفتاح القفل الثالث بيد المحافظ، ولا تفكروا بأنها عدم ثقة ولكن أخشى على نفسي أن تزل في يوم من الأيام، وأفكر بسرقه الأضرحة فعندما يكون عندي مفتاح واحد من ثلاثة مفاتيح مختلفة حينها سأخشى من كشف أمري عندكم، ولا استطيع سرقتها إلا بوجودكم انتم الاثنين، وهذا نوع من منع النفس عن الهوى أليس كذلك !
احمرت واصفرت الوجوه وبدت الألوان تختلف وتتضارب فكانت حركه جرئيه ولطيفه بعيده عن خدش المشاعر من قبل المحافظ أو الانتقاص منهم فضرب المثل على فكرته على نفسه هو ولم يذكر احد منهم في هذا المثال.
استبدلت الأقفال ووضع مفتاح كل قفل من الأقفال الثلاثة عند احد هؤلاء الثلاثة (المحافظ، مدير الأوقاف، سادن الروضة) وبعد شهر من استبدال الأقفال ظهر الحق الذي كان يبحث عنه المحافظ، فكانت حصيلة الأموال المستحصلة من الأضرحة
(30 ثلاثون مليون دينار عراقي) في ضريح سيدي العباس عليه السلام و(26 ستة وعشرون مليون دينار عراقي) في ضريح سيدي الحسين عليه السلام!
تصورا الفرق الكبير بين المبالغ المالية قبل وبعد تغيير الاقفال فأين كان تذهب هذه الأموال ومن صاحب الفضل الكبير في استرجاعها من بطون أكلي السحت والمال الحرام؟؟
وهذه الأموال بالدينار العراقي من غير الذهب والفضة والعملات الأجنبية الأخرى فأين سيذهبون من سيدي آبا عبد الله وسيدي آبا الفضل عليهم سلام الله.....
وتوالت الأيام والأشهر وأنا أرافق السيد المحافظ في فتحة الإمامين من كل شهر وثار انتباهي للحركات التي يقوم بها خدم الروضتين خلال الأشهر التالية من حركات بهلوانيه وإشارات مريبة فيما بينهم
فشاهدت العجب العجاب من بعض الخدم والذين من المفتروض أن يكونوا قمة في الأمانة والإخلاص، فحتى السارق عندما يسرق شيء فانه يخشى أن يسرق ولو حبة رز من شخص يتقي الله لان (حوبته ما تضيع) فكيف بمن يسرق الحسين والعباس أبو راس الحار!!!؟؟ وهم المفروض اعلم الناس بمكانة هؤلاء العظام المتقين الأخيار،
فرأيت بعيني كيف أنهم يتحايلون لسرقه ما خف وزنه وغلا ثمنه كان يكون قطعه من ذهب أو ورقة من عملة نقدية تساوي الكثير مقابل الدينار العراقي، والذي تعجبت منه هي السرعة وخفة اليد عند بعض أولئك الخدم أثناء السرقة، ولا يبالون بأن اكبر مسؤول في المحافظة يجلس أمامهم، ولكن الذي يسرق أمام الله الذي لا يغفل ولا ينام، ويسرق العباس أبو راس الحار لا يخاف احد بعد أن تحجر قلبه.....
وعند خروجنا وإكمال فتحه الأضرحة الشريفة أخبرت السيد المحافظ بما رأيت من حركات بهلوانيه تتلخص في وضع خيط مطاط على المعصم ما يسمى باللغة العامية (لإستيك أو تجه للنقود) تحت العباءة أو الجبة التي يرتديها خدم الروضتين، ويستغلون غفلة مراقبين الأوقاف، وإخفائها تحت الجبة بحركة سريعة غريبة تدل على الخبرة بالسرقة منذ سنين، فأخبرني السيد المحافظ بان هذه الحركات ثارت أنتباهه أيضا والشيء الآخر الذي أثاره، خروج خدم الروضة بين فتره وأخرى بحجه الذهاب إلى دورات المياه لقضاء حاجاتهم اكثر من الطبيعي ، وهذا معناه إن السارق يخرج بين فتره وأخرى لإفراغ ما تحت جبته والكشيده (الكشيده غطاء الرأس الذي يرتدي سادن وخدم الروضتين) والعودة لإكمال حساب الأموال وسرقة ما خف وزنه وغلا ثمنه.
بعد حصول السيد المحافظ الفريق صابر الدوري الحسيني على هذه المعلومات ومعرفته بجميع ثغرات عملية جمع الأموال وعودته إلى مبنى المحافظة، اصدر تعليمات تخص الخدم والأشخاص الذين سيحضرون ويقومون بفتحة الشباك، ونصت على ما يلي حسب ذاكرتي
أولا – على خدم الروضتين المشتركين في عملية فتح أقفاص الأضرحة الطاهرة عدم ارتداء الكشيده (غطاء الرأس) والجبة أو العباءة أثناء عملية عد الأموال وترتيبها
ثانيا – يقوم مدير الأوقاف بتزويد خدم الروضتين بملابس خاصة بيوم الفتحة تكون خاليه من الفتحات والجيوب وتكون (دشداشه نص ردن) ويمنع خدم الروضة من دخول الضريح أثناء العملية إلا بعد ارتداء هذه الملابس الخاصة
ثالثا – على من يجد في نفسه عدم القدرة على تحمل الجلوس لفترة طويلة من غير الذهاب إلى دورات المياه يعفى من موضوع فتحة الإمام خوفا منا على صحته (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) ولا يحق لأحد بمن ضمنهم المحافظ الخروج من الحضرة المطهرة بعد فتح أبواب الأقفاص الا بعد اغلاقها
رابعا – لا تفتح أبواب الصحن وتبقى مقفلة حتى الانتهاء من أعمال الفتحة وخروج اللجنة منها بالكامل بعد إقفالها لأبواب الأقفاص بالمفاتيح الثلاثة
التوقيع
محافظ كربلاء
كانت هذه هي الإجراءات المتبعة من قبل المحافظ صابر الدوري الحسيني للحد من سرقة أموال ونذور آل البيت عليهم السلام من قبل خدم أضرحة آل البيت، فهل يفعلها مسئولو المحافظة والأضرحة هذه الأيام؟ أم إن حاميها حراميها؟؟
كان المحافظ حريصا كل الحرص على كربلاء وأهلها وبنيانها وأضرحتها، أكثر من حرص أبنائها، فهل قام احد بربع ما قام به الفريق الركن صابر عبد العزيز الحسيني؟؟ ويلمونني إن تحدثت بهذا ويهددوني بالقتل
وبقى شيء واحد يجب أن اذكره للذين يتصارعون ويتناحرون على أموال الأضرحة كأنها ورث أجدادهم
بعد انتهاء الزيارة الشعبانيه لعام 1998 وبدأ حملة المحافظة المعتادة لتنظيف آثار ضيوف الحسين من الازبال والأنقاض التي تخلفها الزيارات الكبيرة، بحكم زخم الزيارة ، تجولنا مع السيد المحافظ ليشرف على أعمال التنظيف والتأهيل كالمعتاد، وكان برفقة السيد المحافظ مدير بلدية كربلاء المهندس (........) فتقدم بطلب للسيد المحافظ بتخصيص جزء من أموال الأضرحة لمساعدة البلدية لتوفير عمال نظافه، تكون من مسؤوليتهم فقط، تنظيف ساحة مابين الحرمين التي تربط الضريحين كونها خدمة للائمة ايضا ، فرفض السيد المحافظ الفكرة جملا وتفصيلا وقال بالحرف لمدير البلدية (لا تفكر بهذا الموضوع أبدا ولا أريدك حتى ان تحلم به ، فهذه الأموال ليس من حق أي احد ان يتصرف بها هذه فلوس أهل البيت وما ينصرف فلس واحد منها غير للأضرحة وتعميرها وتنظيفها، وساحة بين الحرمين لو نعرف نبيع ملابسنا إلي نلبسها وأنظف بيها ساحة بين الحرمين وما نمد أيدنه على هذه الفلوس هذه الفلوس نار تحرك كل من يتقرب عليها إلا بحقها)
فأين المتصارعين والمتقاتلين على أموال الحسين والعباس سلام الله عليهم ؟! وأين حكومة كربلاء ، من موقف ونظافة يد الإنسان الإنسان، خادم الحسين والعباس وخادم الروضتين المطهرتين؟
وأين حكومة ال البيت التي تصدر احكام العفو الخاص عن المتهمين بجرائم السرقة والاغتلاس و تترك من خدم العراق وكربلاء الحسين في سجونها ! أليس من الواجب عليها إصدار اي عفو كان خاص او عام يشمل فيه من خدم العراق بعيدا عن الاحقاد
والله لو ان الحسين سلام الله عليه بينهم الان لقتلوه مرة اخرى لتستمر سرقاتهم لاموال الناس التي أكلوها باطلا حراما
أما أنت يا فلذة أكباد الكربلايين، يا من حافظت على الحسين وأهالي مدينه الحسين وعلى أموال الحسين، فجازاك الله عن الحسين وأهل بيته وعن الكربلائيين خير الجزاء فقد كنت والله خير من حمل أمانة المسؤولية وخير من تولى أمر كربلاء منذ أن طهر الله أرضها بدماء الحسين وأصحابه سلام الله عليهم أجمعين
* المصور الخاص لمحافظ كربلاء.
1111 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع