د. طلعت الخضيري
كشكول الذكريات - الحلقة ١١
الگراموفون
أتتني الذكريات وأنا أختار الأغاني المختلفه وبثواني معدوده بواسطه الإنترنيت، أغاني مختلفه قديمه وحديثه ، أختارها كما أشاء وأنا جالس على الكرسي الهزاز ، فدارت بمخيلتي ما كان يجري لنا عندما كنا نريد الإستماع إلى أغاني سليمه باشه أو زكيه جورج ومحمد الگبنجي أيام زمان ، فلم يكن لنا إلا خيار واحد وهو الإستماع إلى الگراموفون ، وبدأ ذالك أولا بتلك الآله ذات البوق الكبير ،ثم تطور إلى آله أصغر حجما وبدون بوق ، نعم كان ذالك تطورا عجيبا حقا ، هذه أيام( العنتيكات) ، وكلمه عنتيكه جائت من الكلمه الفرنسيه ( أنتيكيتيه) ، والآن ليعود بنا الخيال لتشغيل تلك الآله العجيبه ، يجب أولا (نصبها) أي إداره( أليده) وهي عتله تدار لإعطاء القوه لدوران قاعده دائريه توضع عليها القوانه(ألأسطوانه) المعموله من ماده صلبه ممكن أن تكسرأو تعوج بفعل الحراره ،
وكانت أهم ماركات ذلك الزمان ( هز ماستر فويس) ورسم عليها كلب يستمع إلى الغراموفون وتمتلكها شركه ألمانيه ، وتحفظ القوانات في صندوق كبير يسمى ( صندوق القوانات) ، ويجب تبديل ( ألإبره) ألتي تحمل في ( يده)وهي عتله تسقط الإبره على بدايه دوائر نقشت على الأسطوانه فتعطي صوت المطرب العجيب وفرقته والرداده أي ألمنشدون المصاحبون للمغني وما سمي بعد ذالك بفرقه الإنشاد وتكون من العاده ألعازفون وبأصوات ليست برخيمه ، ويجب إبدال ( ألإبره) بين حين وآخر ، وإذا كانت القوانه مشخوطه ، أي بها عيب ما ،فستتوقف مسيره الإنشاد ويتردد الصوت مرارا إلى أن نرفع العتله والأبره ونضعها بمكان آخر يلي الأول.
أما حجم القوانات فمختلف ، بحجم متوسط أو واسع ، وكانت بعضها غربيه تضم ألحان الفوكس تروت والتانكو والفالس والسلو تانكو وبعضها بأغاني أجنبيه لأيام زمان.
هكذا كنا نسعد بالإستماع إلى أغاني أيام زمان ، وألحان كمان سامي ألشواا ,وأغنيه (أفديه إن حفظ الهوى )لأم كلثوم ،(وياشراعا وراء دجله يجري) لعبد الوهاب و( بنيه بت البيت كصت شعرهه علموده تمشي دلوع ياربي سترك) لمحمد الكبنجي و (كلبك صخر جلمود ما حن عليه) لسليمه باشه و( تاذيني ليش تاذيني) لزكيه جورج و( ياصياد السمج صيدلي بنيه ) لصديقه الملايه وغير ذالك من الأغاني العراقيه والمصريه.
ذكريات جميله مضت عليها ثمانيه عقود وكأنها كانت بالأمس.
785 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع