أبن الرافدين
قصيدة رثاء للسلطان( الفريق الاول الركن سلطان هاشم)
جَلّ المصاب على رُبى بلدي
فبكت بدمع اللوع والأحزان
والعين من جُل الفجيعة دمعها
جارٍ على خد الحزين العاني
أمر عظيم قد أحل بأرضنا
ومصيبة يبكي لها الحدثان
ومغاني الأفراح عدنا مأتماً
سُقيت بكف الآه والحرمان
خطْب ألم وما له من دافع
عنا، وتلك مشيئة الرحمن
وانهدّ طود المكرُمات وزُلزلت
أرض، وهامَ بعيدها، والداني
وانداح صرح المجد لما أخبروا
أن الرجال مضوا بلا استئذان
فاذرف دموعك يا زمان وجُدْ بها
إن الدموع شواهد الوجدان
في فرحة الأعياد طارت أنفس
لله واشتاقت لطيب جنان
أو هكذا ودعتمونا بكرة ***
وسجى الظلام بخيمة النسيان
تبّت يد الأعداء حين تطاولت
وأتت تجر هوانها بهوان
يا قلب صبراً فالخطوب فوادح
والصبر خير مطية الإيمان
يا رمش أعيننا اكتبي تاريخهم
بدمائنا في صفحة الأزمان
فلقد مضى الأبطال يخلف بعضهم
بعضاً بحزم واثق وتفاني
واليوم أعني العيد في قمر الأسى
أقمارنا خسفت بقدرة جاني
لو يعلم الأعداء مَن قتلوا لما
ذاقت لذيذ منامها العينان
أفنيت عمرك في الحياة مجاهداً
ومناضلاً عن أشرف الأديان
يا راحلاً عن صحبه، وعيونُهم
دمع يترجم لوعة الكتمان
قد كنت يا حسن المكارم مشعلاً
تجلو الطريق الصعب للفرسان
أنت الذي قد عشت فينا رائداً
بالحب، والأخلاق، والإحسان
لم تنكسر يوماً شكيمة عزمكم
أبداً، ولم تعبأ بفعل جبان
قد كنت نبعاً في التعامل قدوة
والكل يذكركم بطيب لسان
وأبيت يا حسن رحيلك مفرداً
ورفضت إلا صحبة الأقران
وشبكت كف الوفاء شهادة
ومضيت للموت دون تواني
رجل لم تلد النساء مشابهاً
له، ولا جاد الزمان بثاني
غاب سلطان فأضرمت نار
الأسى في كل قلب مخلص متفاني
فيك السجايا والصفات جميعها
جمعت بكلا نقص ولا نكران
وعد وفاء نجده وشهامة
وكرامة، صدق، وطيب لسان
إن كنت قد وسدت في بطن
الثرى فلأنت فوق النجم كالتيجان
ما مات من ملأ الحياة بشاشة
وسقى الورود بزمزم الريان
نَمْ في رحاب القبر نومة هادئ
وانعم بطيب الحور، والولدان
ما كل من طلب الشهادة نالها
هي منحة من خالق الأكوان
هذا عطاء الله يا طيب الذي
ختم الحياة بصالح الإحسان
هذا الرثاء، ولست أوفي قدره
فرحيلكم قد هز كل كيان
1020 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع