السلطان الوزير

                                                

                       د. عمر شاكر الكبيسي

السلطان الوزير

سلطان هاشم وزير الدفاع العراقي يوم أن كان العراق دولة ، كان يتردد الى مسجد الخضيري لصلاة الجمعة نهاية الثمانينات وما بعدها بصحبة والده رحمهما الله. فكان يضع الكرسي لابيه الكبير. ويتوود في خدمته.
لم اتخيل شخصا عسكريا بذوقه ورقيه الادبي فحين تكلمه يهمس لك بالكلام ادبا وتواضعا.

زاره الرئيس السابق صدام حسين رحمه الله في بيته. فصعق من تواضع بيته وبساطة مسكنه وذكر ذلك امام الوزراء.
وكان رحمه الله يزوره الجندي العادي فيستقبله كاستقبال غيره من الضباط والمراتب فيوصله الى الباب،كنت احيانا اراجع الخطبة في حرم المسجد فاتفاجا بقدومه مبكرا لصلاة الجمعة في وقت كان المسؤولون يخافون الجهر بدينهم. 

من أبرز سماته التواضع والصراحة في وقت قلّ فيه من يجرؤ.
في احدى خطب الجمعة طلبت من المصلين ان يتعرفوا على بعضهم. ويعرض كل منهم خدماته لصاحبه. ويسلم كل مصلّ على من يجاوره، فجاء بعد الصلاة رجل فرح فخور ومذعور. فقلت له ما بك؟ فقال: لقد سلّم عليّ رجل بعد الصلاة وقال انا سلطان هاشم اذا احتجت شيئا. فسالته وما مهنتك؟ فقال لي: وزير الدفاع!! فصرنا اصدقاء فانا صديق وزير الدفاع.
هكذا كانت دماثة اخلاقه *سلطان بلا وزارة ووزير بسلطان اخلاقه*
كنت اصر على صلاة التراويح عشرين ركعة فيخرج عند الثامنة ويعتذر لارتباطه بالعمل ادبا ان لا يخالف امام المسجد.

مرة سرق طفل حذاءه فانتظر حتى غادر الناس ثم جاء يسالني ما يلبسه ليصل الى سيارته فبادر رجل ليعطيه ما يلبسه فابى الا ان يلبس من احذية الحمامات.
ذلك هو السلطان الذي اعطى للعسكرية شرفها وحفظ لها هيبتها.

وللعلم لم يجمعني به لقاء خاص او مجلس انما هي لقاءات عابرة بعد صلاة الجمعة يمليها القدر لاحكيها للناس كي نقول رحمك الله ابا احمد فقد عشت سلطانا ومت سلطانا.

واخيرا اقول؛ اللهم اني اشهد أن عبدك سلطان -وانت اعلم به مني- بحسن الخلق ورحمة الناس، اللهم فاقبل فيه شهادتنا. وتجاوز عما تعلم ولانعلم واجزه بالإحسان إحسانا. وبغيرها عفوا وغفرانا ..
اللهم امين

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

821 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع