منى سالم الجبوري
السادس من أيلول١٩٦٥
هناك الکثير من التواريخ التي يتضايق نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ويتطير منها ولکن ليس هناك من تأريخ يکرهه النظام ويتمنى لو يزيله من ذاکرة الکون کله کما هو الحال مع السادس من أيلول عام 1965، والذي يصادف ذکرى تأسيس منظمة مجاهدي خلق المعارضة، وسبب هذه الکراهية العميقة تکمن في إن هذه المنظمة قد إختلفت عن کل الاحزاب والتيارات الاخرى التي عارضت وتعارض هذا النظام، فهي لاتخوض معه صراع أو مواجهة تقليدية يمکن حسمها عبر مساومات أو تنازلات سياسية محددة بل إنه صراع ومواجهة وجود وفناء وقد أثبتت المنظمة ومنذ البداية عدم إستعدادها لأية مساومة أو ماشابه مع هذا النظام حتى بعد أن قام خميني بإستقبال زعيم المنظمة السيد مسعود رجوي وعرض عليه الکثير من المغريات من أجل أن يٶيد النظام ويسير في رکابه ولکن وکما توضح فإن المنظمة قد أعلنتها مدوية للشعب الايراني وللعالم کله من إنها لاتقبل أبدا بإستبدال التاج بالعمامة في إشارة جلية برفضها لإستبدال الديکتاتورية الملکية بأخرى دينية لاتختلف إلا بالشکل أما من حيث المضمون فإنها مشابهة لها وبمثابة إستمرار لها.
معارضة مجاهدي خلق للنظام الحالي الذي تمکن لأسباب وظروف وعوامل مختلفة من مصادرة الثورة الايرانية وتحريفها عن مسارها الحقيقي وجعلها تبدو ذات طابع ديني محض في حين إنها لم تکن کذلك أبدا، وهذه هي الحقيقة الاساسية التي عملت وناضلت من أجل إيصالها للعالم کله وإثبات إن هذا النظام قام بسرقة ثورة ذات طابع إنساني وتقدمي وحضاري من أصحابها الحقيقيين وإن هذا النظام لايعبر أبدا عن الشعب ولايجسد آماله وتطلعاته، ومن دون شك فإن مراجعة 4 عقود من الصراع والمواجهة القائمة بين المنظمة وبين النظام تٶکد وتجسد حقيقة أن هذا النظام هو نظام قمعي إستبدادي لم يقل إجراما وتنکيلا بالشعب الايراني من نظام الشاه بل وحتى کان أسوأ منه، وقد بذلت المنظمة کل مابوسعها من أجل جعل العالم کله على إطلاع وتواصل بهذا الامر وحتى إن صدور 65 قرار إدانة دولية ضد النظام في مجال إنتهاکات حقوق الانسان والموقف الدولي والاقليمي من البرنامج النووي المشبوه لهذا النظام ومن تدخلاته السافرة والصلفة جدا في بلدان المنطقة ودأبه وإصراره على تصدير التطرف والارهاب، إنما کلها من ثمار ونتاج النضال النوعي للمنظمة ضد هذا النظام.
المحاولات المستميتة التي بذلها ويبذلها النظام الايراني من أجل القضاء على المنظمة والقضاء عليها والتي وصلت الى حد الشروع بحملات واسعة النطاق ومختلفة الجوانب من أجل تحريف وتشويه تأريخ وسمعة هذه المنظمة وتأريخها النضالي والتي تجاوزت کل الحدود إذ من إنتاج أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية الى تأليف مئات الکتب وإقامة الالاف من الندوات والتجمعات المضادة لمجاهدي خلق، يمکن أن يکون أکبر دليل إثبات لکل من يبحث في تأريخ الصراع والمواجهة بين النظام وبين المنظمة من أجل صمود النظام أمام المنظمة التي إستقت وتستقي قوتها وعنفوانها من الشعب الايراني نفسه الذي عانى ما عانى على يد نظام الشاه فجاء هذا النظام ليذيقه مالم يذقه خلال عهد الشاه من کٶوس التعاسة والبٶس، وإن إندلاع الانتفاضات العارمة بوجه هذا النظام الذي تصفه المنظمة في أدبياتها بالنظام القرووسطائي، کان وبإعتراف النظام وعلى لسان المرشد الاعلى له بسبب من منظمة مجاهدي خلق، ومن المثير جدا إنه وفي الذکرى ال56 لذکرى تأسيس مجاهدي خلق فإن الذي يلفت النظر أکثر من أي شئ آخر هو إن المنظمة قد نجحت فعلا داخليا وخارجيا في حصر هذا النظام في زاوية ضيقة لاسبيل له للخروج منها إلا بالاستسلام للأمر الواقع وإعلان الاستسلام أو الاستمرار في صراع ومواجهة ليس من أية نتيجة من ورائه سوى الانهيار والسقوط المحتوم.
1046 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع