د.طلعت الخضيري
كشكول الذكريات /ألحلقه ١٦( ألأخيره)
هل أنسى
هل أنسى نعم الله علي في أيام فتوتي وشبابي ؟
هل أنسى نعم الله علي في أيام جميله يرجعني الحنين إليها وأنا في العقد التاسع من عمري.
أين أنت أين أيتها الأيام الخوالي ؟ أحلام أراها أمام عيني , تمر مر السحاب ، هل أستطيع أن أستعيدك ؟ لن يكون ذلك بل أستطيع أن أحلم.
أنا قانع بذلك وسأستعيد مع نفسي تلك ألأيام السعيده ألتي من علي خالقي بعيشها. كانت قدري ،وأسعدني ربي بهذا القدر.
هل أنساك يا أيها النهر الخالد وأنا أطل عليك من سطح القصر في الليالي القمريه ،يعكس لنا مائك أشعه البدر تتلألأ على أمواجك الهادئه.
هل أنساك أيتها الحديقه الجانبيه للقصر حيث نتناول صباحا الفطور تحت قمريه العنب وحولنا شجره المانكه وأشجار النخيل الباسقات ،والنارنج والبرتقال والليمون تفوح حولنا عطور أوراد الراسقي والياسمن وورد الجوري ؟
هل أنساك أيتها القريه الصغيره ( ألبراضعيه) وأنت محاطه ببساتين النخيل وأنهارها المتفرعه ،منها النهر الواسع العميق المجاور للقصر، نسبح به أيام الصيف عند حلول ألمد في شط العرب؟
هل أنسى طريق أبو الخصيب ذو(أللوفات) المتعدده وأنا أمارس عليه رياضة ألجري على الحذاء المتحرك (سكيت).وعلى جوانبه أوراد ( ألدفله) الملونه؟
هل أنساك أيتها الدور القديمه الممتده على جنب نهر العشار ، والأبلام العشاريه ألتي تنتظر الركاب بجانب جامع المقام؟
هل أنسى مخازن سوق المغايز ومحتوياتها الجميله ، أو بنايه القشله العثمانيه أو الشارع ألمتفرع منه وعليه جامع أجدادنا(جامع الخضيري) ومخازن الكرزات و الطرشي والحلاق كمال والمقاهي الممتده على جانبيه حتى ساحه أم البروم الواسعه تجاور مقبره قديمه أصبحت فيما بعد منتزها؟
هل أنسى ذلك الطفل الصغير وهو يسير باتجاه مدرسته فيمر بقهوه التجار يجلس على(تخوتها) تجار البصره يتسائلون عن أسعار الحبوب والتمور وكأنهم في أحد بورصات العالم.
هل سيذهب بي الخيال إلى البصره القديمه ببيوتها الواسعه الجميله وأزقتها ،ومحله الباشا الأثريه ؟
أعيدي لي أيتها الذاكره ما كنت أراه في الزبير من قوافل ألجمال محمله بالأشواك ،ومسجدها التأريخي( جامع الزبير) و مقام ألعالم الإسلامي ألجليل حسن البصري وعن بعد مناطق أشجار الأثل في الدريهميه ، هل كنا نرى هناك أيام( الكشته) اي حارس أو شرطي؟ كانت تحرسنا ألعنايه الإلاهيه وبلد أمين.
أين أنت أيتها ألأيام الخوالي ،أكتفي بذكراك ، وأحلم بمن كنت أحب وأود ، ممن كان حولي من أهل وأحباء أو رفاق المدرسه الذين أرى وجوههم اليوم ونحن جلوس على( ألرحلات) في مدرسه الدبه.
لن أنسى....
1067 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع