حيدر نعيم
كسير الرجُولة.. سيجارة!!
حِين تَرغِب في اختِصَار المَسافَات للوُصول إلى الرجُولة في سنّ المُراهَقة، فإنك تعمّد حينها إلى شِراء عُلبة سجائِر وقدَّاحة ذات ماركة عالميَّة، وكُلما ضَغطت بإبهامك على زِرّ تَشغِيلَها تَصدر صوتاً يُثير الإنتباه.
تذَهب إلى البَيت، لتبدّأ خطُوتك الأولى في طريقٌ البَحث عن الرجُولة المُفتقدة، تُقابل بالمُصادفة أخاك الأصغر الَّذي جَاء به حظهُ العاثِر أمَامك.. تَطلبُ منهُ القِيام بعمل ما، يُقابلكَ بالرفض ويَتمنع من الانصياع لأوامرك.! تنهال عليه بالضرب؛ لتنسحِبٌ بَعدها، تاركاً إياهُ مُلقى على الأرض يئنُ من شدَّة الوَجع تَتجه بدُورك صوَّب السُلَّم المؤدي إلى سَطح البَيت تتدرّج بالصُعود وعَندما تَصل إلى أعلى نُقطة تَجلَس مُتعالياً على كُل شيء تنزل رجلاً وترفع أخرى تَشعَّل سيِجارتك بزفير غَضبك.. تأَخذ نفساً عميقاً فتنتشّي وما هي، إلا لَحظات حتى تَقع في المحظُور.! نَتيجة لوِشاية قَام بها عدُوك اللَدُود "أخوك" أمَام والدك الَّذي سُرعانَ ما يَتنفض ؛ فيقوُم بسحِب "الصوندة" بخفَّة وتمّرس، ليَنزل بها غضَب السَماء على رأسك .! وعند سَماعه لأولى آهاتك .. يَقفز أخوك المَظلوم يَرقص في باحَّة المنزِل احتفاءً بإقامة العدَّل، وإنزال القَصاص بمن ظلمه.
1086 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع