لبنان بين نارين

                                                 

                              بيلسان قيصر

لبنان بين نارين

من البديهي ان الولي الفقيه في ايران بيده كل الأوراق اللبنانية، ومبادرة الرئيس الفرنسي أمست في خانة الفشل بعد اصرار الثنائي الشيعي بري ـ نصر الله بالإستحواذ على وزارة المالية والداخلية، على الرغم من كون وزارة المالية كانت اصلا بيد هذا الثنائي، وهي وزارة فاشلة بالمطلق، بل هي التي أدت الى تدهور الاقتصاد اللبناني والعجز الكبير الذي يعاني منه، معادلة صعبة لدولة صغيرة وصاحبة اعلى مديونية في العالم. وقد نسائل الزعيم جعجع ( الثنائي الشيعي احتفظ بحقيبة المال لسنوات فماذا حقق) ؟ واستطرد جعجع (ان حزب الله عطل تشكيل الحكومة من أجل تثبيت كلامه، وهذا عمل تخريبي).؟

كان على الرئيس الفرنسي الحوار مع ايران وليس مع الأحزاب اللبنانية بما فيها حزب الله، لأن حزب الله ليس قراره بيده، بل بيد الخامنئي ولي نعمته، وبما لا يقبل الشك ان الرئيس الفرنسي خلال زيارتين متتالينين الى لبنان لم تأتي من أجل عيون الشعب اللبناني بل من أجل حملته الإنتخابية، ومحاولة الحصول على دعم داخلي من خلال نجاح مبادرته، وهذا يفسر لهجة التهديد التي تعامل بها مع الأحزاب اللبنانية، الرئيس الفرنسي من خلال اجتماعه مع ممثل حزب الله، والاتصال بايران وروسيا والولايات المتحدة، يحاول انجاح مبادرته على صعيد الداخل الفرنسي، لكن يبدو ان تجاهله التوصيات الامريكية قد أفشل مبادرته، والآن الرئيس الفرنسي أمام محنة كبيرة،
1. إن وافق على اعطاء وزارة المالية الى الثنائي الشيعي فسوف يعرض لبنان الى مقاطعة وعزلة عربية ودولية، وسوف يخذل الشعب اللبناني الذي انتظر منه مبادرة تعوضه عما تعرض له من كوارث ومآسي، وتحي فيه بعض الأمل، كما هذا سيؤدي الى زيادة او عدم تحفيف حدة العقوبات الدولية على لبنان، علاوة على موقف متصلب من قبل صندوق النقد الدولي تجاه منح قروض جديدة، وعقوبات جديدة من الولايات المتحدة ضد لبنان والتي بدأت تتصاعد وتيرتها، وعزوف عربي ودولي عن مساعدة لبنان كما جاء في المبادرة الفرنسية. لا أحد يرغب بمساعدة لبنان في ظل وزارة مالية تديرها ميليشيات ارهابية.
2. في حال عدم رضوخ الرئيس الفرنسي الى تمسك الثانائي الشيعي بوزارة المالية، فان هذا الأمر من شأنه ان يسبب كارثة للبنان فسلاح الثنائي الشيعي أقوى من سلاح الدولة، وسبق ان هددوا بسابع من آيار قادم، بمعنى الحرب الأهلية التس سبق ان نوه عنها حسن نصر الله وحزبه.
سبق ان هدد الرئيس الفرنسي المسؤولين اللبنانيين بعقوبات أوربية في حال فشل مبادرته، ولكنه لحد الآن لم يعاقب اي من المسؤولين اللبنانيين، في الوقت التذي قامت بها الولايات المتحدة، ربما ما زال الرئيس الفرنسي يعيش اوهام نجاح المبادرة، وها يفسر صمته المريب بعد التطورات الأخيرة. ولا نعرف كيف ستكون ردة فعله سيما ان حكومته ترفض تسمية حزب الله منظمة ارهابية، وهذا يعني ان حملته الإنتخابية ستتعرض للصدع، سيما ان بعض الدول الاوربية صنفت حزب الله كمنظمة ارهابية والدائرة تتوسع بإنضمام دول جديدة بضغط من الادارة الامريكية. ان الضعوط التي تواجها ايران في العراق وسوريا واليمن تجعلها تتمسك بالورقة اللبنانية، فهي الورقة الأقوى في الخريف القادم، حين تتساقط بقية الأوراق الايرانية في المنطقة.
قالت السفيرة الامريكية في الامم المتحدة (كيلي كرافت) " ان قطع الايرادات عن الراعي الأول للإرهاب في العالم سينقذ الارواح، لا يمكن السكون عن تعريض ملايين الرجال والنساء والاطفال الابرياء في سوريا واليمن ولبنان والعراق واجزاء اخرى من الشرق الاوسط للخطر".

رصاصة طاشة
زعمت الحكومة اللبنانية انها ستقدم نتائج تفجير مرفأ بيروت خلال خمسة أيام، وقد مضى على التفجير خمسون يوما ولا شيء، لماذا تنصلت الحكومة عن وعدها؟ ولماذا لا ينتفض الشعب اللبناني ويطالب الحكومة بإعلان النتائج؟ هل دم الشعب اللبناني رخيص الى هذه الدرجة؟
بيلسان قيصر
ايلول 2020
البرازيل

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

756 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع