كشكول الذكريات / ألحلقه / ١٧

                                                  

                         د.طلعت الخضيري

  

   كشكول الذكريات / ألحلقه / ١٧

مناجاه النفس

كنت جالسا أتأمل المياه المنحدره من شلالات نياغارا ،مياه هائله تنحدر من أراض مرتفعه إلى الأسفل فيتبخر بعضها ويكون غيوما صغيره تتعالى لتلتحق بالغيوم الكثيفه في أعالي الجو ستدفعها الرياح إلى أقطار بعيده أو ترجع مطرا ينصب في بحار يعيدها بعد ذلك إلى مولدها ،.أخذت إذا أفكر في قدره ودقه الخالق ، ألذي خلق الكون بدقه متناهيه ومنها نقل تلك المياه من البحار الواسعه إلى المرتفعات الجبليه العاليه ، بعد أن تبخرت مياه البحار ومياه اليابسه، لتعلوا كغيوم في السماء ، تنقلها الرياح إلى آلاف الكيلومترات ، وبارتفاعات شاهقه ، لتنحدر وتكون بحيرات وشلالات وأنهارا ، أو لتخزن في الجبال الجليديه ، لتذوب وتنحدر إلينا في الوقت المناسب ،أي هي بما يسميه البشر اليوم( ألخزين الإستراتيجي للمياه).
ترجع بي الذاكره إلى محاضره أستاذ الفيزيولوجي في كليه الطب في لوزان ، عندما نبهنا أن بناء ألهيكل العظمي عند الإنسان لن تصل إليه مهاره البشر لو طلب منهم صنعه وتركيبه بذالك الأسلوب من خفه ألوزن ، وتجويفه ليكون وسطه أيضا معملا لتكوين الدماء ، وتركيبه الهندسي ليحافظ على توازن ألإنسان وتسهيل حركاته المختلفه.
واليوم وأنا أنظر من نافذه غرفتي في تورونتو ألرياح ألتي ستدفع أوراق الخريف لتتساقط على أراضي الغابات الكنديه الشاسعه ومزارعها ، وستكون بأوزان هائله من الأطنان ألتي ستكون سمادا لأشجارها وغاباتها بمساعده النمل والحشرات التي ستقتات عليها وتدفنها في الأرض فتتفسخ وتكون غذاء تلك الغابات.
أنظر إلى السماء فأرى الشمس الساطعه ألتي لولا شعلتها الملتهبه لتحولت الأرض إلى أرض جليديه غير قابله للحياه.
هل يصيبني العمى لئلا أرى الكواكب في السماء تدور كل بمدارها الخاص في الأزل البعيد ، وحمانا ربنا بغلاف جوي يحرق النيازك ألمتوهجه إلى أرضنا ، وإبعاد أخطار الكواكب الأخرى لو أخطأت مسيرها واتجهت نحو نا.
لك الشكر ربي لما خلقت وأبدعت في خلقه.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1393 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع