بقلم / طارق حرب
"أبا الشمقمق "جريدة هزلية ادبية صدرت ببغداد سنة ١٩٣٩بسبب ظروف نفسية!
جريدة "أبا الشمقمق"أصدرها صاحبها ومحررها حسين النجاتي سنة 1939 ببغداد وكان مديرها المسؤول الدكتور يوسف عبد الاحد ،كانت بثماني صفحات وقد حدد صاحبها هويتها الاعلامية بأنها جريدة أدبية هزلية انتقادية وكانت( ترويستها) باللون الأحمر وتمتاز بوجود رسمين على جانبي اسم الجريدة، تقول رئاسة تحرير الجريدة ،ان الرسمين هما رسما الشاعر العباسي "أبو الشمقمق"
وكتب صاحبها عن سبب اصدارها بأنه ميل ونزعة نفسية راودته منذ الصغر عندما كان طالباً (وفي العنتريات الصحفية التي امتازت بها صحف تلك الفترة) يقول صاحبها( وما الجرائد القومية الا قوة قهارة مصدرها الشعور العام الذي لا يقف امامه قوة غالبة اخرى وهذا ما وطد العزم على اصدار جريدة...) وفي كون الجريدة ادبية هزلية انتقادية يضيف ( لما في الادب والهزل والانتقاد من تأثير فعال في الاراء والنفوس...) وكتبت هيئة تحرير الجريدة في اول افتتاحية لها( لقد اخذنا على انفسنا عهداً ان نقوم بتدوين الآيات المبينة في الادب والهزل التي من شأنها اظهار الميول والنزعات الخلقية الى حلبة الميدان الادبي العام... اننا سنحاول.. ان نظهر الهزل بثوب الجد والجد بثوب الهزل وان نعتني بالهزل السياسي..) .
أما عن سبب تسميتها ( أبا الشمقمق) يقول صاحبها :هو أحد الشعراء المبرزين الذين لهم اليد الطولى في النهضه الشعرية الادبية والهزلية التي حدثت في العصر العباسي الاول وقد اهتمت هذه الجريدة بالموضوعات السياسية من خلال متابعة الاحداث والاقوال السياسية والقرارات والتعليمات الحكومية كما اعتنت بالوجه الاجتماعي والظواهر السلبية ونشرت دراسات عن ادباء وشعراء واهتمت بالوجه الثقافي والفكاهي حيث نوادر التعليقات الساخرة الناقدة ، ومن ابواب هذه الجريدة بريد المدارس ومن خلال نظارتي وفي زوايا ابي الشمقمق زاوية لا تصدق ، وكلمة ونصف ، كما اهتمت بنشر سفر الشخصيات السياسية وجزء منها للإعلان ومما تمتاز به اللون الاحمر كما ذكرنا وكان اللون الاسود لباقي مندرجات الجريدة ، كما اهتمت بالصور الفوتوغرافية والرسوم التخطيطية ، والعجيب ان العدد الاول للجريدة خلا من الرسم الكاركاتوري وتذكر الجريدة اسم مستعار هو( شمقمقي).
لقد اعجبت الجريدة بخطاب نوري باشا رئيس الوزراء يوم 1939/5/1 حيث تقول فيه " لقد جمع الخطاب اهداف الوزارة وخطتها في العمل من خلال البيان الذي تضمن الجهود في تعديل قانون الالوية "اي المحافظات" وقانون انتخاب النواب وتوسيع اللامركزية ،واردفت الشمقمق ،انه يعد بحق كتاباً سياسياً بإمكان الشعب السير به في طريق التقدم ، ودعت الجريدة الى جعل الخطاب مادة دراسية لطلاب المدارس العالية وفي وقت آخر سخرت الشمقمق من الحالة الاقتصادية للبلاد ، مشيرة الى ارتفاع اسعار المواد الغذائية ، وقالت "لقد ارتفعت في الأيام الأخيرة أسعار الاغذية فأصبح طعام العائلة يكلف مصاريف باهظة " وتقترح أن يتولى رب العائلة نقل عائلته بأجمعها الى أقرب مطعم في وقت تناول الطعام من باب السخرية طبعاً ، الجريدة تناولت كذلك ظاهرة اقبال النساء على التبذير واشارت الى ان ذلك يدل على اللامبالاة عند المرأة وعدم اهتمامها ببيتها واسرتها وعدم احترامها للرجل الذي يكدح من أجل توفير المال وعقبت بالمثل الشعبي( يكد أبو كلاش ويا كل ابو جزمه).
وفي مقال للشمقمق تضمن وصف القائد المغولي تيمورلنگ وقارنته بما يحصل من الذي يحاولون ان يعيثوا فساداً في البلاد من خلال التفرقة والشقاق وحذرت من هذا السلوك وقالت ،ان "هنالك من يحاول بث السم في الدسم لشل حركة الاصلاح وان هنالك عيوناً مستترة لم يخف عليها ما يقوم به المشاغبون" .
وفي مقالة اخرى كتبت الجريدة عن ارتياد محال بيع الحشيش وتعاطيها من قبل الشباب ونصحت بالابتعاد عن مثل هذه الاماكن التي يخسر فيها الشباب أموالهم وصحتهم وأوردت بعض النوادر عن الحشاشين والتي تسخر من اوضاعهم وسلوكهم وكيف أنهم يفقدون عقولهم ويصبحون محل ازدراء الناس ، كما لفتت انظار مدير الصحه وامانة العاصمة الى ما انتشر من اوساخ وازبال في الطرقات وما لها من تأثير على صحة الناس ودعت الى معالجة هذه الظاهرة لأن القذارة بيت المرض والاوساخ وعش الجراثيم ، وفي مقالة اخرى طالبت الشمقمق بمنع الباعة المتجولين كون بضاعتهم مليئة بالجراثيم ، وفي مقالة ادبية لها عرضت فيه سير الحمقى والهازلين في التاريخ العربي وكان من بينهم "أبو الشمقمق "الذي عرفت الجريدة بأسمه والذي عرف بهزله وطرائفه.
1008 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع