سعاد عزيز
مواجهة مصيرية مستمرة حتى الحسم
بعد قيام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بإرتکاب الکثير من الجرائم والمجازر والانتهاکات الفظيعة بحق الشعب الايراني وبعد أن قام بإرتکاب جريمة القرن في التأريخ بحق السجناء السياسيين بإعدامه لأکثر من 30 ألف من السجناء السياسيين من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق في صيف عام تنفيذا لفتوى ظالمة للخميني بأثر رجعي1988، وبعد کل المصائب والويلات التي جلبها هذا النظام القمعي بسبب سياسته الرعناء على الشعب الايراني، فقد جاء اليوم الذي يجد فيه هذا النظام نفسه في وضع يرثى له حيث إن الظروف والاوضاع السلبية تحاصره من کل جانب ولم يعد بإمکانه أن يتصرف ازاء مايعاني منه کما کان يفعل خلال الفترات السابقى خصوصا بعد أن تزايدت التحرکات الشعبية الرافضة له وبشکل خاص بعد الانتفاضتين الاخيرتين وبالاخ إنتفاضة 15 نوفمبر2019، وصار العالم کله يعرف الدور والتأثير الذي باتت منظمة مجاهدي خلق تجسده بهذا الصدد، ولذلك فإنه يحاول ومن أجل الإيحاء بأن النظام لايزال قويا وإنه على سابق عهده فإن خامنئي وروحاني على التوالي وفي تصريحات تثير التهکم يزعمان بأن نتائج الانتخابات الرئاسية الامريکية لاتهمهما في وقت إن واحدا من أهم المشاکل المستعصية لهذا النظام هي العقوبات الامريکية والمواقف السياسية الاخرى ذات الصلة.
السياسات الحمقاء والطائشة لهذا النظام وبشکل خاص من حيث تصديره للتطرف والارهاب والتي کلفت الشعب الايراني الکثير، جاء اليوم الذي يجد فيه هذا النظام نفسه مسٶولا ووجها لوجه أمام شر أعماله وتصرفاته، إذ أنه سلسلة الاخفاقات وحالات الفشل على مختلف الاصعدة لهذا النظام وبعد أن صار يقف عاجزا عن توفير الحاجات الاساسية للشعب الايراني، فإن هذا الشعب وهو يواصل تحرکاته الاحتجاجية الى جانب نشاطات معاقل الانتفاضة في مختلف المدن الايرانية، مصمم أکثر من أي وقت آخر أن يواصل نضاله بلا هوادة حتى الاطاحة بهذا النظام، وإن الذي يجب أن نشير إليه هنا ونقف عنده هو إن الشعب ومجاهدي خلق هما الطرفان اللذان لم يهتما بمن يفوز برئاسة أمريکا وظلا يواصلان نضالهما ضد هذا النظام في أقسى الظروف وأصعبها فيما کان هذا النظام يضع عيونه دائما على نتائج الانتخابات من أجل أن يتحين الفرص وينتهزها کما فعل أبان فترة باراك أوباما.
النظام الايراني کانت وستبقى مشکلته الاساسية مع الشعب الايراني ومجاهدي خلق، وإن مشاکله الخارجية مع البلدان الغربية ومن ضمنها أمريکا هي في الحقيقة مشاکل جانبية ويمکن للنظام من خلال تنازلات وإنبطاحات يقدمها أن يضمن لنفسه البقاء سالما لإشعار آخر لکنه وکما قد إعترف مرارا على لسان قادته فإنه يفتقد هکذا ضمان مع الشعب ومجاهدي خلق لأن الصراع والمواجهة بينهما مصيرية ومستمرة حتى الحسم،
1547 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع