اللواء الطيار الركن دكتور
علوان حسون العبوسي
11 / 11 /2020
الذكرى ٥٧ للدورة ١٥ (قوة جوية)
من الذكريات المشهودة التي علقت بالذاكرة لهذا اليوم 11 /11 /1963 مرور 57 عام لالتحاق الدورة الخامسة عشرة في سلاحنا الجوي ، كان لهذا الالتحاق قصة طريفة حدثت مع عائلتي التي تاملت ان اكون طبيباً وليس عسكرياً لاسباب قد علقت بذاكرة والدي (رحمه الله ) نتيجة لاحداث جسام حدثت منها ماكان يقص عليه صديقة العقيد الطيار خليل شفيق آمر قاعدة الشعيبة الجوية عندما يلتقي معاه في دارنا بمحافظ البصرة يقص عليه ماجرى اثناء اشتراك القوة الجوية في حرب فلسطين عام 1948 واستشهاد العديد من الضباط الطيارين والضباط والمراتب في هذه الحرب ، ولكن الشعور الوطني والقومي الذي كان يطغى انذاك على كل عراقي هو تحرير فلسطين من الكيان الصهيوني وملاذنا في ذلك الالتحاق بالقوات المسلحة وكان خياري السلاح الجوي لكثرة تواجدي مع العقيد خليل شفيق في القاعدة والتجول بين الطائرات وانا بعمر صغير اسمع قصص البطولة من الطيارين ، الطريف في ذلك كيف اقنع والدي وانا الناجح بتفوق من الخامس الاعدادي- الفرع العلمي بتفوق ومعدلي يسمح لي الدخول في كلية الطب خارج العراق (المعدل كان 75 % ولا تقبل كلية طب بغداد هذا المعدل انذاك بسبب سرقة الاسئلة وحصول تعقيد في المعدلات الدراسية) ، ولكن تعهد والدي ان يدخلني ارقى الكليات العالمية في بريطانيا اوالمانيا او مصر ، قمت انا بتوسط العسكريين من اعمامي ولكن لم ينفع ذلك ، اذن مالعمل وانا مصر على السلاح الجوي ، تعهدت مع الوالد ان اقوم بالتقديم الى القوة الجوية والى كليات الطب في المانيا وبريطانيا ومصر واي منهما يسبق الاخر التحق به عليه وافق والدي على مضض .
سافرت الى بغداد وسكنت في بيت عمي الحاج عبد المجيد مصطفى العبوسي (والد زوجتي بعد تخرجي من كلية القوة الجوية ) وخلال شهر تقريبا اجريت كافة الفحوصات الطبية وقد تكللت بالنجاح ثم اجريت المقابلة قبل الالتحاق وكانت ايضا جيدة اذكر قابلنا في حينها الرائد الطيار احمد لاوي واخرين لااذكرهم ثم عدت الى داري في محافظة البصرة انتظر اعلان نتائج القبول من الراديو ، في اول تشرين الثاني / نوفمبر اعلن راديوا بغداد في نشرته الداخلية الساعة الرابعة مساءً ، اسماء الطلبة المقبولين في القوة الجوية وكان تسلسلي (16) ، طالباً التحاقهم في قيادة القوة الجوية على الفور ، فرحت فرحاً شديداً ، ولكن حزن والدي لهذا الخبر ، قلت لوالدي لاتحزن نحن اتفقنا حسب اسبقية ظهور النتائج ولو ظهرت نتائج القبول في كليات الطب لتركت السلاح الجوي ، عليه اقتنع وقال الخير فيما اختاره الله ،ولحسن الصدف ظهرت نتائج قبولي في كلا من كلية طب المانيا – ميونخ ، ومصر في كلية طب عين شمس في 5 ت2 1963 لكني اخفيت ذلك ولم اظهره الا بعد التحاقي التام في الكلية .
المشكلة الاخرى هو فوجئنا ونحن في قيادة القوة الجوية موافقة ولي الامر بالالتحاق الى كلية القوة الجوية وانا في بغداد لامجال للذهاب الى البصرة وكيف يمكن اقناع والدي بهذا الخصوص ، عليه قررت ان اقوم بعملية تزوير بسيطة وكتبت الموافقة من قبلي وعليها توقيع والدي مع تحملي كل الاجراءات عند انسحابي من الكلية ، لكني اخبرت والدي بهذا الاجراء واقنعته برغبتي في هذا الاختصاص ، في الموعد المحدد للالتحاق بُلّغنا بالتواجد يوم 11/11/1963، في ساحة التحرير في الباب الشـرقي الساعة التاسعة صباحاً
في صباح يوم 11 ت2 حضـر طلاب الدورة الخامسة عشـرة (ق ج) كافةً في الموعد المحدد، وكان بانتظارنا كل من الملازم المشاة إدريس البرزنجي(آمر فصـيل)، والملازم مشاة يحيى إسماعيل (آمر فصـيل)، وقد أشرفا على نقلنا بثلاث باصات من مصلحة نقل الركاب ذات الطابق الواحد إلى قاعدة الرشـيد الجوية، وهناك كان بانتظارنا فرقة موسـيقى الجيش التي رافقتنا من الباب النظامي للقاعدة حتى مقر كلية القوة الجوية، حيث استقبلنا آمر الكلية المقدم الطيار الركن خالد حسـين ناصـر، وهيئة ركنه، وآمر السـرية النقيب جاسم حميد المصطاف، وأقيم لنا حفل استقبال في بهو ومطعم الطلاب، حيث استقبلنا طلاب الدورة 13 قسم المتقدم وضباط الدورة 12 المتخرجين حديثاً، بعد ذلك ألقى آمر السـرية كلمة ترحيبية أوضح من خلالها أسلوب العمل في الكلية لهذه المرحلة ، ثم استصحبنا إلى قاعات المنام، وسُلّمت لنا التجهيزات العسكرية وغير العسكرية، وتعيّن لكل قاعة مسؤول من طلبة الدورة 13، وهم كالآتي:عريف الفصـيل الطالب المتقدم صباح الخياط، ونواب عرفاء الحظائر كلاً من الطلبة المتقدم رشاد حسن، وغصون عبد الوهاب، وعبد الله وقاسم عاتي، وموفق القرغولي ، وكنت ضمن حظـيرة نائب عريف طالب رشاد حسن، الذي أفادني كثيراً بنصائحه وأخلاقه العالية، وقد تعاطف معنا جميعاً علماً أنه قد تخلف عن الطيران لأسباب صحية ، كما التحق بدورتنا الطالب فاضل مصطاف حسون، كونه قد تخلف عن دورته (دوره 14) ، بعد ذلك تم حلاقة الشعر درجة (4)، ثم تم اصطحابنا إلى الخياط لضبط مقاييسنا وترتيب ملابسنا العسكرية وفق الأصول.
وهكذا بدأت مرحلة جديدة من حياتي في كلية القوة الجوية، وقد دعوتُ الله مخلصاً أن يوفقني في مسعاي الجديد. فاتني أن أذكر أنه ومن خلال الفحص الطبي، تعرفتُ على عدد من الطلبة، الذين ربطتني بهم صداقة حميمة منذ ذلك الوقت حتى الآن ، ومنهم صديق عمري سامي إسماعيل السامرائي، الذي كان أكثر الطلاب مودة عندي ، وقد دعاني إلى سامراء أثناء الفحص الطبي وعرفني بوالده وأخوته وبقيت معه حتى المساء إذ عدت إلى بيت عمي في بغداد .
بلغ عدد أفراد الدورة أربعين طالباً أذكر منهم:منذر ابراهيم خضر ( منذر الدوري)، رامز البكري، عبد الهادي محمد عمر، رياض عباس البياتي، منذر أحمد المهر، حسن علي السـراج، سعيد كاظم، غسان عبد القادر، الحكم حسن علي التكريتي، بشـير بديوي، سامي إسماعيل، جواد كاظم، عثمان شـريف، ناظم السامرائي، خلدون خطاب بكر التكريتي، موسـى عبد الودود، أحمد السامرائي، نوزاد رشـيد، صباح عبد الله رمضان ، صلاح عبد الله رمضان، محمد عبد الأمير الرويشدي، شامل سلمان القباني، علي حسـين القزاز، عبد الواحد ميزر السعدون، عامر مجيد خضـر، غازي صديق القادري، عدنان أحمد رسول، هيثم عبد الله ، عامر شاكر المفتي، ذنون يونس، مطهر معمر، علي شـيت خطاب، حسـين مسعود، محسن عبد القادر، فوزي محمد العبد الله، عبد العزيز الياسـري، زكي كنعان النجار، إسماعيل، وأنا علوان حسون العبوسـي، وآخرين انسحب بعضهم لالتحاقهم بكليات انسانية اخرى .
طلاب الدورة 15 (قوة جوية )
فترة المستجدين كلية القوة الجوية العراقية ـ قاعدة الرشـيد الجوية
تضمنت فترة المستجدين حتى امتحان نصف السنة الأولى شباط 1964، مناهج للتدريب العسكري الصباحي «من الساعة 700- 1000»، تتضمن تدريب مشاة وتعاليم استخدام الأسلحة الخفيفة، وحركات السلاح المختلفة أثناء الوقوف والمسـير والطعن بالحراب، ومن بعدها محاضـرات في التعبئة الصغرى، ومواد تتعلق بالطيران كنظريات ونظامات الطيران، أسلحة جوية، لاسلكي ومحارك ولغة انكليزية، رياضـيات، وقوانين عسكرية وتنظيم عسكري حتى الساعة الثانية بعد الظهر، ثم فترة للغذاء، ومن بعدها استراحة حتى الساعة الخامسة عصـراً، ثم الرياضة المسائية، ومن بعدها مذاكرة حتى الساعة الثامنة مساء.
من اليمين وقوفا علوان العبوسي ،هادي محمد ،رشاد حسن ،رياض البياتي ،محسن عببد القادر ،جلوسا رامز البكري ، منذر المهر
فترة الرياضة المسائية
واستمر هذا الحال فترة شهرين تقريباً، اختتمت هذه الفترة بالرمي الحقيقي في ميدان رمي الكلية العسكرية القريبة من كليتنا، كنا نذهب أحياناً إلى الكلية العسكرية لحضور عروض السـينما ومحاضـرات تتعلق بالتوجيه المعنوي، وقبل نهاية كل أسبوع يوم الخميس تستأجر إدارة الكلية باصات نقل الركاب لنقلنا إلى بغداد في الإجازة الأسبوعية، كنت أقضـيها في بيت عمي عبد المجيد العبوسـي، والعودة مساء يوم الجمعة حيث تقلنا باصات نقل الركاب بنفس الأسلوب، كانت نتائج معظم الدورة النجاح في امتحان نصف السنة بعد ذلك منحنا إجازة 15 يوم، قضـيتها ما بين البصـرة مع أهلي وبغداد، بعد عودتي من الإجازة والتحاقي بالكلية، بُلّغت بخبر ايفادي ومعي 15 طالباً إلى دورة تدريبية على الطيران الأساسـي في الكلية الجوية بجمهورية مصـر العربية، وقد فرحت لذلك الخبر كثيراً، فمصـر بالنسبة لي تعدّ مثلي الأعلى في تجسـيدها للقومية العربية، وحاضن أمين للأمة العربية، و كان رئيسها جمال عبد الناصـر ملهمنا أيام النضال ضد عبد الكريم قاسم والعناصـر الشـيوعية الهدّامة، كان معي في الدورة كل من الطلبة ( خلدون خطاب بكر، فاضل مصطاف حسون، عامر مجيد خضـر، غازي صديق القادري، هيثم عبد الله، فوزي محمد العبد الله، منذر أحمد المهر، عدنان أحمد رسول، رامز البكري، عامر شاكر المفتي، محسن عبد القادر، غسان عبد القادر، علي شـيت الجبوري، ذنون يونس).
جمهورية مصر العربية ، مع طلبة عراقيين ومصريين وجزائريين ويمنيين
الكلية الجوية المصرية – قاعدة بلبيس الجوية
طائرة التدريب المتقدم المقاتلة الروسية ياك - 11
استمر الحال للدورة 15 سواء للمجموعة التي اوفدت الى مصر ومن استمر تدريبهم في كلية القوة الجوية في العراق وتخرجنا في يوم 25 / 6 / 1966 .
في الحقيقة كنت قد ضمنت كتابي – الجزء الاول ( نحن نعانق السماء ) مذكراتي التفصيلية لاحداث مرة للفترة منذ انخراطي بكلية القوة الجوية وتخرجي وهذا الكتاب لم ينشر لاعتبارات خاصة احتفظ بها لنفسي كمذكرات شخصية بحتة
تحياتي مع التقدير..
644 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع