د.طلعت الخضيري
كشكول الذكريات - ألحلقه ٢٣
فلاح الجواهري كما عرفته
إعتاد البشر أن لايذكروا محاسن الأحياء وإنما يتم ذكرهم بعد رحيلهم إلى العالم الأفظل فيتذكروا محاسنهم وتكتب عنهم الأساطيروالروايات حسب ميول الكاتب النفسيه أو ما تهويه عليه عواطفه وأفكاره ، وقد أتتني الخاطره أن أكتب عن أحد معارفي من الأحياء وأحلل شخصيته وأقدمها لمن أراد أن ينتفع بها ، واخترت أن أكتب عن صديق العمر ومعرفه عقود من السنين.
لقد أراد القدر لفلاح الجواهري أن يكون إبن شاعر عاش مع الأب مراحل حياه صعبه ، فالأب أحد عباقره القرن العشرين ضاهى بشعره المتنبي ، له أفكار إجتماعيه جعلته مضطهدا من قبل رجال السياسه في بلاده ، وشاركته عائلته في تلك المحن التي مر بها من تكريم أو إضطهاد بعد تنكره لإغارئاتهم.
درس فلاح الطب في روسيا وعمل طبيبا في السودان ثم شاء القدر أن يكون طبيبا مقيما تحت إشرافي في ردهه الأطفال في المستشفى الجمهوري في البصره ، ومن ثم شاركني الهموم وهو طبيب أخصائي في قسم الأشعه ، وتقاسمنا همومنا خلال سنوات الحرب في نهايه القرن الماضي ، ونجونا معا بأعجوبه من الموت بعد أن سقطت قذيفه بقرب الحديقه التي كنا جالسين بها نلعب( ألطاولي).
تميز فلاح بكتاباته الأدبيه الحره وتفوق بقدرته في الرسم الحديث علاوه على مهنته كطبيب.
وتفوق على الأغلبيه العضمى بذلك الشعور الإنساني ووفائه لمن يحبهم وصراحته في قوله وأفكاره.
هذا هو فلاح الجواهري كما عرفته..
1175 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع