نيسان سمو
هل سيأخذ كوشنر آخر بقرة معهُ الى البيت الابيض !
طبعاً كما تعلمون إنني اُركّز كثيراً على هذا الجانب (الجانب الإسلامي طبعاً) من العالم وأغلب سخرياتي تتجه بطريقة أو اُخرى نحو تلك المصيبة، وكما إستعلمتم فالنتيجة كانت أكثر من رائعة (إذا هي سخريات منو راح ينظر إليها)!!! .
قبل سنوات طالبتُ وبكلمة خاصة كُل من المملكة العربية السعودية وبالتالي دول الخليج معها وإيران للتوجه نحو المصالحة وعدم ترك قضاياهم ومصيرهم بيد الغرب. في النهاية أنتم شعوب مسلمة وإن إختلفت المذاهب! فهذا لا يعني أن تكونوا أعداء ويتحكم في مصيركم وسيركم وحياتكم وسياستكم لا بل حتى في طريقة لِباسكُم الغربي.. طبعاً كالمعتاد نتحدث مع الميت..
اليوم ساُكرر تلك الدعوة وأسهب في نقطة خاصة هي بَلوتكُم ومُصيبتكم التاريخية.
مصيبة المسلم إما أن يتفق أو أن يُعادي! هذا هو الموضوع بإختصار. هذه هي المصيبة التي لازمتهم منذ حصول المعجزة وأضحوا دولاً قائمة وبترول وغاز متدفق (لا والله منذ تجمع او قبيلة وشيخ). هذا هو النهج الذي كان تتبعه العشائر المسلمة وقبائلها قبل التاريخ وإستمر الى يومنا هذا. أول هجمة قامت بها قبيلة إسلامية في التاريخ كانت عندما وقع خلاف بين شيخ القبيلة مع القبيلة المحاذية للنهر والمرعى فأمر الزعلان مباشرة بالغزو والسبي، وهذا السير لم ينحرف او يميل عنه هذا القوم منذ ذلك الوقت الى يومنا هذا. يا عمي الآن هناك شيء إسمه دولة وسياسة وإقتصاد وعلم وإنترنت ووووووو طُز في كلها. نحن في القرن الواحد والعشرون!!! طُز.. إنظروا الى خارطة علاقات الدول الإسلامية مع بعضها وسيُبان الامر..
العالم الإسلامي لم يتفق مع بعضه في كل تاريخه الطويل. أما صديق ( اسبوع أو اسبوعين ) أو عدو حقير. لم يعي ولم يتعلم كيف يُسايس جاره المسلم وإن إختلف معه كما يفعل باقي العالم ( الكافر طبعاً ). خلاصة معظم مصائب ذلك العالم نتيجة هذا النهج القبلي البدوي المفطوس...
طالبتُ كل من إيران والسعودية في التقارب والتعاون وركن المذهب جانباً ( على الاقل لمدة شهر! على سبيل التجربة ) ! وقلتُ في حينها بأن الغرب يتلاعب بكم بسبب نهجكم هذا وستبيعون أنفسكم وتقتلون شبابكم وتحرقون إقتصادكم إن لم تتعلموا وتعدلوا وتُغيروا ذلك النهج! النتيجة باعوا أنفسهم وإشتروا إسرائيل...
إسرائيل والغرب المستفيد الوحيد من هذا النشاز الحاصل. والمسلم يدفع الفاتورة وبكل أنواع وأشكال الدفع. إسرائيل تشتري وتبيع وتضرب وتقتل بسبب هذا الخلاف التاريخي وهذا النهج القبلي العشيري الحجري المتخلف. الولايات المتحدة تبيع وتقبض وتشرب حليب الابقار العربية الاصيلة نتيجة هذا المنوال المستمر. الخاسر الوحيد هو دوماً تلك الدول المسلمة وشعوبها. نصف ( لا والله أكثر من النصف ) إقتصاد وطاقات تلك الدول يتم سحقه تحت أقدام الآخرين من أجل الحماية والدفاع والاسلحة ووووو الخ. ستة وتسعون ألف صاروخ تطلقه إيران سنوياً بِحجة مناورات عسكرية ( لِترهيب الجيران المسلم طبعاً ) وشعبها يموت جوعاً وإسرائيل تقتل بهدوء دون أي مقاومة تُذكر ( وين إتروح هاي الصواريخ ما أعرف! شوَكت راح توصل! ماكو خبر) ... والخليج يشتري ثلاثة أرباع خُردة الاسلحة الغربية الفائضة عنهم وكل هذا رداً وتَحسباً من العِداء المستمر بين تلك المذاهب ومنذ التاريخ.
وقع خلاف بين دول الخليج وقطر! أضحى في اليوم الثاني عداء دموي ورهيب! إنتقلت قطر الغنية الى بعض الدول الاخرى معادية لنفس الإسلام ( صارت جيران إيران وتركيا ) .. نصف ميزانيتها اودعتها رهينة للخزينة التركية من أجل دعم ليرتها وكل هذا عناداً وكيداً بالسعودية والإمارات ( شوف الفن والتكتيك ) ... لم يقدروا هذه العشائر السبعة الصغيرة المجاورة في ترويض وإستقطاب قطر الصغيرة بسبب الخلاف الحاصل وذلك من أجل أن لا ترتمي في حُضن الاعداء ( لو مو العيبة كان إحتلوها) ! .. قطر تدفع لحماية نفسها من دول الخليج وليس من إسرائيل أو إيران ( هاي صارت من القبيلة). وطبعاً تعلمون قصة الباقيين .....
في هذا الاسبوع كما صَرًحت مصادر في البيت الابيض ( يخابروني أول بأول ) سيصل كوشنر الى السعودية وقطر بعد أن ترجوه للقيام بالمصالحة قبل مغادرته البيت ! كوشنر رجل صفقات عالمية وسوف لا يقوم بمثل هذه الصفقة من أجل عْكال القطري أو دشداشة السعودي! وخاصة هناك أحاديث تؤكد إستعداد الخليج على تلبية شروط قطر ومنها الإعتذار ودفع التعويضات لها. هذا سَيمُص التعويضات والحليب كُله! هذا إن لم يأخذ البقرة كُلها معه الى البيت الابيض ( ماعندهم بقرة حلوبة وأصيلة في البيت الابيض! بايدن رجل عجوز ويحتاج لِشُرب حليب البقر الاصلي) ... أما إذا استصحب إيفانكا معه فسيأخذ الثور أيضاً! حلوة هاي تبقى الابقار الخليجية بدون ثور!
أما كيف سيتعاملوا مع قطر إن حصلت المصالحة لا أعي (مثل شيوخ القبائل الرُحَل، كل ربع ساعة يتكاوشون ويتوسلون بالشيخ الأجنبي كي يستعجل ويُصالحهم) ! نصف شوارع وثلاثة أرباع الشعب القطري صاروا إيرانيين وأتراك، والربع الباقي صار قواعد ومطارت فارسية وعثمانية! إشلون راح ترعى ابقارهم سوية مرة ثانية لا أعلم! لازم يْصير تهجين تركي إيراني خليجي! بس الثور راح يروح!
إيران في كل لحظة تتوقع هجوم امريكي إسرائيلي عربي على بلدها وشعبها! إيران في حالة الإنذار ولا ينام قادتها وشعبها لأكثر من ثلاثة عقود بسبب ذلك العداء الإسلامي الإسلامي. الخليج ومنهم المملكة نفسها باعت ثلاثة أرباع بلدها وإقتصادها للغرب من أجل الحماية من نفس المسلم. الكويت لا تنام، البحرين في أرق مستمر، الإمارات تهتز أبراجها كُلما سمعت بإسم إيراني، قطر تنقل الصكوك على البياض لطهران وأنقرة من أجل الترضية، السعودية بدأت تعود للتقشف من أجل تغطية مصاريف الدفاعات الامريكية، العراق !!!!!! لا بَس هذا إرتاح! باع العراق وإستراح... إيران لم تترك صاروخ كوري وصيني لم تُجربه في أراضيها دون جدوى!
كل هذا وجَم هذه البلاوي والمصائب والقتل والخوف والدمار والقادم الذي سيكون أكثر سواداً ودماراً هو بسبب إن شيخ العشيرة لا يستطيع أن يُتعامل مع شيخ القبيلة الثانية . زعلَ منهُ ! ظَل خاطرهُ !
لماذا لا تسطيع السعودية ودول الخليج في التعامل مع إيران بغض النظر على الإختلاف المذهبي! لماذا لا يستطيعون الإتفاق على التعايش السلمي والجاري والإسلامي وتركين مصائب المذهب التاريخية جانباً ( يا عمي خلي إتكون الشغلة وقتية! تجربة) ! لماذا لا تستطيع إيران في السير في الطريق الآخر كما تفعل مُعظم دول العالم! ماذا سيحصل إن قام السيد روحاني غداً في زيارة للمملكة وطلب منهم فتح صفحة للعلاقات بينهما وبين شعبهما وعدم إدخال الخلافات المذهبية في العلاقات السياسية! أنا واثق بأن تاريخ المنطقة سيتغير مليون درجة بعد تلك الزيارة ! أو العكس ( يعني زيارة معكوسة ) ...
صادقاً لا توجد أسلس وأفضل وأنجع طريقة لكم ولشعوبكم ومستقبل بلدانكم غير هذا الاسلوب السلس البسيط! زيارة صادقة واحدة تُجنب بلدانكم وشعوبكم وإقتصادكم من الإحتراق والدمار ويعود الإستقرار الى شوارعكم وتنام شعوبكم! زيارة واحد تفي بالغرض وتقتل دمار عقود وقرون طويلة ومريرة مرًت وستهب عليكم . فقط للتذكير: ( الحرب الباردة إستمرت لنصف قرن وفي كل لحظة كان العالم يتوقع حرب بين القطبين ومع هذا فالعلاقات لم تنقطع وتبادل الخبرات وخاصة في مجال الفضاء والطُب كان مستمراً والمشاورات كانت يومية بينهما والزيارت كانت الاكثر رغبة ومُحبَبَة) !!
أو ستبقون دون نوم وأرق وقلق وجوع وظمأ وتستمرون بالدفع لكوشنر وإسرائيل تبقى تقتل متى وأينما شاءت .. لقد بلغت وهذه ليست أول مرة ولكن قد تكون آخر مرة ...
لا يمكن للشعوب المتخلفة أن تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر !
1097 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع