نوال الرشيدي
لقاء قرب الشاطئ
حملت أثقالي إمتطيت مركبتي .. وددتُ شئ ما يأخذني للبعيد فتحولت كل أرجائي وكل ما حولي إلى وجهة واحدة إلى وطن ما يسعده حضوري ..وطن ما أضع أمنياتي وأحلامي عند عتباته
أتقدم إليه بهدوء ..إسترق سمعه دبيب أقدامي .. جئته أشكوه شيئا لا تعلم كيف تطبعه حروفي .. جئت أشكوه ألمي وبعثرتي
أقترب منه أُطيل تأملي .. أستشعر صمتي الثائر .. أنفاسي المتألمة وحزن دبيب خطواتي القادمة إليه ..
سألته جئتك يا بحر وبحوزتي أنين باق
تأملتنـي !؟
جئتك وحدي لأتأملك لتنصت لي تستمع لحديثي .. الصامت ...
أنظري أمواجي تهدأ تارة ثم تثور غاضبة تارة أُخرى .. تتطاير ذرات قطراتي بإتجاه الريح ثم تهدأ بهدوء العاصفة
أمتطي أعلى إمتداداتي الراحلين أعلى السفن الراحلة .. وأعلى القوارب الشراعية .. هكذا الحياة يا ابنة الشمس
باقية بين مد وجزر غروب وشروق ألم وفرح ... كوني على يقين بأن القادم ستجدينه بآخر إمتداداتي .. تأمليه بآخر نهاياتي ...
هانذا أعاود النظر إليه بإمعان دقيق
ماذا وجدتي !؟
وجدته سراباً يا بحر .
أعلم إنه السراب يا ابنة الشمس لكني أريدك أن تنظري خلفه ..
سأُعاود النظر وأتطاير بخيالاتي كما تتطاير تلك التي تتطاير بالقرب مني
هل رأيت شيئا !؟
رأيت أحلامي وأمنياتي التي أهفو إليها بكل لحظة .
ستأتيك أحلامك بداخل باقة ورد تفوح بعطر حب حالمة أنتي وأحلامك كرقة قلبك المغموس حب مالا ترينه هو قدر مُخبئ مغلف بلونك الذي تحبين قدر يليق بأناقة حضورك ..
أسعدني بقائـي معك ..
وأنا من يروق لي عبورك حورية تلامس قدميها شواطئِ تملأها فرح
لكني يا بحر أبدو أحيانا على غير ما يرام
أستشعر ألمك وثقل قدميك الثكلى وملأ قلبك حينما يداهمهُ حزن عميق ..فتأتيك أمواجي تبثك لحناً شجياً هادئ يعيد إليك الفرح
فأن لامسني فرحك بدأت أمواجي بالرقص لفرحك وتلمع أسطحي بك فأبدو كالشمس التي تعشقين
كم أنت رائع يا صديقي .!
بل أنتي الرائعة ..ألا يكفي بأنك كائن تعشقه كل الموجودات أعلى الكرة الأرضية
الكاتبة / نوال الرشيدي
1090 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع