اللواء الركن المتقاعد علاء الدين خماس
في الذكرى المائة لتأسيس جيش العراق الباسل
يصادف يوم السادس من شهر كانون الثاني ٢٠٢١ الذكرى المائة ليوم تأسيس الجيش العراقي الباسل بنفس اليوم من عام ١٩٢١. ولئن كنا نتذكر هذا اليوم التاريخي، فإنما نحن نتذكر اهم مقوم من مقومات دولة العراق المعاصر التي تأسست في مطلع ذلك العام تحت الحماية البريطانية والتي نالت الاستقلال عام ١٩٣٢ وانضمت إلى عصبة الأمم ذلك العام. والجدير بالذكر هنا أن الجيش العراقي قد تشكل قبل أن تتشكل الدولة العراقية، فكان المرتكز الأساس لكيانها، وحامي حماها والمدافع عنها وعن مصالحها، ليس هذا وحسب، بل انه كان البوتقة التي انصهرت بها جميع مكونات شعبنا العراقي الأبي. فقد كان بين قادته من الكورد والتركمان والمسيحيين ضباطا وصلوا إلى اعلى المراتب ، وكان جنوده ومراتبه ولاسيما بعد إدخال الخدمة الإلزامية يشكلون مجتمعا عراقيا مصغرا يعملون جميعا بتآخي وإخلاص لخدمة العلم ( علم العراق) وليس علم آخر ، تربطهم جميعا علاقة احترام ومحبة ضمن اطار من الضبط العسكري والتدريب الراقي والتقاليد والسياقات التي تكونت على مر السنين والتي مكنت هذا الجيش ، بالرغم من الصعوبات التي لاقاها خلال مسيرته التاريخية من الحفاظ على كيانه وتجاوز الصعوبات والنكبات التي مر بها والتي يعرفها الجميع . وقد شارك جيشنا بكل قوة وهمة في كل معارك العراق والأمة العربية سواء في فلسطين أو غيرها ممن لم تتناوله وسائط الإعلام بالشرح الكثير. كما ساهم جيشنا في تأسيس وتطوير جيوش عربية أخرى كالجيش الأردني الذي أسست كلية أركانه من قبل الضباط العراقيين والجيش الليبي الذي أسست كليته العسكرية من قبل ضباطنا وقبلهما الجيش اليمني في الأربعينيات القرن الماضي حيث كانت البعثة العسكرية العراقية آنذاك هي من ساهمت في تحديث ذلك الجيش، كما أن جيشنا ساعد جيوش المغرب ولبنان والأردن بإهداء الكثير من الأسلحة والتجهيزات لهم وبأعداد ليست بالقليلة كالدبابات والطائرات المقاتلة ناهيك عن الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. ولا بد لنا ونحن نتحدث عن جيشنا الباسل أن نذكر المعارك التي خاضها دفاعا عن العراق وانتصر بها بالرغم من عدم تناسب موازين القوى واهمها حرب السنوات الثمانية مع ايران ، تبعتها حرب الحلف الثلاثيني ضده بعد أحداث الكويت والتي قارع فيها اعتى القوى العالمية وتمكن من ايقافها ، واعترف الخصم بها وما معركة خط التشريق 74 عام 1991 إلا مثال واضح عليها ، اضطر بعدها الأمريكان إلى إيقاف حربهم آنذاك ، ليباشروا حصارا قاسيا على العراق استنزف الشعب والجيش ثم ليشنوا عليه حربا عالمية بكل معنى الكلمة ويحتلوا العراق عام 2003 وكان ما كان . إن الحديث عن جيشنا الباسل يمكن إن يطول إن أردنا الاستطراد به، لكن من اهم الأمور التي تميز بها جشنا بالرغم من كل المصاعب والظروف المعاكسة والتداخلات السياسية هي انه حافظ على توازنه كجيش من الشعب، من كل الشعب، فأحبه الشعب وجيش يحمي الشعب فاحترمه الشعب وجيش يمثل وحدة البلاد ويحميها فكان ملاذها في كل وقت وحين. وهكذا ينبغي ان يكون الجيش دوما. وعلينا جميعا ان نحافظ على تاريخه، ونذكر منجزاته، ونسير على تقاليده ونستفيد من خبراته ونكرم محاربيه القدامى. رحم الله شهداء جيشنا الأبرار وحيا الأحياء منهم.
784 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع