منى سالم الجبوري
مواجهة دولية للنظام الايراني مع مجاهدي خلق
لا ولم ولن يواجه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية خصما غير عاديا کمنظمة مجاهدي خلق المعارضة منذ تأسيسه ولحد الان، ومع إن هذا النظام قد دأب بين کل فترة وأخرى على إطلاق تصريحات تٶکد على إنه قد حسم الامر مع المنظمة وإنها باتت في حکم المنتهية ولم يعد من أي تأثير لها على الاوضاع في داخل إيران، لکنه يعود بنفسه ليثبت زيف وکذب ماإدعاه عندما يقوم بتوجيه الاتهام للمنظمة بقيامها بنشاطات مضادة له بل وحتى قيادة ثلاثة إنتفاضات عارمة وفي فترات زمنية مختلفة، بل وإن قضية الصراع الدائر بين النظام والمنظمة قد تجاوز ذلك ووصل الى حد أن يقوم روحاني بنفسه بإتصال مع ماکرون من أجل حث فرنسا على منع نشاطات المنظمة، لکن المشکلة والمأزق الذي واجهه النظام ولايزال يواجهه ويعاني الامرين من جرائه هو إنه کما فشل وأخفق في صراعه الداخلي نع المنظمة ولم يحقق النتيجة التي يطمح إليها فإن حاله لم يکن بأفضل على وجه الاطلاق على الصعيد الدولي.
في الوقت الحالي تحديدا، ومع وجود عدد کبير من المشاکل والازمات التي يعاني منها النظام الايراني، لکن هناك ثمة مشکلتين تشغلان باله أکثر من أية مشکلة أخرى، وسبب أهمية المشکلتين بالنسبة للنظام ومنحهما الاولوية على سائر المشاکل الاخرى له تأتي إضافة الى کونهما يرتبطان وبصورة مباشرة بصراعه مع المنظمة فإنهما تثبتان مصادقية وحقانية المنظمة في صراعها ضد النظام وفي عدالة القضية التي تناضل من أجلها.
المشکلة الاولى، تتعلق بقضية الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي، السکرتير الثالث في السفارة الايرانية بالنمسا سابقا، والذي خطط مع عصابته من أجل تفجير المٶتمر السنوي للمقاومة الايرانية في باريس عام 2018، وتم إعتقاله وجرت محاکمته مع عصابته في محکمة بلجيکية وينتظر صدور الحکم بحقه في 22 من الشهر الجاري، حيث يقوم النظام وکما أکدت صحيفة"لوموند" بمحاولات مستميتة من أجل التأثير على نتيجة الحکم والحيلولة دون إصدار حکم الادانة بحق أسدي وزمرته الارهابية إذ کشفت هذه الصحيفة عن معلومات جديدة من فحوى تقارير أجهزة الاستخبارات إلى المحكمة البلجيكية منها أن 14 من الدبلوماسيين وكبار مسؤولي المخابرات الإيرانية التقوا أسد الله أسدي في السجن في صيف 2019. وبحسب تقرير لأجهزة المخابرات البلجيكية إلى المحكمة الفيدرالية، فإن هؤلاء الأشخاص كان من بينهم سفير إيران ومستشارون له في بلجيكا، وطبيب ومحام إيراني مقيمان في فرنسا وبلجيكا، وخمسة عناصر أخرى من الحكومة الإيرانية. وهذه المحاولات لاتزال مستمرة على قدم وساق ولاسيما وإن النظام الايراني قد علم وکما کشفت صحيفة"لوموند" أن مريم رجوي، زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذراع السياسية لمنظمة مجاهدي خلق، تحدثت في لقاء استمر سبع ساعات مع المسؤولين الذين يحققون في قضية أسد الله أسدي، وأوضحت دور عدد من هؤلاء المسؤولين، من بينهم أحد المسؤولين الرئيسيين في وزارة الاستخبارات الإيرانية الذي كان مسؤولا عن توجيه عملاء استخبارات النظام الإيراني إلى الخارج. وإن النظام يعلم جيدا بأن مريم رجوي، لم تکن في لقاء إستمر 7 ساعات بشأن تلك العملية الارهابية تتحدث عبثا ومن دون طائل وإنما تضع النقاط على الاحرف الصماء الشريرة للنظام وتفضح النظام وتکشف حقيقة أمره، ولذلك فإن النظام يتخوف من ذلك والى أبعد حد.
المشکلة الثانية، تتعلق بمحاکمة"حميد نوري" أحد مسٶولي النظام الايراني من الذين شارکوا في مجزرة عام 1988، الخاص بإعدام أکثر من 30 ألف من السجناء السياسيين من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق، حيث تم إعتقاله في السويد بناءا على معلومات مقدمة بشأنه، حيث من المٶمل أن تجري محاکمته في مارس/آذار المقبل، وهو الامر الذي من شأنه أن يفتح ملف هذه المجزرة التي حاول النظام المستحيل من أجل التغطية عليها وتفاديها وبصورة رسمية، وهو مايمکن إعتباره ومن دون شك بمثابة بداية نصر دولي مٶزر جديد يضاد لمايجري للدبلوماسي الارهابي أسدي حيث إن مجاهدي خلق أکدت وعلى مر العقود الاربعة المنصرمة من إن سفارات النظام أوکار من أجل ممارسة النشاطات الارهابية وإن قادة النظام بأنفسهم يقومون بذلك!
1190 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع