كشكول الذكريات -ح٣٠

                                              

                        د.طلعت الخضيري

كشكول الذكريات -ألحلقه ٣٠

      

                سفره الحج قبل قرن

توجه الوالد مع أخيه هاشم ووالدته ومرافقه لها أسمها الحاجه مريم لإداء فريضه الحج في مطلع القرن الماضي ما قبل الحرب العالميه الأولى ، واستقل الجميع باخره أوصلتهم إلى جده، سأصف بما تجود علي مخيلتي لتلك السفره البحريه فمن المأكد أنهم استقلوا الباخره وهي ترسو على رصيف البواخر العثماني المسمى (ألسنيه) ويقع بمحذاه مدخل نهر العشار وبجانبه دائره الكمارك ومخازن البضائع وحتى ستينيات القرن الماضي كانت هناك باخره ألركاب تسمى ( ألميل) أي حامله البريد تربط ما بين البصره ومدينه بومبي الهنديه وتمر على موانىء الخليج وبمعدل سفرتان في الإسبوع ولا أدري هل كانت سفره الحج مباشره ما بين البصره وجده أم كانت مابين البصره وبومبي ومن ثم يتجهون نحو عدن وجده ؟؟.

تم إدائهم مراسم الحج و قصت لنا الحاجه مريم التي كانت ترافق جدتي كيف أخذ الباعه في أزقه مكه ينادون بعد انتهاء مراسم الحج (عذرونه ياحجاج أخذنه مصارينكم) والحقيقه كانت(مصاريكم) أي دراهمكم ،واختار الوالد العوده إلى البصره على ظهور الجمال وطالت السفره حتىى وصولهم إلى البصره عده أسابيع ،وحدثت مفاجئه صعبه عند مغارتهم مكه إذ تعرض لهم اللصوص( ألسلابه) وسلبوا جميع أموالهم ، فرجعوا إلى مكه وعرضوا شكواهم إلى الشريف حسين حاكم الحجاز فوعدهم خيرا وأن أموالهم سترجع لهم بالكامل وفعلا عند حلول مساء ذلك اليوم سلم لهم بعض رجال الشريف حسين المبلغ المسروق ، وكان من عاده الشريف حسين فعل ذلك عند سلب اموال الحجاج من قبل (ألسلابه) ثم يتتبع السراق ويعاقبهم وقد قرأت ذلك في أحد الكتب مؤخرا، وسارت قافله الحج نحو البصره، ألوالد والعم على جمل ووالدته ومرافقتها على جمل آخر ويوضع فوق الجمل هودج مخصص لشخصين،كانت تصف لنا الحاجه مريم مصاعب تلك الرحله وتذكر الحادي يقود القافله مترجلا ماشيا على قدميه في مقدمه القافله مع الجمل الأول في طليعتها ومردود أناشيده البدويه على المسافرين والجمال على السواء، وطالت الرحله عده أسابيع بين الكثبان الرمليه تعلوها السماء الزرقاء .
لنقارن اليوم مابين الماضي والحاضر عندما لا تستغرق السفره إلا ساعات قليله بواسطه الطائرات النفاثه ومقاعدها المريحه والمضيفات يقدمن المرطبات والوجبات الخفيفه ،هكذا كانت أيام زمان وعندما كان المسافر إلى الحج يكتب وصيته قبل مغادرته ويأخذمعه كفنه تحسبا لموته خلال إدائه سفره الحج.

    

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

821 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع