منى سالم الجبوري
الهيبة تسقط مرة واحدة
التصريح الذي أدلى به وزير الصحة الايراني، سعيد نمکي، من إن مرشد النظام خامنئي والذي أکد فيه أن الاخير "لا يحظر استيراد بعض اللقاحات الأجنبية لفيروس كورونا قبل أن نتمكن من إنتاج اللقاح المحلي" والذي هو بمثابة تراجع صريح لخامنئي عن موقف خاطئ جوبه بحملة إعتراضات واسعة النطاق، أضاف موقف آخر خاطئ للمواقف الصادرة عن خامنئي والتي تٶکد بأنه لم يعد منصبه يحظى بتلك الهيبة التي کان عليها أيام خميني.
من المهم جدا التذکير هنا من إنه ليست المرة الاولى للولي الفقيه أن يصدر عنه تصريح أو موقف خاطئ ثم يتراجع عنه أو يتملص عنه بطريقة أو أخرى، بل إنه إمتداد لسلسلة تصريحات ومواقف صارت موضع تندر وسخرية من جانب الاوساط الشعبية الايرانية، مع ملاحظة إن موقفه المثير للسخرية بحظر اللقاحات الغربية قد أثار عاصفة من الرفض والتنديد والاستهجان الدولية جعلته والنظام في موقف حرج جدا ولاسيما بعد أن تبنت زعيمة المعارضة الايرانية مهمة قيادة الرد على هذا الموقف اللامسٶول لخامنئي وأدانته بشدة لتثبت أمام العالم کله من إن هذا الموقف الهزيل والخاطئ والمرفوض لايمکن أن يمثل موقف ورأي الشعب الايراني المغلوب على أمره.
الموقف الرافض للسيدة رجوي لهذا القرار الخاطئ هو في الحقيقة حث وحفز الاوساط السياسية والاعلامية أکثر على الترکيز على هزالة موقف خامنئي ومن إنه لايرتکز على أي دليل أو رکيزة واقعية، ويبدو إن ماقد جوبه به موقف خامنئي هذا من تنديد وشجب ورفض داخلي وخارجي دفعته للتراجع وبخوف واضح عن موقفه الخاطئ، تماما کما کان حال خامنئي عندما رفض التفاوض مع الولايات المتحدة ثم فاوضها أو عندما أعلن شروطه ال19 لإبرام الإتفاق النووي في تموز عام 2015، ثم قام ببلعها وتجاوزها بعد أن تم إبرام الاتفاق ودهست شروطه ال19!
هذا التصريح الذي يدل ويٶکد مرة أخرى على سقوط هيبة خامنئي کمرشد أعلى للنظام، ليست هي المرة الاولى التي يواجه فيها خامنئي هکذا موقف، إذ أن حرق وتمزيق صوره في الانتفاضات العارمة ضد النظام وترديد شعارات بالموت له، قد کانت بمثابة إعلان واضح لايقبل الجدل والنقاش لسقوط هيبته وإنتهاء سطوته والمثير للسخرية والقرف إن وزير الصحة وخلال مسعى مشبوه له من أجل التغطية على موقف خامنئي قد زعم بأن خامنئي"لم يقدم قط أي توصيات بعدم تلقيح الفئات المعرضة للخطر بلقاحات مستوردة قبل إنتاج اللقاح المحلي" وهذا التصريح المفضوح المناقض والمخالف للحقيقة لايمکن أبدا أن يغير من الحقيقة والواقع شيئا ويشفع لخامنئي بشئ إذ إنه يأتي وکما يقول المثل بعد خراب البصرة!
1100 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع