علي الزاغيني
التعليم الالكتروني هل يحقق الغاية المطلوبة
بالوقت الذي كانت العوائل حريصة على عدم استخدام ابنائهم الانترنت بصورة مستمرة ، الا انها اصبحوا مرغمين على ذلك رغم المساوئ الصحية التي قد تنتج من الاستخدام المفرط للانترنت ، وقد يكون هذا الاستخدام بحجة الدراسة ولكنهم منشغلين بأمور اخرى لا تمت بالدارسة بشيء .
قد لا نختلف كثيراً اذا ما قلت ان الكتاب كان الرفيق الوحيد للجميع سواء كان هذا الكتاب منهجي دراسي ( او بمختلف المجالات العامة ) ، لكن على مايبدو ان نسبة الاقبال على قراءة الكتب وخصوصاً العامة قد تضائل بشكل واضح ، بالاخص بعد استخدام الانترنت وتطور التكنلوجيا الحديثة وانتشار الهواتف الذكية ، هذا كله جعل من العالم قرية صغيرة ، كل هذا جعل من الكتاب والمكتبة المنزلية مجرد ديكور يراد من خلاله ملء حيز شاغر داخل المنزل .
لم يتوقف الامر عند هذا فقط ، بل ازداد كثيراً بعد انتشار فيروس كورونا في العالم ، مما جعل الدول تضطر الى فرض حالة الطوارئ ومنع التجوال فيما بينها وكذلك في جميع المدن للحد من انتشار الفيروس ، وهذا ما جعل المدن اشبه المهجورة واصبح التواصل بين الجميع عن طريق الانترنت فقط .
انعكس هذا الامر على المدارس والجامعات واغلقت جميعها خوفاً من اصابة الطلبة وانتشار الفيروس بينهم ، لذا تم اغلاقها بشكل مباشر في اغلب دول العالم ، مما جعل من وزارتي التربية والتعليم العالي العمل بنظام التعليم الالكتروني ، حتى يتمكن الطلبة بمختلف مستوياتهم الدراسية من مواصلة المنهاج الدراسي عن بعد وتلقي دروسهم ولو بالشكل البسيط .
ان تجربة التعليم الالكتروني في العراقي ربما لم تكن بالطريقة المثالية او الناجحة مقارنة بدول العالم الاخرى ، رغم بعض الايجابيات لكن هنالك سلبيات كثيرة تسهم في عدم نجاح التعليم الالكتروني منها :-
1. عدم استقرار الطاقة الكهربائية .
2. ضعف او عدم وجود الانترنت في بعض مدن العراق ولاسيما القرى والارياف .
3. عدم الالمام باستخدام التكنلوجيا و الانترنت من اغلب الطلبة وعوائلهم وخصوصاً في القرى والارياف .
4. الاستخدام الغير صحيح من قبل الطلبة للانترنت .
5. الاعتماد الكلي على المحاضرات او الواجبات التي يرسلها المدرسين وعدم قراءة المنهج الدراسي بالشكل الصحيح .
6. قد يكون الامتحان الالكتروني ليس عادلاً في التمييز بين الطلبة ومعرفة مستوياتهم الحقيقة ، لذا تكون الدرجات غير حقيقة نتيجة عدم وجود رقابة على تلك الامتحانات الالكترونية .
7. عدم وجود جدول ثابت بالدروس والواجبات والمحاضرات التي ترسل للطلبة ، وهذا يؤثر سلباً على استيعابهم .
كما انه الاستخدام المفرط للانترنت مساوئ صحية جسدية ونفسية تؤثر سلبا ً على الطلبة قد تكون انية او تظهر مستقبلاً منها :-
1. الادمان على استخدام الانترنت وهذا مايولد الانعزال وعدم الاختلاط مع الاخرين .
2. ضعف البصر نتيجة الاستخدام المفرط للانترنت دون تخطيط .
3. التأثير على اعضاء الجسم ولا سيما المفاصل منها .
وغيرها من التأثيرات الجانبية الاخرى .
اما فيما يخص الهيئة التدريسية هنالك ايضاً تأثيرات نتيجة استخدامهم للانترنت لايصال المنهم المقرر ، اذا ما علمنا ان البعض منهم قد يجد صعوبة في استخدام الانترنت او بعض البرامج التي تستخدم في ارسال الممناهج الدراسية للطلبة ، ليس هذا فحسب وانما عدم التوازن في تخصيص وقت للتدريس المباشر في المدرسة والتدريس على الانترنت مما يجعله يشتت وقته ويربك عمله ، اضافة الى عدم فرصة للاختبارات الورقية المباشرة مما يجعل عدم تقييم الطالب بالشكل الصحيح الذي يستحقه .
707 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع