سيف الدين الألوسي
كلية بغداد - أسس تربوية وعلم وتهذيب !! ١٩٦٨ -١٩٧٤
القبول في كلية بغداد وهي مدرسة أميركية اهلية اسسها الاباء اليسوعيون الاميركان ببغداد بالثلاثينات ،، مهمة صعبة جدا ،وتحتاج الى اصرار وتنافس قوي ،، وعلى الاقل هكذا كانت الامور ، في زمننا المنقرض !!
قررت الدخول لكلية بغداد وانا طالب بالخامس ابتدائي في مدرسة المنصور التأسيسية، ورغم افتتاح متوسطة جديدة بها وللمرحلة التي قبلنا والتي بدأت بصف واحد داخل الابتدائية ، ولحين اكمال بناء اعدادية المنصور التاسيسية والتي اصبحت لاحقا اعدادية المنصور للبنين بعد تأميمها من الدولة منتصف السبعينيات ، ومن ثم بناء روضة وتمهيدي بين الاعدادية والابتدائية والتي كانت الاصل ،ومديرتها المرحومة المربية الفاضلة صوفي مبارك،، وكان اول مدير للمتوسطة واعدادية المنصور الاهلية هو المرحوم الاستاذ عبد المجيد ولي ، والد اخوتي وزملائي واصدقائي معاذ وهو المعرف بمعاذ بارتي ايام الشباب ، وهو صديق غالي ومحبوب من كل من يعرفه لخلقه العالي وثقافته الواسعة وهو زميل الجامعة والعسكرية ،، والدكتور الطبيب معن والذي هو في انكلترا حاليا وللاسف انقطعت اخباره عنا منذ فترة وهو كان من ابرز مهاجمي منتخب كلية بغداد لكرة القدم وكذلك بطل للساحة والميدان ايضا وهو ايضا مثال للخلق والذكاء والهدوء والتربية العالية .
تساؤل اتاني الان :لماذا لم يدخل معن التأسيسية ووالده المرحوم الاستاذ عبد المجيد ولي هو مديرها ، ودخل كلية بغداد معي وبنفس الدورة والشعبة ولحين تخرجنا منها !؟
نرجع الى كلية بغداد وبعد جلب معدل عالي بالبكلوريا مال السادس ابتدائي وانا من القلة الذين جلبت ٩٥ بالعربي وحيث كان يدرسنا اللغة العربية احد فطاحل الادب واللغة ببغداد وهو المرحوم استاذنا الكبير عبد الحميد المحاري ،، والاستاذ عتيق بالرياضيات ، وست ماري بالعلوم ، وست ملڤينا بالاجتماعيات رحمهم تعالى جميعا بواسع رحمته وغيرهم من اعلام المدرسات والمدرسين ببغداد،، المهم معدلي ، واعتقد كان ٩١ او ٩٢ بالسادس وهو ما اهلني للتنافس وللقبول في كلية بغداد والتي يتنافس على القبول فيها من يكن معدله فوق ٨٥ او اقل قليلا ، وحيث يخضع جميع المقبولين الى امتحان الذكاء الاي كيو وامتحان اللغة الانكليزية ومقابلة ،، ومن ثم تخرج نتائج المقبولين وكان معظمهم من مدارس بغداد الاهلية والحكومية الممتازة، ومثل مدام عادل والقديس يوسف والتأسيسية في المنصور ، ودجلة النموذجية بالمنصور والتطبيقات بالاعظمية ، وغيرها.
في كلية بغداد وايام الاباء اليسوعيين وحتى الفترة التي بعدهم وخلال فترة المرحوم الاستاذ جمال الالوسي مديرها ولجنة الدكتورة سعاد خليل اسماعيل والدكتور مسارع الراوي رحمهم تعالى ، وقبل الحاقها بوزارة التربية بعد تخرجنا منها بسنة ، وحيث دورتنا كانت اخر دورة غير خاضعة لوزارة التربية !!، كانت درجة النجاح بالمعدل ٦٥ ،،والذي لا ينجح بالمعدل وحتى لو ناجح بكل الدروس ،، يحرم من لعب الطوبة وحتى لو كان عضو منتخب وطني! ولعب كل الالعاب الاخرى المحببة والتي كان تنافس الشعب والمراحل على بطولتها ككرة السلة والبيزبول والهاندبول والتنس وكرة الطائرة والمشاركة بجمعيات التصوير والجغرافية واللغة الانكليزية وبقية الفعاليات كالتمثيل والرسم والموسيقى ،، وكانت هنالك جمعية لمساعدة الفقراء والتبرع لهم بالملابس والمال وحسب الامكانية ،، هذه المدرسة العظيمة بحق علمتنا الانسانية والتنافس وأظهار المواهب الرياضية والادبية والفنية وغيرها ،، ودفع الطلاب للتفوق والمثابرة باسلوب تربوي وتنافسي شريف وبغرس الثقة بالنفس ،، ولهذا السبب نرى بأن خريجي هذه المؤسسة التربوية العظيمة اصدقاء واخوة وباختلاف دوراتهم ولحد يومنا هذا .
ارجع واقول ماذا لو تم قطع الانترنت عن طلاب اليوم كعقوبة وبدلا عن الرياضة كما في زماننا وكمثل !!!! ولحين جلب معدل لا يقل عن تسعين بالمية بمعدلات اليوم !!!! وهو ما يعادل ٦٥ بزماننا !!!!!
لكل زمان وجيل طريقة بالتربية ونحمده تعالى اننا كنا بجنة ثقافية تعليمية اسمها كلية بغداد وبكل شئ فيها من تعليم واساتذة وابنية ومختبرات وملاعب واشجار وبيئة نقية طبيعية وانسانية .
كل محبتي وامتناني يا مدرستي الغالية الحبيبة لك ولكل اساتذتك ومن كل الجنسيات ،عراقيون واميركان وبعد ما يقارب النصف قرن من تخرجي منك .
4067 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع