بيلسان قيصر
اين تكمن خطورة الإحتلال الفارسي؟
يوجد نوعان من الإحتلال، الإحتلال المباشر والإحتلال غير المباشر، فالأول هو إحتلال البلد من قبل قوى خارجية من خلال الجيوش والعمليات العسكرية، تتمخض عن التحكم في مقدراته الأمنية والإقتصادية والسياسية والثقافية كالإحتلال الصهيوني لفلسطين، والإحتلال الإيراني للأحواز والجزر العربية الثلاث، أما الإحتلال غير المباشر، فهو إحتلال البلد من قبل قوى خارجية عبر السيطرة على صانعي القرار السياسي والإقتصادي والأمني اوتسيرهم وفق أجندة لتحقيق منفعة البلد المستعمر والإضرار بالمصالح الوطنية العليا، ومن هذا النوع إحتلال ايران للعراق ولبنان واليمن وبعض المحافظات السورية القريبة من الحدود العراقية، فيما يتعلق بالعراق فالميليشيات الولائية والسفير الإيراني في العراق وقائد الحرس الثوري الإيراني هم المتحكمون في العراق، وتوجد لإيران قاعدة كبيرة في العراق غير معلنة وهي (جرف الصخر).
لا يتمكن اي مسؤول عراقي إعتبارا من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة والمدعي العام ان يطأ قدمه فيها، بل أنهم اعتقلوا وزير الداخلية العراقي الأسبق محمد سالم الغبان عندما قام بزيارة ودية للقاعدة وهو من عملاء ايران، فما بالك بغيره! وعندما قام الشيخ عدنان الجنابي النائب السابق ورئيس عشيرة الجنابات بلقاء المقبور أبي مهدي المهندس في بيت رئيس الوزراء السابق، سأله عن أسباب منع رجوع أهالي جرف الصخر الى مدينتهم، أجابة الموضوع حله في ايران، وعندما قام وفد برئاسة الجنابي بزيارة ايران ولقاء المسؤولين، اجابوه ان حل الموضوع في لبنان (حزب الله) وعندما زار لبنان رجع بخفي حنين.
هذه القاعدة تضم مصانع للصواريخ والعبوات المتفجرة، وسجون سرية ومستشفى متخصص لنزع الأعضاء البشرية من السجناء وزرعها (المتاجرة بالأعضاء البشرية)، علاوة على مزارع للمخدرات، ومعسكرات لتدريب الإرهابيين. حتى الولايات المتحدة لم تتمكن من اقتحامها او التقرب منها، او التعرض اليها على الرغم من معرفتها ان ميليشيات شيعية سبق ان صنفتها بالإرهاب مثل حزب الله وعصائب أهل الحق هي التي تسيطر عليها، وهذا لغز من الصعب حلٌه.
الإستعمار الفارسي أشد من الإستعمار الأوربي والصهيوني، فهو يبلع الدول ويمسخ هوية الشعوب، فالأحوازمثلا لم تكن جزءا من خارطة ايران والتأريخ شاهد، احتلت بالقوة من قبل الشاه رضا خان بمساعدة الانكليز، وهذا ما يقال عن الجزر العربية الثلاث.
مميزات الإستعمار الفارسي:
1. استبدال اسماء المدن العربية بأسماء فارسية ليزعموا بعدها انها فارسية وتعود اليهم فالمحمرة سُميت خرم شهر، والخفاجي سوسنكرد، وشط العرب غيروه الى أروند، بل سموا الفاو خلال إحتلالها في الحرب العراقية الإيرانية بالفاطمية، إسماء بدلات طائفية واضحة.
2. طمس الهوية العربية برفض الزي العربي والأسماء العربية واستخدام اللغة العربية في المدارس ووسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية.
3. رفض التسميات العربية كالخليج العربي والجزر العربية الثلاث حتى عندما تطلقها الجامعة العربية او منظمة المؤتمر الاسلامي، وأية جهة أخرى..
الإستعمار الفارسي يحارب بدماء الشعوب التي يحتلها، كما هو الحال في العراق وسوريا واليمن ولبنان، ويستخدم هذه الدويلات كأوراق تفاوضية مع الولايات المتحدة والدول الأوربية. وقد قدم الرئيس الأسبق اوباما حرية التصرف لايران بشؤون هذه الدول لغرض انجاح ملف التفاوض النووي.
لقد حول نظام الملالي العراق الى بلد فقير يستجدي الدول لغرض تسديد رواتب الموظفين والفضائيين والرفحاويين فقط، وتحولت لبنان قبلة الحضارة والديمقراطية والحرية في العالم العربي الى مكب نفايات كبير، ودولة تستجدي دول الخليج، والظلام العتمة من أهم مميزاتها، وتحولت سوريا الى مجموعة من المستعمرات، ايرانية وروسية ولبنانية وامريكية وميليشيات عراقية وباكستانية وافغانية، واصبحت اليمن السعيد من أتعس دول العالم تعاني من ويلات الحرب المجاعات والامراض والفقر.
هذه هي بشاعة الإستعمار الفارسي، جميع أنواع الإستعمار غير اخلاقية وتتعارض مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لكن توجد أيضا فروق في طبيعة وونتائج الإستعمار، فاسرائيل لم تجبر الفلسطنيين في داخل أراضيها على إستخدام اللغة العبرية، او ارتداء الطاقية اليهودية أو تمنعهم من بناء المساجد، او تفرض عليهم تسمية اولادهم بأسماء يهودية، او تمنعهم من استخدام اللغة العربية في وسائل الإعلام، لكن الإستعمار الفارسي فعل ذلك بعرب الأحواز، لا يوجد شبيه للإستعمار الفارسي في التأريخ سوى الإستعمار الفرنسي، كما جرى في دول المغرب العربي، الذين يعانوا من وطأته لليوم.
طلقة طائشة
من المؤسف ان بعض الشيعة العرب لا يفكرون في هذا الأمر، انهم يدورون في فلك ولاية الفقية تدفعهم الطائفية العمياء، دون ان يدركوا ان تقوية النزعة القومية وليس المذهبية هي الأهم في نهج ولاية الفقية، أما العقيدة والحفاظ على بيضة المذهب، ونصرة المذهب ما هي إلا شعارات زائفة، انها وسيلة للضحك على ذقون الشيعة العرب من الجهلة والمستغفلين والحمقى لا أكثر.
بيلسان قيصر
نيسان 2021
البرازيل
1151 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع