بقلم أحمد فخري
قصة قصيرة المتوحد -الجزء الثاني
من لم يتسنى له الاطلاع على الجزء الاول فبامكانه مراجعته من خلال هذا الرابط
https://algardenia.com/maqalat/48902-2021-05-02-16-54-48.html
رجع سامي وسام الى الفندق وتوجها مباشرةً الى الغرفة حيث وضع سامي السبورة على الطاولة واسندها على الحائط ثم سأل،
سامي : هل لديك صورة لامكِ ابيكيل؟
سام : اجل، تفضل.
اخذ الصورة منها وقام بلصقها باعلى السبورة وراح يكتب عليها التسائلات الخمسة والاسماء والوثائق الثلاثة.
انهمك بعمله لاكثر من ساعة بينما انبطحت سام على السرير تراقبه ب
شغف وهو يعمل وتستمتع بهذا المنظر حين قالت لنفسها، "الاسد يعمل بعرينه وبغابته". صار احساسها بالهيام نحوه يزداد اكثر وارادت ان تعبر له عن حبها ولكن كيف؟ هي تعلم انه لا يرضى ان يُلمَسْ. فهذا شيئ اساسي بداخله ولا يقوى على تغييره. كيف ستتمكن من الوصول الى قلبه دون ان تلمسه؟ قالت له،
سام : الا اخذت استراحة صغيرة عن عملك؟ تعال واجلس الى جانبي.
فجلس الى جانبها وهو ينظر الى السبورة وصار يشرح لها،
سامي : وضعت صورة امك بالوسط ثم كتبت اسماء كل من له علاقة بامك. ثم قمت بـ...
هنا صارت تمسح على شعره فتجمد وتوقف عن الكلام كردة فعل تلقائية منه وهو مازال ينظر الى السبورة لكنه بدأ يسترخي قليلاً وادار رأسه نحوها ثم تبسم دلالة على انه يعطيها الموافقة بلمسه. قربت شفتيها نحو شفتيه وقبلته قبلة ساخنة لمدة دقيقة كاملة ثم توقفت وسألته،
سام : هل اعجبتك القبلة؟
سامي : اجل، انها تشبه القبلة التي عملتيها هذا الصباح ولكن لماذا توقفت؟
هنا علمت انه ازال كل الحواجز عنها وصار يتقبل التلامس معها فاحتضنته وقبلته ثانية فامسك بها وصار يتفاعل معها بكل حب وحنان. صارت تمسح على رقبته وعلى صدره ثم انزلت يدها الى بطنه وهبطت اكثر حتى وصلت الى ضالتها فقالت له،
سام : يبدو انك مستعد استعداداً كاملاً يا حبيبي. دعني اساعدك كي تعمل اللازم. نزلت من السرير، وقفت امامه وراحت تتعرى وتقشر ملابسها قطعة بعد الاخرى حتى اصبحت عارية تماماً فسألته،
سام : الا تتعرى انت ايضاً؟
سامي : اجل اجل اجل ساتعرى مثلك يا سام.
رجعت واستلقت على السرير وهي عارية تماماً واضعةً حنكها على راحة يدها وصارت تنظر اليه باعجاب وهو يخلع ملابسه حتى صار عارياً. وقف امامها وقال،
سامي : والآن؟
سام : والآن تعال بجانبي ودعني امنحك حبي كله.
التحق بها على السرير ومارسا الحب مرتين متتاليتين ثم ناما باحضان بعضهما حتى صباح اليوم التالي. استيقظت سام ونظرت حولها فوجدت سامي عارياً ربي كما خلقتني ويعمل على سبورته بكل اجتهاد يضيف اسماء ويمحي اسماء. كانت على وشك ان تنفجر من الضحك لكنها تمالكت اعصابها وكبحت نفسها خوفاً من ان تجرح مشاعره. انتبه اليها وقال،
سامي : هل استيقظت حبيبتي؟
سام : اجل منذ قليل.
سامي : هل تريدين ان نمارس الحب ثانية؟
انتابها الاعجاب والفخر بقدراته الجنسية، صارت تقارنه بحبيبها السابق حيث كان لا يمارس معها الجنس سوى مرتين بالشهر. قالت،
سام : انا جاهزة لك تماماً متى ما شئت حبيبي. فانا ملكك وانت ملكي. تعال عندي ومتعني كما فعلت بالامس.
دخل معها تحت الشراشف ومارسا الحب بحيوية كبيرة. وعندما فرغا من رياضتهم الصباحية قال،
سامي : اشعر بجوع قاتل وانت؟
سام : إن لم تطعمني خلال خمس دقائق فسوف اكل احشائك الداخلية.
فكر قليلاً بما قالت وانتابته الحيرة لكنه قال لنفسه، "يجب علي ان اتعود على كلامها فهي تمازحني وسوف لن تاكل احشائي". ضحك وقال،
سامي : دعينا نستحم ثم نرتدي ملابسنا وننزل على عجالة قبل ان تنقلبي الى آكلة لحوم البشر.
بعد الحمام جلس سامي على السرير يراقب حبيبته وهي ترتدي ملابسها وتصفف شعرها وتضع مكياجها بدقة كبيرة. وبعد ان اخذت وقتها بالاستعداد التفتت اليه وقالت،
سام : ما رأيك؟
سامي : لقد استغرقت وقتاً اقل من الامس. فهذه المرة استغرقت منك 18 دقيقة وست ثواني بالمقارنة بالمرة الماضية إذ كانت 37 دقيقة وربع.
نزل الحبيبان الى الطابق الارضي فسار سامي نحو الاستعلامات مباشرةً. استغربت سام من ذلك لكنها اختارت ان لا تسأل. سمعت سامي يقول للموظف.
سامي : تريد حبيبتي ان تسلم غرفتها وتنتقل الى غرفتي هل هذا ممكن؟
الموظف : بالتأكيد سيدي. ساقوم انا بالاجرائات اللازمة بينما تتناولا افطاركما، وستجدون كل شيء على ما يرام بعد حوالي نصف ساعة. دخل الحبيبان قاعة المطعم وتناولا افطارهما، كانا يشعران بغاية السعادة لكنها سألته،
سام : لقد اتخذت قرارك بان انتقل من غرفتي الى غرفتك دون ان تأخذ الاذن مني فكيف حصل ذلك؟
سامي : الم تقولي لي انا ملكك وانت ملكي؟
سام : اجل حبيبي قلتها وانت لا تنسى شيئاً. بالطبع انا لا امانع.
بعد ان اكملا افطارهما رجعا الى مكتب الاستعلامات فسمعا الموظف يقول،
الموظف : كل شيء صار على ما يرام. الآن بامكان الآنسة ماكنتوش الانتقال لغرفتك سيد كاربنتر وهذا مفتاح اضافي لكِ يا آنسة.
سام : ساسلمك مفتاح غرفتي القديمة بعد ان انقل امتعتي منها.
اخذت سام مفتاحها الجديد وصعدت مع حبيبها الى غرفتها القديمة فاخرجت جميع ملابسها ووضعتها في الحقيبة ثم عادا الى غرفة رقم 209 فتركت حقيبتها هناك وقالت له،
سام : دعنا نخرج الآن. ما هو جدول الاعمال اليوم؟
سامي :علينا زيارة د.اولڨر هنتر الطبيب الشخصي لامك ابيكيل. عنوانه يشير الى انه يبعد بضعة امتار عن فندقنا. سارا على الرصيف حتى وصلا الى العنوان. صعدا الى الطابق الثاني وضغط سامي على الجرس ففتحت لهما الممرضة وقالت،
الممرضة : صباح الخير. هل لديكما موعد؟
سامي : جئت لاسأل الدكتور بعض الاسئلة المهمة.
الممرضة : هذا لا يجوز. انا فقط مخولة كي ادخل المرضى الذين لديهم مواعيد. رجاءاً خذو موعداً من خلال الهاتف.
ارادت ان تغلق الباب بوجهيهما لكن سامي وضع يده امام الباب وبنفس الوقت اخرج شارته وعرضها على الممرضة،
سامي : انا الملازم اول ساميول كاربنتر من سكوتلانديارد يجب علي ان اتحدث مع الدكتور لامر طارئ.
تفحصت الممرضة شارته الرسمية فعدلت عن اصرارها وقالت،
الممرضة : حسناً اتبعاني.
ادخلتهما وطلبت منهما الجلوس بصالة الانتظار بينما دخلت على الطبييب. بعد قليل رجعت وقالت،
الممرضة : بامكانكما الدخول على الدكتور.
دخلا عيادة الدكتور فوجداه جالساً خلف منضدة عليها فقرات بشرية بلاستيكية واوراق واقلام. لصقت خلفه صورة للجهاز التنفسي وصورة للهيكل العظمي. نظرا الى الدكتور فوجدا رجلاً بديناً احمر الوجه اصلع الرأس يرتدي صدرية بيضاء قال،
الدكتور : تفضلا، كيف استطيع مساعدتكما؟
اخرج سامي شارته وعرضها على الدكتور ثم قال،
سامي : انا المحقق الملازم اول ساميول كاربنتر من سكوتلانديارد ومعي الآنسة سامانثا ماكنتوش ابنة المرحومة ابيكيل ماكنتوش التي كانت مسجلة عندك.
الدكتور : وما هي المشكلة؟
سامي : مما كانت تعاني السيدة ابيكيل؟
الدكتور : يجب عليك ان تسأل، من ماذا كانت لا تعاني؟ فابيكيل كان عندها السكر وضعف في القلب وقرحة بالمعدة والاسترجاع الحمضي وروماتيز بالاقدام والقائمة تطول.
سامي : وسبب الوفاة؟
الدكتور : سنها كبير وقلبها توقف ببساطة. هذا ما يحصل لاغلب البشر بعمرها.
هنا سألته سام،
سام : هل انت متأكد انها كانت تعاني من السكر؟
الدكتور : عزيزتي سام، انا طبيبها لمدة 10 سنوات واعرف امراضها اكثر من اي شخص آخر. انا اتذكرك عندما كنتِ تأتين معها الى عيادتي كنتِ في سن العاشرة او الحاديةعشر.
سام : اجل اذكر ذلك.
الدكتور : حسناً اذا ليس لديكم المزيد من الاسئلة فانا اعتذر لان لدي الكثير من المراجعين ينتظرون دورهم.
سامي : شكراً لك يا دكتور سوف لن نأخذ المزيد من وقتك.
خرج الحبيبان فسألت،
سام: الى اين الآن يا سامي؟
سامي : دعينا نزور المحامية كارون فريزر.
ذهب الحبيبان الى مكتب المحامية فادخلتهم سكرتيرتها السمراء. وعندما رأتهم المحامية وقفت وابتسمت ومدت يدها كي تصافحهما. اخذت سام يدها لكن سامي اشار بيده معلناً التحية بطريقته. فاستدعتهم للجلوس فجلسا. بدأت الحديث وقالت،
المحامية : تفضلا كيف استطيع مساعدتكما؟
سام : علمنا انك كنت محامية امي قبل ان تموت ثم اصبحت محامية لحفيدها بورس فيما بعد. هل هذا صحيح؟
المحامية : اجل بعد ان قرأت لحفيدها الوصية طلب مني ان اصبح محاميته وادير شؤونه القانونية.
سام : ومتى قمت بقرائة الوصية؟
المحامية : بعد رحيلها طبعاً.
سام : اليس من المعتاد ان تستدعي جميع اقارب المتوفاة كي تقرأي وصيتها؟
المحامية : ليس للمتوفاة اقارب وانت لست ابنتها الشرعية يا سام. لذلك لم يتم ابلاغك كي تستمعي الى الوصية.
سام : لكنها تبنتني رسمياً، اليس كذلك؟
المحامية : كلا، ليس بشكل رسمي. اي انها غيرت اسمك الى ماكنتوش لكنها لم تسجلك كابنتها.
سامي : هل بامكاننا ان نحصل على نسخة من هذه الوصية؟
المحامية : ساطلب من مساعدتي كي تستنسخ لكما الوصية انتظروني لحظة واحدة.
خرجت المحامية كي تعطي الوصية لمساعدتها بينما قام سامي بسرقة قلم ازرق من على مكتب المحامية دون ان تنتبه عليه حبيبته سام.
رجعت المحامية حاملة بيدها نسخة الوصية واعطتها لسامي. وقف سامي وقال،
سامي : شكراً لكِ سيدة فريزر. هيا يا سام دعينا نرحل.
خرج الاثناء خارج المكتب فسألته،
سام : والآن، الى اين؟
سامي : الى مكتب الشرطي سارجنت جيمسن.
سام : اليس الاجدر بنا ان نتصل به اولاً؟
سامي : حسناً ساتصل به الآن.
اخرج من جيبه الهاتف النقال واتصل بمركز الشرطة وطلب ان يوصلوه بالسارجنت جيمسن. لكنهم قالوا ان السارجنت في مهمة خارج المركز لذلك عليه المجيء بعد الظهر. اغلق سامي الخط ونظر الى سام ليسأل،
سامي : الشرطي ليس بمكتبه. هل انت جائعة؟
سام : اجل اشعر انني سأموت من الجوع. دعنا نجد مطعماً بالجوار نتناول فيه الغداء.
سار الاثنان قليلاً حتى وجدا مطعماً هندياً فدخلاه وتناولا وجبة الرز بكاري البقر مع خبز الپاپادام. والكثير من الكولا كي تطفئ حرارة الطعام. بقيا جالسين يتحدثان بعدة مواضيع لما سألت،
سام : هل تعتقد ان المحامية لها اي ضلع بوفاة امي؟
سامي : لا استطيع ان اجزم الآن حتى تكتمل الصورة. يجب علي ان ادرس جميع المعطيات واتحدث مع كل الاطراف كي اتمكن من وضع اصبعي على استنتاجات منطقية وتحليلات صائبة.
سام : يا سلام على حبيبي. انت فعلاً عبقري.
ابتسم سامي وادار رأسه بعيداً من شدة الخجل. نظرت سام الى ساعتها فقالت،
سام : اصبحت الساعة الثالثة والنصف. دعنا نذهب الى مركز الشرطة الآن.
تمشى الحبيبان على كورنيش ماركيت ثم استدارا بشارع فورت ماونت وسارا قليلاً حتى بانت لهما سيارات الشرطة ومبنى مركز الشرطة الذي كتبت عليه يافطة (شرطة كنت). دخلا المركز وسألا عن السارجنت جيمسن فادخلهما شرطي الاستعلامات الى مكتب جلس فيه السارجنت جيمسن فسألهم،
جيمسن : كيف استطيع مساعدتكما؟ يبدو لي انكما جئتما لتتحدثا عن المرحومة ابيكيل ماكنتوش. اليس كذلك؟
ابرز سامي شارته الرسمية وقال،
سامي : انا الملازم اول محقق ساميول كاربنتر جئت اليك بصيغة غير رسمية لاسئلك بعض الاسئلة.
جيمسن : ليس لدي المزيد من الاقوال التي دونتها بتقريري عن وفاة المرحومة ابيكيل ماكنتوش. بامكانك الاطلاع على التقرير.
سامي : اتمنى لو تزودني بنسخة منه.
وقف جيمسن وسحب احدى الملفات من الرف واخرج منها ورقة قام بنسخها على آلة الاستنساخ ثم قدمها لسامي. شكره سامي وخرج مع حبيبته سام.
سام : والآن، اين الاتجاه؟
سامي : يجب علينا الرجوع الى الفندق اريد ان ادرس الوثائق.
سام : سمعاً وطاعة حبيبي الملك.
رجعا الى الفندق ودخلا الغرفة التي صارت تأويهما فتخلص سامي من ملابسه ولبس سروالاً قصيراً وقميصاً خفيفاً بكم قصير ثم توجه الى السبورة وصار يضع الخطوط ويربط الاشخاص بالوثائق. بينما استلقت سام على بطنها وصارت تتابعه وتحرص على ان لا تصدر اي صوت كي لا تقطع سلسلة افكاره. راح سامي يرسم ثم يبتعد عن السبورة ويلقي نظرات شمولية ثم ينظر الى التقارير الثلاثة التي حصل عليها ويقرأ التواريخ ثم يلتقط الطباشير بالوان مختلفة ويقوم بمحو بعض الكتابات والخطوط لتحل محلها خطوط وكتابات غيرها. بقيت تتابعه حتى تغلب عليها النوم فنامت دون ان تشعر. وفجأة استيقضت على صرخة من سامي وهو يقول،
سامي : رائع رائع رائع.
سام : ما هو الرائع حبيبي؟
تأملت سام السبورة فرأت شيئاً عجيباً. لقد تحولت الى شبكة عنكبوتية من الخطوط والكتابات والرموز. لم تشأ ان تسأل عن اي شيء وقالت، "لو اراد ان يقول شيئاً فسيتطوع ويقوله لي بنفسه". لكنها تفاجئت عندما سألها،
سامي : هل تريدين ان تعرفي عما توصلت اليه لحد الآن؟
سام : بالطبع حبيبي، اخبرني.
سامي : حسناً. لو نظرت الى الخطوط. فكل شخص له لون محدد في العملية. هناك شخص واحد تتفرع منه جميع الخطوط بالمؤامرة وهو الحفيد بورس. فخطوطه الخضراء ترتبط بجميع العناصر.
سام : هل تقصد ان بورس هو الذي قتل امي؟
سامي : لم اقل ذلك ولكن بالتأكيد له يد في الكثير من الامور الغير طبيعية والتي لها علاقة بحرق جسد امك بعد موتها بهذه السرعة لاسباب لا ازلت اجهلها. فقد عرفت (من ومتى واين) وساتمكن من حل اللغز عندما استطيع ايجاد الجواب على العنصرين الاخيرين (لماذا وكيف).
رجع سامي الى عمله وهو يحلل الرسوم التي خطها على السبورة. هنا بدأ الدم يغلي بعروق سام بعد ان استمعت الى المؤامرة التي حيكت وراء ظهر امها فقررت ان تذهب بنفسها هذه المرة وتحاسب بورس على عملته الدنيئة. اخرجت ورقة صغيرة من حقيبتها وكتبت عليها،
وضعتها على الفراش دون ان يراها سامي. ارتدت ملابسها وقبلت سامي ثم خرجت من الفندق وهي بغاية الغضب بعد ان علمت ما علمت عن هذا الوغد الحقير بورس وما فعله بامها. ركبت سيارة اجرة وتوجهت بها الى منزل امها بينما بقي سام يرسم على سبورته غير آبه بخروج سام من الغرفة لانشغاله بتحليلاته، بقي يمسح ثم يكتب ثانية ثم يبتعد عن السبورة حتى قال، "دعني اطلب العون من صديقي وشريكي الملازم اول راما سوامي". اخرج هاتفه المحمول وضغط على رقمه فسمع صاحبه ويقول،
راما : الو سامي كيف حالك؟
سامي : انا بخير يا راما. انا احتاج مساعدتك بشكل شخصي.
راما : بالتأكيد يا سامي فانت قدمت لي معروفاً لن انساه ابداً مدى ما حييت. انت ساعدتني باحضار ابي وامي من الهند بعد ان رفضت وزارة الداخلية منحهم سماة الدخول لبريطانيا. قمت بابحاثك ووجدت ثغرات قانونية. استغليتها حتى تمكنت من اعطاء ابويَ الصفة القانونية كي يأتوا ويسكنوا معي ببريطانيا. كيف استطيع مساعدتك؟
سامي : ساوضح لك كيف يا راما. هل لديك ورقة وقلم؟
راما : لحظة انتظر يا سامي... تفضل انا جاهز.
سامي : اولاً: اريدك ان تتصل بالامن الاقتصادي وتحصل على موافقة خاصة كي تدخل حسابات مصرفية للاشخاص والمؤسسات التالية، (بورس ماكنتوش، دكتور اولڨر هنتر، مؤسسة محرقة الحياة الابدية، سارجنت الشرطة جيمسن، المحامية كارون فريزر). كل هؤلاء يسكنون بمدينة ماركيت. ثانياً: اريد ان ارسل لك صورة لقلم دعاية عليه علامة تجارية كتب عليها TMacintosh. اريدك ان تبحث بالعلامة التجارية وتخبرني ما هي الشركة التي وزعت هذه الاقلام؟
راما : ستحصل على كل هذه المعلومات باسرع وقت ممكن عزيزي سامي. ارجوك لا تتردد في طلب اي خدمات اخرى فيما بعد.
سامي : شكراً لك صديقي.
اغلق الخط مع صديقه راما وصار يجوب الغرفة ذهاباً اياباً ويقول، "هيا يا راما استعجل، هيا يا راما استعجل" وبعد ساعة كاملة رن هاتفه النقال فرفعه بشغف وقال،
سامي : راما؟ اخبرني؟
راما : اولاً بورس ماكنتوش لديه حساب بمصرف كرديت سويس بسويسرا ويبدو ان لديه حساب دسم لكنني لم اتمكن من معرفة حجمه بعد. ثانياً جميع الاشخاص الذين ذكرتهم د.اولڨر هنتر، السيدة يولا كاشوبا، سارجنت جيمسن، المحامية كارون فريزر لديهم حسابات بنفس المصرف بمبلغ 100000 دولار لكل واحد منهم.
سامي : ومن هي يولا كاشوبا؟
راما : انها المالكة والمديرة التنفيذية لمؤسسة محرقة الحياة الابدية هي من اصل بولوني.
سامي : وماذا عن القلم؟
راما : العلامة التجارية المطبوعة على القلم هي لشركة ماكنتوش لناقلات النفط والمسماة Tankers Makintosh
هذه الشركة مسجلة باسم ابيكيل ماكنتوش.
سامي : هذا غريب، الم يتغير المالك من ابيكيل ماكنتوش الى بورس ماكنتوش؟
راما : كلا.
سامي : طيب راما، هل لديك عنوان شركة ماكنتوش لناقلات النفط؟
راما : اجل ان العنوان هو شارع هنري الثاني بناية رقم 36 الطابق الثامن.
سامي : شكراً لك يا راما. لقد اسديت لي معروفاً كبيراً.
راما : انت السابق بالمعروف يا سامي. اعلمني إن اردت المزيد من المساعدة.
اغلق سامي هاتفه ثم ارتدى معطفه وخرج دون ان يلاحظ الرسالة التي تركتها له سام على الفراش. ركب سيارة اجرة وتوجه بها الى العنوان الذي حصل عليه من شريكه راما. ولما وصل الى الشركة واجتمع باعضاء الهيئة الادارية لشركة ماكنتوش لناقلات النفط ثم اخذ منهم المعلومات الكافية. عاد الى الفندق وصعد مباشرة الى غرفته ونظر الى السبورة ومسح علامات الاستفهام من كلمات (لماذا وكيف) ووضع اشارة الصح بدلاً عنها. ابتعد عن السبورة وصار يقول، "يا الهي، ابيكيل حية ابيكيل حية. اين انتِ يا سام؟ امك لازالت على قيد الحياة. امك لم تمت". اخرج هاتفه وضغط على رقم سام ثم انتظر ليتحدث معها. فسمع تسجيل على ان هاتفها مغلق. قال، "سام سام سام اين انتِ يا سام؟ لماذا اغلقت هاتفك؟ صار يتجول بداخل الغرفة وهو متأزم كثيراً لا يدري ماذا حل بحبيبته سام. وفجأة نظر الى السرير فرأى رسالتها. حملها وقرأها فقال، "لا لا لا لماذا ذهبت هناك؟". اخرج هاتفه واتصل بشريكه راما وقال له،
سامي : راما اريد مساعدتك فوراً. اين انت؟
راما : انا في الفرع المحلي لسكوتلانديارد بمدينة كانتربيري.
سامي : اريدك ان تأتي الى عندي فوراً الآن. سابعث لك بعنوان فندقي على رسالة نصية.
راما : انا خارجٌ الآن حالاً بسيارتي، سيستغرق الطريق حوالي 45 دقيقة.
سامي : انا بانتظارك.
وقف سامي امام الفندق ينتظر صديقه راما وهو بقمة التوتر. صار يمشي امام الفندق ذهاباً اياباً يدمدم ويقول، "هيا هيا هيا تعال هيا". وبعد قليل وقفت سيارة راما امامه فركب الى جانبه وقال،
سامي : يجب ان نتوجه الى العنوان الذي سادلك عليه بسرعة.
راما : ما هو هذا العنوان؟
سامي : ساخبرك فيما بعد ولكن قل لي هل سلاحك معك؟
راما : اجل انه في الصندوق امامك. اخرجه لو سمحت.
اخرج سامي المسدس وتفحصه واخرج المشط ليتأكد من وجود طلقات فيه ثم قال،
سامي : ستحمل السدس هذا بيدك وسوف نداهم المنزل انا وانت فقط.
راما : ولماذا لا نطلب الدعم من المركز؟
سامي : المركز بعيد جداً وسوف يتطلب ساعتين او اكثر كي يصلوا الى هنا.
راما : لكن الفرع المحلي بمدينة كانتربيري قريب جداً. هل نسيت؟
سامي : حسناً اطلبهم واعطهم عنوان منزل السيدة ابيكيل.
سحب راما اللاسلكي وتكلم مع الفرع المحلي وطلب منهم العون فاخبروه ان اربع سيارات ستنطلق من كانتربيري فوراً وسوف تصل للعنوان خلال 45 دقيقة.
سامي : هذا جيد دعنا نواصل سيرنا كي نصل الى المنزل.
بعد قليل وصل سامي وراما امام بيت ابيكيل فاوقفا السيارة ونزلا باتجاه البوابة الرئيسية.
راما : يجب علينا ان ننتظر قواة الدعم التي ستصل بعد قليل.
سامي : انا لا استطيع ان انتظر لان حبيبتي سام بالمنزل سادخل انا بنفسي.
راما : حسناً وانا سادخل معك.
قفز الرجلان من فوق البوابة ودخلا على الباحة الامامية للمنزل ثم مشيا حتى وصلا الى باب المبنى الخشبي. اخرج راما مسدسه واعده للاطلاق ثم سأل،
راما : هل نكسر الباب يا سامي؟
سامي : الباب مصنوع من البلوط الاحمر وسوف تتكسر اكتافك قبل ان ينكسر. انا سافتحه بالمسامير التي عندي.
اخرج سلسلة فيها مسامير خاصة معدة لفتح الاقفال، كان قد تدرب عليها عندما كان بكلية الشرطة. وما هي الا ثوانِ وانفتح الباب فدخلا وتفحصا المكان حولهما. لم يجدا اي احد هناك. قال،
سامي : ساذهب انا باتجاه اليمين وانت الى اليسار. إذا عثرت على سام، نادني باعلى صوتك.
راما : وكيف ساعرف شكل حبيبتك سام؟
اخرج سامي هاتفه وعرض عليه صورة سام فاومأ برأسه وابتعد عن سامي. سار سامي الى اليمين وصار يفتش بالغرف التي في طريقه. كان كلما دخل غرفة وجدها فارغة كان يتركها ويدخل الغرفة الموالية. اما راما فقد سار باتجاه مغاير وصعد الدرج الى الطابق العلوي وصار يتفقد غرف النوم العلوية وفجأة تلقى ضربة على رأسه فسقط على الارض مغشياً عليه. بالطابق السفلي من البيت كان سامي يسير ويتفقد الغرف والصالات فسمع صوت حديث اثنين من بعيد. دنا من ذلك الصوت فتبين انه صوت نسائي كان يصدر من احدى البيبان. حاول فتح الباب فوجده مقفولاً. اخرج مساميره وعالجه فانفتح فدخل الى الغرفة ليجد حبيبته سام جالسة على الارض بجانبها سيدة كبيرة السن. شاهدت سام يدخل فابتسمت وانتفضت وصارت تركض نحوه. قفزت عليه واحتضنته ولفت ساقيها حول خصره وقالت،
سام : حبيبي سامي، كيف استطعت ان تصل الى هنا؟
سامي : قرأت رسالتك التي تركتيها على السرير فاستعنت باحد زملائي وهو الآن معنا بالبيت يفتش عنكم في الطابق العلوي.
سام : انظر سامي، هذه هي امي ابيكيل انها على قيد الحياة. لقد اوهمنا بورس بانها ماتت.
سامي : اعرف ذلك واعرف السبب وراء عملته.
فجأة دخل بورس من الباب حاملاً مسدساً رصاصياً.
بورس : اهلاً بالزوار الكرام. لقد اصبحنا جمعاً رائعاً. سنتناول العشاء سوياً هذه الليلة.
سام : انت انسان حقير. كنت اعتبرك اخاً لي لكنك اصبحت شريراً. بجشعك قمت بخطة دنيئة اوهمتنا فيها بوفاة امي ابيكيل. فلماذا لا تقتلنا وترتاح منا حتى تحصل على كل شيء؟
هنا دخل سامي على الخط وقال،
سامي : بورس لا يريد ان يقتل امك ابيكيل قبل ان يحصل على كلمة السر.
بورس : ممتاز يا سامي المنغولي. يبدو انك محقق جيد. كنت اتمنى لو استطيع ان اضمك لفريقي.
سامي : اتقصد ان تشتريني كما اشتريت الدكتور اولڨر هنتر ويولا كاشوبا ومالكولم سميث وسارجنت جيمسن والمحامية كارون فريزر. اوه لدينا علم بكل المبالغ التي وضعتها لهم بحساباتهم بمصرف كرديت سويس بسويسرا. لقد حصلوا جميعاً على 100000 دولار كهدية مقابل تواطئهم مع خطتك الشريرة.
بورس : بعد ان عرفت كل شيء، هل تعتقد انني ساتركك تخرج من هنا حياً؟
سامي : دعني احذرك الآن يا بورس فشريكي راما موجودٌ معنا بالبيت وهو مسلح وسوف يطلق عليك النار إن انت لم تخضع لاوامره فهو ليس رحيماً مثلي. انه مدرب كي يهاجم اولاً ثم يتناقش فيما بعد.
اخرج بورس هوية من جيبه ورماها لسامي ثم قال،
بورس : اتقصد الملازم اول راما سوامي؟ انه مستلقي على الارض في الطابق العلوي يسبح بدمه. لقد ضربته بمضرب الكريكيت على رأسه وقد ورثت عنه هذا المسدس الذي اوجهه نحوك الآن والذي ساقتلك به يا منغولي. اعتقد ان صاحبك مات او ربما هو في طريقه الى الموت. اما انت فلازلت على قيد الحياة. والآن قل لي، هل تريد ان تتعاون معي؟
سامي : وكم ستعطيني لو تعاونت معك؟
سام : كيف تفعل ذلك؟ هل جننت؟ انه يخدعك. لا تصدق اكاذيبه يا سامي فهو شرير جداً.
سار سامي نحو بورس وركله ركلة احترافية سقط على اثرها الارض فسقط المسدس منه. وبسرعة كبيرة استرجع بورس المسدس من على الارض ووجهه نحو سامي فوقف سامي امامه وقال،
سامي : هل تريد ان تقتلني؟ هيا اطلق النار إن كنت شجاعاً. انا واقف امامك. هيا اطلق.
صرخت سام باعلى صوتها،
سام : لا لا لا
ضغط بورس على الزناد لكن المسدس لم يعمل. تقدم سامي نحوه وصفعه صفعة قوية وقال،
سامي : كم انت غبي يا بورس. هذا مسدس خدمة لزميلي راما. انه يعمل فقط ببصمة اصبعه هو ولا يستطيع اي احد استخدامه ما عدى صاحب البصمة. اما هذا السلاح الذي بيدي فانه يعمل دائماً. ركله ركلة دائرية قوية سقط على اثرها مغشياً عليه.
سام : هل مات بورس يا سامي؟
سامي : كلا حبيبتي انه مستلقي كالاميرة النائمة. لكنه سيعاني من الم الصداع ليومين متتاليين. وانت يا سيدة ابيكيل هل انت بخير؟
ابيكيل : انا بخير لكنني لم اتناول ادويتي لعدة ايام.
سامي : لا تخافي من شيء يا سيدتي. انا اسمع الآن اصوات سيارات الشرطة والاسعاف وهي تقف للتوا في باحة منزلكِ سوف يأخذونك الى المشفى كي يقوموا باجراء الفحوصات العامة عليك. وقف بالقرب من بورس حتى دخل اعوان الشرطة فناداهم كي يأتوا الى الغرفة التي هم فيها. دخلوا ووضعوا الاصفاد على بورس. قال لهم،
سامي : يجب علينا ان نصعد للطابق العلوي فشريكي راما يحتاج لمساعدة فورية.
صعد سامي واثنان من رجال الشرطة ورجل آخر من المسعفين الى الطابق العلوي فوجدوا راما. تفحصه المسعف وصار يشع الضوء من مصباحه على عينيه ثم رفع رأسه وقال،
المسعف : لديه ارتجاج في المخ (كونكشن) لكنه سيصبح بخير فيما بعد. سننقله فوراً الى المشفى. نادى على زميله الذي ينتظر بسيارة اسعاف خارج المنزل وطلب منه احضار النقالة كي ينقلوا المصاب. تركهم سامي وعاد الى الغرفة فوجد سام وامها واقفات يضحكن ويتبادلن القفشات.
سام : دعيني اقدم لك حبيبي بصورة رسمية الآن يا امي، هذا هو الملازم اول محقق ساميول كاربنتر وانتَ يا سامي اقدم لك امي، هذه هي السيدة ابيكيل ماكنتوش. امي وحبيبتي وصديقتي.
سامي : اتشرف اتشرف اتشرف بمعرفتك سيدتي.
ابيكيل : وانا كذلك يا سامي.
التفتت الى ابنتها وقالت،
ابيكيل : يا الهي كم هو وسيم، إذا لم تتزوجيه انت يا سام فساتزوجه انا.
سام : وهل انا معتوهة كي اترك لك شاباً وسيماً مثل سامي؟
ضحك الجميع وخرجوا الى الخارج فشاهدوا بورس وهو يساق الى داخل سيارة الشرطة.
بعد مرور اسبوع ببيت الدكتورة پالمر. جلست على مائدة الطعام السيدة ابيكيل وبجانبها ابنتها سام وجلس امامهما سامي والدكتورة پالمر والا جانبه شريكه راما الذي ربط رأسه برباط طبي ابيض والى يساره جلست زوجته سيما. كان الجو ودياً والكل يضحك ويتبادلون القفشات والمواقف المخيفة والمضحكة بتلك الليلة التي دخل فيها سامي على غرفة الاحتجاز. هنا سألت الدكتورة پالمر،
پالمر : اخبرني يا سامي كيف توصلت الى كل الاستنتاجات وعلمت منها ان السيدة ابيكيل ما زالت حية؟
سامي : اولاً استعنت بشريكي وصديقي راما كي اعرف بعض المعلومات عن القلم الذي سرقته من مكتب المحامية كارون فريزر محامية بورس. كان القلم يحمل العلامة التجارية لشركة ماكنتوش. اتصل بي راما بعد فترة قصيرة واخبرني ان الشركة هي شركة ناقلات نفط عملاقة وهذا يعني مليارات من الدولارات. بدأت الصورة تتضح امامي في السبورة وبدأت الطلاسم تتفتح الواحدة تلو الاخرى. علمت منه كذلك ان الاشخاص الذين كنت اشك بهم في فبركة وصية السيدة ابيكيل من قبل المحامية وملكية البيت التي كانت معمولة بشكل احترافي ومسجلة لدى البلدية واسلوب تعامل الشرطي سارجنت جيمسن. طلبت من راما ان يبحث بالبنوك بالتعاون مع الشرطة الدولية (الانتربول) حتى توصل الى مصرف كرديت سويس وبه حسابات لكل من المتورطين بالمؤامرة وكان جميعهم قد تلقى 100000 دولار ودعت بحسابهم مؤخراً. مما يدل على ان بورس كان ينوي وضع يده على شركة الناقلات كي يمتلك كل شيء منها.
هنا سألت ابيكيل،
ابيكيل : ومن هو مالكولم سميث؟
سامي : انه الموظف الذي يعمل بالبلدية. رشاه بورس كي يلغي سام من كونها ابنتك بالتبني.
سيما : هناك امر محير جداً بالنسبة لي، ارجو ان لا تعتبروه تدخل مني.
سامي : ابداً يا سيما تفضلي.
سيما : إذا كان بورس لم يزل يضع يده على ميارث جدته ابيكيل، فمن اين حصل على كل هذه المبالغ الضخمة التي رشى بها الاشخاص الذين ذكرتهم؟
ابيكيل : بورس ورث عن والدته قبل سنتين ارثاً كبيراً يقدر بـ 4 ملايين دولار. هل هذا يجيب تسائلاتك؟
سيما : إذا كان قد ورث كل هذه الثروة فلماذا يحاول الحصول على ثروتك يا سيدة ابيكيل؟
ابيكيل : انه الفرق ما بين الملايين والمليارات. فطمع بورس ليس له حدود. كان كذلك منذ طفولته.
سام : ولكن لماذا لم يقتل امي بالفعل؟ هل عطف عليها؟
سامي : ابداً، قمت انا بالذهاب الى شركة TMacintosh وتحدثت بنفسي مع اعضاء الهيئة الادارية وسألتهم عن حالة ملكية الشركة فاخبروني ان الوكالة العامة التي بحوزة بورس لم تخوله الاستحواذ على الشركة لان اعضاء الهيئة قاموا بتمرير شرط صارم في السابق لانتقال السلطة وادارة الشركة وهو تقديم كلمة سر للهيئة كي تتمكن الهيئة من الموافقة على منح بورس السلطة على الشركة حتى وإن كان بحوزته وكالة عامة مطلقة. كلمة السر هذه كانت السيدة ابيكيل هي الوحيدة التي تملكها ولم تعطيها لبورس او لاي احد آخر. لذلك قام بورس باحتجاز جدته ابيكيل بالبيت وقام بفبركة موتها كي يتمكن من ابتزاز كلمة السر منها بالقوة. لكن السيدة ابيكيل كانت عنيدة جداً ولم تعطه كلمة السر حتى وان قتلها. اما سام فقد ذهبت للبيت بشكل خاطئ وبتصرف شخصي لذلك حبسها بورس مع جدته.
سألت سام امها وقالت،
سام : وهل لازلت تحتفضين بكلمة السر يا امي؟
ابيكيل : اجل لكنني قمت بتغييرها الى كلمة سر جديدة.
سام : وماذا كانت كلمة السر القديمة التي كان بورس يروم لمعرفتها؟
ابيكيل : كانت (س ر و ب).
سام : يا الهي، نحمد الله ان بورس لم يكن يعلم ان حروف اسمه مقلوبة هي كلمة السر.
ابيكيل : لقد اخبرته بها البارحة عندما زرته للمرة الاخيرة في السجن صار يضرب على رأسه ندماً. واخبرته انني قمت بحرمانه من كل الميراث.
سام : انه يستحق هذه العقوبة واكثر.
ابيكيل : انتظري المفاجئة الآن يا عزيزتي.
سام : وما هي المفاجئة يا امي.
ابيكيل : لقد كتبت جميع ممتلكاتي باسمك يا سام. كذلك منحتك السلطة العليا بالشركة ولكن بعد موتي ليس الآن، وقد كتبت لك كلمة السر الجديدة بظرف ووضعتها بالخزنة الحديدة التي بالبيت.
سيما : بقي علينا ان نفرح بالحبيبين سام وسامي.
ابيكيل : بدأت فعلاً بالترتيب لحفل زفاف ابنتي سام على حبيبها سامي بفندق السافوي بلندن في نهاية الشهر المقبل وسوف يحضر اكثر من 300 مدعو.
سام : احبك يا امي.
3941 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع