ليس مجرد قلق إطلاقا

                                                       

                                 سعاد عزيز

ليس مجرد قلق إطلاقا

القلق الذي أعرب عنه غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من سرية البرنامج النووي الإيراني وتطوره، وقال إنه وضع الحقائق أمام مجلس محافظي الوكالة لاتخاذ ما يلزم من قرارات أو إجراءات. هذا القلق الذي جاء بعدما أکد غروسي إن طهران لم تقدم التفسيرات اللازمة لوجود جزيئات المواد النووية في أي من المواقع الثلاثة غير المعلن عنها على أراضيها، رغم مرور عدة أشهر على الطلب. وقد تزامن هذا القلق مع ماکان قد أکد عليه وزير الخارجية الامريکي يوم الاثنين الماضي من إنه إذا استمر البرنامج النووي الإيراني فسينخفض الوقت اللازم لصنع سلاح نووي إلى بضعة أسابيع. لکن لايبدو إن قلق غروسي وتأکيد بلينکن قد بني على إفتراضات أو مجرد تخمينات إذ يبدو أن هذا القلق وهذا التأکيد مايمکن أن يدعمه ويٶيده بقوة.

رفض النظام الايراني الاجابة علة أسئلة الوکالة الدولية للطاقة الذرية، وکذلك تأجيله المحادثات النووية الى مابعد الانتخابات، يأتي بعد أن ورد في تقرير للوکالة بأن" احتياطيات النظام من اليورانيوم المخصب وصلت إلى 16 ضعف الحد الأقصى المسموح به في الاتفاق النووي، وإنتاج 2.4 كيلوغرام من اليورانيوم بتركيز 60٪ وحوالي 62.8 كيلوغرام من اليورانيوم بتركيز 20٪. يثير قلقا جديا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية."، ولاريب لو أخذنا الاوضاع السلبية التي يواجهها النظام الايراني في داخل إيران مع الشعب والمقاومة الايرانية من جهة وکذلك على الصعيد الدولي من حيث العزلة الاستثنائية والعقوبات الدولية المستمرة، الى جانب حالة الرفض والنفور التي صار هذا النظام يواجهه على صعيد المنطقة، فإنه لايمکن حمل مايقوم به النظام الايراني على صعيد برنامجه النووي على محمل حسن، ولاسيما وإن الاعوام الماضية عموما وماقد أعقب الاتفاق النووي خصوصا قد أثبت بإستحالة إلتزام هذا النظام ببنود الاتفاق النووي من جانب والتخلي عن نشاطاته السرية من أجل إنتاج القنبلة النووية من جانب آخر.
أهل الدار أدرى بما فيه، ومن هذا المنطلق فإن التصريحات التي أدلت بها زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، على أثر صدور التقرير الاخير للوکالة الدولية للطاقة الذرية والتي قالت فيها بأن نظام الملالي لم يتخل عن مشروع القنبلة الذرية ضمانا لبقائه على الحكم ويواصل الإخفاء وتضليل المجتمع الدولي وقتل الوقت. وفي الوقت نفسه، يحاول النظام من خلال الابتزاز لإجبار الأطراف الأجنبية على رفع العقوبات والتغاضي عن برامج الصواريخ وتصدير الإرهاب والتدخلات الإجرامية في المنطقة. وأضافت أيضا بأن وكما ذكرت المقاومة الإيرانية مرارا وتكرارا، فإن إعادة تفعيل ستة قرارات لمجلس الأمن، والوقف الكامل للتخصيب، وإغلاق المواقع النووية، والتفتيش في أي مكان وفي أي وقت، كلها أمور ضرورية لمنع النظام من الحصول على القنبلة الذرية. تصريحات السيدة رجوي لها الکثير من المصداقية ولاسيما وإنها کانت تحذر وعلى الدوام من النوايا المبيتة لهذا النظام ومن إنه يستغل المحادثات الدولية والاتفاقيات المبرمة معه من أجل مواصلة مساعيه المشبوهة ومن دون شك فإن المجتمع الدولي أمام منعطف خطير من حيث تعامله مع هذا النظام الذي أثبت لمرات عديدة بأنه غير جدير بالثقة وعليه أن يأخذ بزمام المبادرة قبل أن يفوت الاوان.

   

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1133 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع