القس لوسيان جميل
العرق والقومية
هذا المقال هو مقال ثقافي علمي في اصله، غير ان الفيس بوكيين ولاسيما المتأشورين والشيوعيين الكارهين للعروبة يلعبون على كلمة القومية بشكل مخاتل كما نجده في مدونة عنكاوا دوت كوم الشيوعية والأمريكية التوجيه في وقت معا. حيث ان بعد سقوط الشيوعية صار الشيوعيون العراقيون، خاصة اناسا متحولين، ليس بالمعنى الجنسي، لكن بمعنى انهم صاروا عراقو- امريكانو- شيوعيون، يخدمون الأمبريالية الأمريكية وكل من هو مرتبط بها، اي صاروا متحولين بالتماثل، كيف؟ لأن المتحولين جنسيا يكون الولد ( الذكر ) ذكرا لكن اذا نظرت الى وجهه فهو يحمل وجه بنت اكثر منه وجه ولد. فالذين يكتبون في عنكاوا دوت كوم، عليهم سمة العرب – العراقيين، لكن في واقعهم وفي تصرفاتهم هم عملاء امريكا فقط، خدموا السيد بوش العدواني وعملوا امامه طابورا خامسا يمدحون اكذوبة العراق الديمقراطي الجديد، هذا العراق الذي ليس جديدا الا بمساوئه. وهكذا، اغمض هؤلاء اعينهم عن الحقيقة ويقولون عن كل من لا يغرد معهم تغريدتهم السوداء بأنه عروبي وينهج نهج البعث الشوفيني. ويقولون لي انك تسفسط وتمغلط، عندما اقول لهم اني عربي بمعنى ان عرقي يعود الى شبه جزيرة العرب، اي غرب- عرب الجزيرة الواقعة غرب – عرب البحر الأبيض ونهر الفرات، وليس بين دجلة والفرات. ( نيسكو ) نعم يقولون لي انت تمغلط هكذا! ومن غير احم ولا دستور، ومن غير مستند غير مستند تكفيري موجود في نفس عبد الله مرقس رابي خاصة الذي يدعي العلم، لكنه في الواقع لا يملك من اصول العلم الصحيح مثقال ذرة. لأن العلم قوانين ومنطق، فمن لا يتكلم بقوانين ومنطق ليس عالما سوى بالادعاء.هذا،ولمعلومات القاريء فان امريكا لم تعد امريكا بوش، انها امريكا مختلفة تماما اليوم، وان امريكا الحالية وباتفاق الحزبين فيها قررت سحب التخويل الذي كان قد اعطي للسيد بوش من قبل الحزب الجمهوري. كما ان عراق اليوم لم يصبح العراق الذي كان في زمن الشهيد صدام حسين. هناك تحالفات جديدة في مناطق كثيرة ومنها المنطقة التي يعيش بها الاخوة الكورد من زمان طويل.( هنا لا اريد ان افصح اكثر من هذا).
عليه فمن سلك درب العمالة مثل المتأشورين والمتكلدنين ومثل يونادم كنا ومثل عبد الله مرقس رابي وغيرهم الكثيرين سوف يبؤون بالفشل الرهيب. فهؤلاء كلهم لا يمكن ان يكونوا على حق في المقارعة بينهم وبين اهل الحق العلميين الحقيقيين، وكما سنرى فيما بعد، ولا يمكنهم استغلال قوميتهم الكاذبة لتبيان انهم كانوا مظلومين في عهد صدام رحمه الله. لأن قوميتنا، نحن المسيحيين،وحتى غير المسيحيين،وكذلك الوثنيين الذين نزحوا من الجزيرة معروفة، فقوميتهم تابعة لعرقهم الواحد وهو عرق الانسان الأول الذي نشأ في الجزيرة غرب- عرب البحر الأبيض ونهر الفرات. فالمسيحيون المشرقيون الذين كونوا كنيسة كوخي بالقرب من طاق كسرى، لهم قومية واحدة فقط مشتركة بين الجميع،وليس مثل قومية القومجية الخاصة بهم فقط وبأنصارهم.وهنا نصصح قليلا ونترك كلمة القومية المستهجنة، ونتبنى كلمة الثقافة والحضارة،وهي الثقافة والحضارة السامية حسب ما وضعها الغربيون استنادا الى الكتاب المقدس- العهد القديم، لكن هذه الثقافة وهذه الحضارة هي ثقافة وحضارة عربية بناها الانسان الأول في الجزيرة غرب- عرب البحر الأبيض المتوسط ونهر الفرات ( نيسكو ).فالانسان الأول،او الانسان العاقل، او الانسان الراشد، لم تكن له القدرة على التفكير بشيء نظري مثل القومية او الحضارة، كما نعمل نحن. لكنه في الواقع بنى حضارة حياة جديدة، لكائن- انسان جديد يظهر في الوجود في مناطقنا، بدءا باللغة التي جاءت بالتدريج، لأنها لم تكن لغة كاملة موحاة له من اية جهة، ثم توصل الى ان يجد له سكنا على الآرض ولا يتسلق على الأشجار كالقرود. ثم عرف كيف يجد له اسلحة دفاع بسيطة. اما اكله فكان في البداية قريبا من مأكل القرود. ثم صار اكل انساننا الآول مزيجا من آكل الأعشاب Herbivore وآكل لحوم حيوانات صغيرة Carnivore ثم آكل حيوانات كبيرة مع تقدم حضارة ذلك الانسان. ثم حدث لذلك الانسان ان اكتشف النار، ثم وبالتدريج تكونت عند ذلك الانسان الحياة العائلية الاجتماعية. بدءا من عائلة الجد ثم الأجداد المتعاقبة والمتباعدة، ثم القبيلة ثم ألأقوام ثم الاستعداد لتكوين امم وثنية، متعددة الآلهة، لكن هذه المرة ليس في داخل الجزيرة العربية بل خارجها الى الشرق. مع بقاء نسبة بقيت داخل الجزيرة العربية في الداخل،بقوا على تسمية العرب، من باب تسمية الكل باسم الجزء. ثم صارت المنطقة مؤهلة لتكوين امة الاله الواحد العائد الى حضارة واحدة خلفت حضارة تعددية الالهة. هذه الأمة هي او كانت امة الاله الواحد العبرية والناطقة بالارامية. اما في القرن السادس الميلادي فقد تكون الأمة المحمدية التي سميت بالاسلام ويعني الايمان بالايمان الواحد الموحد للأمة كلها. ( كما ترون في كل هذا التطور الحضاري الواصل الى الاله الواحد العبري والعربي لسنا بحاجة الى اي وحي ) لأن الأمور تسير بطريها الطبيعة التاريخي . اما ان يقول المسلمون بأن الله اوحى للنبي كل ما صار وما حدث له وما عمله فنح لا نجادلة لأننا لسنا بحاجة الى هذا الحوار او الجدال ). هنا يهمنا ايضا بان نقول بأن الدينين العبري والاسلامي لا ينفيان قوميتهما السامية- العربية. كما نعطي ملاحظة تقول: بأن اليهود والعرب كان يلقبون انفسهم باسم اجدادهم. بني فلان وبني فلان. وهي كلمة آرامية تعني اولاد الجد الفلاني او الفلاني. احيانا نجد تسمية قوم معين باسم بلدته او باسم قريته او باسم معلم من المعالم الدالة على قوم معين.
مسيحية مسيحيي كنيسة المشرق: فمسيحيتنا نحن المشرقيين انبثقت من تبشير الرسل في امكنة عديدة. هذا هو عرقنا نحن المسيحيين بشكل عام وفي الغرب والشرق. اما عرقنا، نحن كنيسة المشرق، فهو عرق واحد مشترك بين المسيحيين وبين كنيسة المشرق وعرقها النازل ( الصاعد ) نحو امة الاله الواحد الاسرائيلية. فعرقنا، نحن كنيسة المشرق يمر بعرق المسبيين الذين صاروا مسيحيين واسسوا كنيسة واحدة،وربما اكثر من كنيسة التقت مع بعضها في زمن ما بعد العبورالى مسيحية المشرق، هذه المسيحية التي هي الأخرى لم تكن جاهزة، ولكن بنوها طابوقة بعد طابوقة، بشيء مشابه لما حدث للانسان العاقل او الراشد المختلط قليلا بانسان النياندرتال، كما يقول العلماء.هنا فقط يكون علينا بأن نفهم بأن مبشري جماعة كوخي كانوا من اليهود التاركين لليهودية والعابرين الى المسيحية.ولكن يجب ان نقول ايضا، بأن اولئك المبشرين جلبوا معهم بدايات الطقوس والاسرار المسيحية وصلواتها الى مناطقنا. وكانت قريبة جدا من اليهودية. ولهذا نجد فيها كثيرا من مزامير داؤد. هكذا كانوا يسمونها.ولهذا كثرت مزامير داود المستخدمة في كنيسة المشرق التي كان مبشروها مار ادي ومار ماري متلمذي المشرق.
فكرة جديدة:هنا عندي فكرة جدا حديثة تقول ان يسوع ( مهما كان اسمه ) هو الذي اسس كنيستنا المشرقية،وكل الاديان المسيحية. يسوع هذا الذي كان راهبا وربما مؤسس رهبنة في دير قمران قرب البحر الميت، حيث كان اكله الجراد وعسل البر، لأن هذا الدير كان متقشفا جدا، وكانت الرئاسة تقول للرهبان:نحن هنا نبحث عن كنز. طبعا المقصود كان كنزا روحيا من الهدوء النفسي والطمأنينة. بهذا المعنى يمكننا ان نعد يسوع مؤسسا، بشكل مباشر لإنسان يسعى لأن يكون انسانا خيرا ومحاربا للشر. من يكون يسوع هذا؟ ( شخصيا لا اريد ان اخوض في هوية يسوع، لأن هوية يسوع هذه تعود الى فلسفة معمقة جدا، ما وراء فلسفاتنا المعروفة. قد نسمي هذه الفلسفة فلسفة نبوية او بشكل افضل نسميها الفلسفة الكونية، قريبا من فلسفة الأب تيار دي شاردن، عالم الاحاثة العظيم. وصاحب لاهوت المسيح الكوني او المسيح الشامل.اما يسوع هذا فهو بالحقيقة اذا فهمناه نعده مؤسس الأديان كلها، بشكل غير مباشر، ومؤسس امة الاله الواحد، امة بني اسرائيل اولا. اما نحن كنيسة المشرق فيبدو ان يسوع نفسه كان مبشرنا بشكل مباشر. ترى اليست هذه الفكرة دافعا لادرار الدموع؟ اليست هذه الفكرة محرضة لكل واحد منا ان يترقى الى مثالنا اكثر فأكثر. ثم اليست كنيستنا مدعوة خاصة قبل افرادها الى هذا الترقي؟ ولكن ومع الأسف يبدو ان كنيستنا المؤسسة الرسمية، وخاصة بقراتنا المقدسة لا يعرفون من المعنى الذي قدمته اي شيء يذكر. مع ايماني العميق بوجود افراد بسطاء من قسس وعلمانيين ليس فيهم تقصير في الوصول الى المستوى الذي يقدرون عليه من روح يسوع الحقيقي. هذا في حين تبقى بقراتنا المقدسة بمنهجها التقليدي بعيدة كل البعد عما اتينا الى ذكره. ولاسيما في هذه الآونة الأخيرة التي نشاهد فيها موت كنيستنا واندثارها، وحيث لا امل باحيائها الا اذا فازت بالنجاح ما سميناه" الكنيسة الموازية". يعني اذا حدث انقلاب لا نستبعده.
الا ان يسوع كان بشكل عام وغير مبشر لليهود كأول امة عرفت الاله الواحد برموزه المادية المعروفة، ولاسيما الأرض والهيكل، بحسب الفكر اليهودي. وكذلك يمكننا عد يسوع مبشرا للمسلمين بشكل غير مباشر،بقدر ما تحمل ديانة النبي محمد من آثار يهود بني اسرائيل وحتى آثار المسيحية الأبيونية او النصرانية.
674 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع