مجـيد ملوك السامـرائي*
قصر الجوسق و قصر الخاقاني
الجوسق و الخاقاني من قصور الخلفاء العباسيين في مدينة سرمن رأى العاصمة العباسية (836-892 م) ، والجوسق هو القصر وهو المسكن والمستقر، واما الخاقاني فنسبة الى المشرف على بناءه .
إن أهم ما يلاحظ على قصور الخلفاء العباسيين في مدينة سرمن رأى هو بنائها ونقضها/ هدمها لأسباب عديدة منها نقل موادها وأثاثها إلى قصور اخرى لاحقا، وهـكذا يجد الباحث تداخلا في مسميات القصور مثل ( قصر الجوسق ) و( قصر الخاقاني ) و(قصر الجعفري)، ويواجه الباحث أيضا ولحد ألان جهلا كاملا بمواضع العديد من القصور، لقد تــــــــــم توقيع قصـور الخلفاء في أماكن عديدة بمدينة سرمن رأى أبتداء من مجمع العاصمة/ مركز مدينة سرمن رأى، وفي شماليه وجنوبيه وحتى إلى الغرب من نهر دجلة, وتميزت هذه القصور بالترف والفخامة حيث وجدت نقوش ورسوم وصور وزخارف(جصية) عديدة على جدران القصور والحمامات.
شملت الأعمال العمرانية للخليفة (المعتصم بالله 837ـــــــ 842م), كل من ( دار الخلافة بمجمع العاصمة), وقصر ( الجوسق الخاقاني ) العائد للخليفة المعتصم ذاته والذي أعـد لسكنه وأسرته لاحقا، وموضعه جنوبي دار الخلافة / دار العامة، ويبعد مسافة 600 متر عن شاطئ نهر دجلة من جهة الغرب ومقابل ( الجسر الذي بني على مجرى النهر أنذاك وبخط مستقيم باتجاه قبة الصليبة عند الضفة الغربية للنهر)، ومن بقايا هذا القصر الغرف الثلاثة الكبيرة والمتوازية والمنفردة وتحتها اقبية ارضية (سراديب) ومساحته ألف وسبعمائة مترا مربعا (مشاهدة الكاتب), وقد اشرف على بنائه ( خاقان عـطروج والد الوزير العباسي الفتح ابن خاقان) ولذلك سمي القصر (الجوسق الخاقاني)، وهناك تداخل في المسميات/خلط بين هذا البناء وبين كل من ( دار الخلافة للمعتصم وقصر البركة للمتوكل ضمن مجمع العاصمة).
تضمنت الأعمال العمرانية للخليفة (المتوكل على الله 847 ـــــــ 861م) الإهتمام الكبير بفـنون العمارة حيث تعددت قصوره الفخمة وأعيد إعمارها وتأهيلها مِـراراً من قبل ولاة عهده، ومنها إنجاز وبناء (حـير المتوكل/حديقة حيوانات) بضمنها (الــبركــة) الواقعة جنوبي مركز مدينة سرمن رأى مسافة 16 كيلومترا والتي تغنى بها البحتري شعـرا، وبذلك فهي ليست تلك الــبركــة التي تـتوسط قـــصر ( البركة او الجوسق للمتوكل او قصر الجعفري المـحدث ) والواقع الى الشرق قليلا من دار الخلافة / دار العامة، ومن أنجازات المتوكل ( قصر الجعفري ) الذي بناه شمالي مدينته المتوكلية في موضع الماحوزة سنة (860م) وموضعه مماساً لمأخذ نهر النهروان من نهر دجلة (نهر المتوكل)..
هـــــــكذا يتضح أن ( قصر (الجوسق للمتوكل) ليس قصر( الجوسق الخاقاني للمعتصم), كما انه ليس ( قصر الجعفري).
دار الخلافة / دار العامة في العاصمة العباسية سرمن رأى
للمزيد: مجـيد مـلـوك السـامـرائي، سرمن راى العاصمة العربية الإسلامية، دار اليازوري العلمية /عمان/ الأردن، 2014. ص 67-69.
( موقـــع/ كوكب المنى للنشر ( www.merefa2000.com
*جـغـرافـي/ كاتـب ومـؤلف وأستاذ جامعي
773 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع