سيمون عيلوطي
في الناصرة.. يواجهون المرض العضال بالأفعال والأقوال
غصّت قاعة الدُّكتور بيرنات القائمة في مستشفى النَّاصرة/ الإنجليزي، مساء الأوَّل من أمس، الأربعاء، 20/10/2021، بالعشرات من أهل الطِّب، وأهل الخير، والعديد من الفنَّانين النَّاشطين في شتَّى ضروب الثَّقافة والإبداع، من أدب، موسيقى، غناء، تمثيل مسرحي، فن تشكيلي وزجل شعبي، جاءوا من النَّاصرة ومن خارجها للمشاركة في أمسية عنوانها: "معًا نرسم البسمة على وجوههم- دعمًا ولفتًا لمرضى السَّرطان"، وقد دعت لهذه الأمسية مجموعة "تواصل للثَّقافة والفنون"، وجمعيَّة "البسمة الخيريَّة"، وأقيمت بالتَّعاون مع إدارة المستشفى المذكور، ومشاركة عدد من الجمعيَّات هي: "السيباط للحفاظ على الترُّاث"، "النَّاصرة للفنِّ التَّشكيليّ"، "أشواق الرَّبيع" و"معهد زرياب لتعليم الموسيقى".
نظَّم الأمسية ونسَّقها الشَّاعر سيمون عيلوطي بتكليف من مجموعته "تواصل".
تولّى إدارتها الكاتبان: عطالله جبر، وحنان جبيلي عابد، وافتتحت بكلمات ترحيبيَّة تضمَّنت أكثر من دعوة لمدِّ يد المحبَّة والتَّعاون مع المصابين بالمرض العضال، والجمعيَّات المهتمَّة بشؤونهم، وحاملة همومهم. كما تضمَّن تعريفًا بالمستشفى المستضيف، وإشارات إلى ما قدّمه من أيادٍ بيضاء لأهل النَّاصرة ومنطقتها، خلال ما ينوف على المائة والستِّين عامًا، هي فترة إقامته حتَّى هذه الأيام. وبرز أيضًا في تقديم الأمسية توجيه الشُّكر لكلِّ من ساهم في إنجاحها، خاصة "أستوديو الشَّمس-دبوريه" الذي تبرَّع في تصوير مجرياتها، شأنه في ذلك شأن جميع الجمعيَّات والفنَّانين الذين تطوَّعوا لإحياء هذا الحدث الثَّقافيّ المميَّز.
بعدها اعتلى المنصَّة مدير المستشفى المستضيف البروفيسور فهد حكيم، مُرحبًا بالجُّمهور، ومقدّمًا مداخلة طبيَّة حول أهميَّة التَّفكير الإيجابيّ وتأثيره البيّن في علاج المصابين بالمرض. تحَّدثت بعده العاملة الاجتماعيَّة في المستشفى، رنين مكعبل داموني، مشيرة إلى ما تقدِّمه، وما هو منوط بها فيما يتعلَّق بالمرضى والمصابين وأهاليهم، ابتداء من إبلاغهم بالمصاب الأليم، وانتهاءً بتهدئتهم، ثمَّ مرورًا بمرافقتهم المهنيَّة، بما يتضمَّنه ذلك من التَّعامل المنطقيّ، والواقعيّ مع ما حلَّ بأعزَّائهم وبهم.. حين نزول السَّرطان ضيفًا ثقيلًا في مساحتهم الخاصَّة.
رئيس جمعية أشواق الربيع، الأستاذ عدنان عطاالله، من بلدة عيلوط، قدّم تعريفًا شاملًا بجمعيته، مشيرًا إلى أنه قرَّر تأسيسها بالتَّعاون مع آخرين من أبناء بلدته، ومن مختلف البلدات العربيَّة، وقد بادر إلى هذه الخطوة بعد مرافقته لوالده في أعقاب إصابته بالمرض، وتأثّره بالأجواء في المستشفيات، وقدَّم تعريفًا بالجمعيَّة، لافتًا إلى أنَّها تقوم بالعديد من الفعاليَّات دعمًا لمرضى السَّرطان، منها: تنظيم رحلات إلى خارج البلاد، تتكلّف المبالغ الطائلة، وتطرَّق خلال إشارته هذه إلى أهل الخير الذين يقومون بتغطية نفقات تلك الرحلات وتنظيمها، كما تحدَّث عن إنتاج الجمعيَّة كتابًا شارك في كتابته (23) كاتبًا قاموا بمرافقة مُصابين بمرض السَّرطان وجسَّدوا قصصهم ومعاناتهم مع المرض في كتابات واقعيَّة. حمل الكتاب عنوان قصيدة كتبتها الشاعر مروان عَيْسَمي-من دالية الكرمل، وقد قرأ عَيْسَمي قصيدته هذه وعنوانها: "ارحل عنّي"، وأوضح أنَّه هنا يخاطب بلسان مصابة بالمرض ما حلَّ بها من ألم ومعاناة.
تلته فرقة الدَّبكة التَّابعة لجمعيَّة "أشوق الرَّبيع" فقدَّمت عرضًا لافتًا رافقته موسيقى غنائيَّة من مسرحيَّة فيروزيَّة. ويشار أن هذه الفرقة مؤلَّفة من: مجد، ومحمد، وشهد أبو إدريس. محمد خطيب، محمد، وليَّان، وجوان، ورؤى سلطي. أحمد عمارة، شهد، ورحمة، وقمر، وسارة عطا الله. أمل حبشي، وقد قامت على تدريب الفرقة الشَّابة الموهوبة حلا أبو عيَّاش من عيلوط.
معهد زرياب بإدارة الأستاذ الموسيقيّ سمير مخُّول ومشاركة العازفين: جود سعد، إياس طه، جود كردوش، لونا بيطار، باسل وآنا، صافية، قاموا بمرافقة الفنَّان الواعد عماد برانسي بالغناء، حيث قدَّم أغنيتين: إحداهما لصباح فخري والأخرى لأم كلثوم، وقد بدا تفاعل الجُّمهور مع فرقة "زرياب" واضحًا، وتجلّى ذلك بالمشاركة الفعَّالة مع ما قدَّمته من إبداعٍ موسيقيّ-غنائيّ.
بعد هذا العرض قدّم الشَّاب طارق خليليِّة من يافة النَّاصرة وصلة من غناء "الراف" تمحّورت حول المواجهة المنشودة للمرض العضال.
أمَّا المخرجة والممثِّلة نور يوزباشي، فقد تألَّقت في تقديمها لمشهدٍ مسرحيٍّ دار حول صراع الإنسان مع هذا العو السَّرطانيّ الخبيث. كتب المشهد الذي نال اعجاب الحضور وتصفيقهم، الشَّاعر سيمون عيلوطي.
كما أنَّ الأمسية تضمَّنت معرضًا فنيًا تشكيليًا، شارك فيه فنَّانو من جمعيَّة النَّاصرة للفنِّ التَّشكيليّ، بإدارة الفنَّانة جانيت بشارة، وهم: مبدا ياسين، سليم أشقر، سهيل طبر، غادة صفدي، فاتن أمارة، مريم أبو فرحة، آسيا صالح، إيميلي عازر، نجلاء مرعي، خزيمة حامد، حنان ميلاد، سالم شرارة، فاتن شليَّان، فداء شريف، فكري بطحيش، نبيلة كبها، بديعة باشا، لبنى عوَّاد، الطِّفل الموهوب زاهر سكران، ورئيسة الجمعيَّة جانيت بشارة، وقد قام بعضٌ من أعضاء الجمعيَّة بإهداء لوحاتهم المعروضة للمستشفى المضيف، تسلّمتها منسّقة العلاقات الخارجيَّة فيه، السَّيدة علا عبد الله نجَّار ، حيث ثمَّنت غاليًا هذه اللفة الطيِّبة من هؤلاء الفنَّانين، وأكدت أن أبواب قاعة "بيرنات" في المستشفى مفتوحة دائمًا أمام مثل هذه الفعاليَّات الهادفة.
مسك الختام تَمثَّل في محاورة زجليَّة بين الشَّاعرين توفيق حلبي من دالية الكرمل، ومحمد زعبي-أبو شادي من قرية سولم، خاضا فيها بقوَّة وإبداع لافتين في أمور الإصابة بالمرض العضال وأبعاده.
يذكر أنَّ العديد من الحضور أعربوا عن إعجابهم بمضمون هذا النَّشاطـ، وبالطَّريقة الفنيَّة التي حاكته، وطالبوا بإقامة المزيد من هذه البرامج القيِّمة.
589 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع