أنور أبوبكركريم الجاف
"نرى ناراًتحت الرَّماد وكأنَّ العراق مستوقد"
قبل سويعات من المجريات الأخيرة تنبأنا بها في المقال بما هو نصهُ:
نرى أنَّ الأمور في العراق تجري بما لاتشتهي السفن، وأنَّ في أرضه جهاتٍ وقوى خفية معاديةتحرك النارتحت الهشيم،وتجعل خريفا من المأساة وتعصف بربيعه وربوعه،للسيطرة على كلِّ مايملكه العراق ويفتخربه كلُّ مواطن عراقي! فحينئذٍ مصير الحكومة العراقية المقبلة كمصير الريش في مهبة الريح فلا استقرار ولا أمن ولاسلامَ في دارالسلام إلاّ بترجيح المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وتوحيد الصفوف والعودة إلى تغليب العقل والحكمة على دُوّامة الفوضى والإرهاب.وفي ذلك يقول الشاعرُ:
لا يصلح النّاس فَوضى لا سَراة لهم ولا سَراة إذا جُهَّالهم سادوا
تُهدَى الأمورُ بأهل الرأي ما صَلُحتْ فإنْ تولَّتْ فبالأشرار تَنْقَادُ
و نتأسف لأرض الرافدين التي كانَت مهبطَ الرسائلِ السماوية والتشريعاتِ الإنسانية وبسمةَ دول ِالخليج العربي وعَروسَ الشرق الأوسط أنْه قد أصبح اليوم ساحة للمناوشات المحلية والأجنبية وميداناً لسفك الدم وسرقة المال والحرب الطائفية البغيضة!.
وقد رأينا أن السلام عاد رويداً رويداً إلى صومال وأفغانستان وغيرهما من الدول،ولكنْ ذرَّ قرنُ الشيطان في دار السلام ببغداد! فالأحزاب والمكونات المحلية تتكالبُ فيما بينها من جهة والأطراف الخارجية من جهة أخرى وكلها صار موئلاً وملاذاً للبغض والكره والتفرقة والتخندق والتناحر والتقاتل وكأن العراق إرةٌ موؤرةٌ تحت الأَتّون يُشْوى فيها شعبُه الجريحُ ويئنَّ تحت وطأة الفوضى والاحتلال من دون مستغيث أو مستجير!حيثُ تحوَّلَ هذا العراق من الزهرة الناعمة العطرة إلى الشوكة الحادة السامة النتنة في عيون مواطنيه! وهذا الوضع المزري في العراق اليوم قديذكرنا بفاجعة استشهاد سيد الشهداء وقول ابن عباس له حين عزم الخروج إلى العراق "يابن العم إني أتصبَّرُ ولا أصبرُ إني أتخوف عليك الهلاك،إن َّأهل العراق قومُ غدرٍ فلا تغتر بهم!"
ويقول ُالمثل الكردي"إنَّ الكلبَ يكسر العظم بقوة ذيله" فالجهات التي تتدخل في شؤون العراق للتربص بأمنه واستقراره ومقدارت شعبه إنَّما تستمدُ القوة من قوة ذيلها وإلاّ فمكانهم اللائق تحت أقدام الشعب العراقي ومذبلة التأريخ!{وترى المجرمين يومئذٍ مُقَرَّنين}بحسب مشاركتهم في تصوراتهم الزائفة والأعمال الإجرامية!
ألمْ يكن لصدام المُسْتَكْبِرالمُتَجَبِّرجيشٌ جرّارًٌ ثم أصبح شريداً طريداً وهو في ذلّ ٍ ومهانة،حتى قُبض عليه تحت حفرة من الأرضّ وأعدم !؟.فلماذا إذنْ لايتعظ الظالمون المارقون ولا يأخذون العبرَ من ظلم من سبقوهم؟
وقدجلب هذا الوضع ُالمأساوي للشعب العراقي الجوعَ والعطش والعريَ والتزمتَ والأمراضَ والقلقَ النفسي وكلَّ ما بقي من المصائب والويلات حتى يحقَ القولُ بأنَّ العراق قد أصيب بداء لا دواء له وبمرضِ لا شفاء منه إلاّ ما شاء الله نجاته وإنقاذه فتطفأ نارالفتن التي تشتعل فيه ونسأله أن يُوليَّ على العراق خيارَهم ويحفظهم من شرارهم. هذا ونحن المواطنين العراقيين ننصح ساسة العراق وقادته بكل صدق واخلاص وندعوهم مرة أخرى وجميع الأطراف العراقية إلى التصالح ووالتآلف والتعاون والتكاتف- ولاندعوهم إلى ضبط النفس والتهدئة الوقتيةكما كما هم يدعون إليه، لرعاية مصالحهم- وذلك بالرجوع إلى الحق وجادة الصواب والاحتكام إلى العقلية الواعية لا إلى التجهيل والتجحيد والتمادي في الباطل لأن الباطل كان زهوقاً!
و" إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ"
907 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع