هل القادم حكومة توافقية أم أغلبية وطنية؟

                                                                

                                    بيلسان قيصر

هل القادم حكومة توافقية أم أغلبية وطنية؟

لا يمكن للأحزاب الولائية في العراق ان تخرج صفر اليدين من المناصب في التشكيلة الحكومية القادمة، سواء بقيت نتائج الإنتخابات كما هي او تغيرت نسبيا، فالمقاعد لتكن من حصة الغير، ولكن يبقى السلاح هو حاكم الموقف، وهذه هي أبجدية الأحزاب الولائية. فالسماء أقرب لمقتدى الصدر في تشكيلة حكومة أغلبية وطنية، حتى لو كان الثمن الحرب الشيعية الشيعية، انها معركة وجود ونفوذ لذا لا يمكنها القبول بحكومة أغلبية وطنية، ولابد من حكومة توافقية تؤمن الأحزاب الولائية من خلالها:

اولا، تأمين الحصول على اكبر قدر ممكن من المناصب الوزارية وبقية المؤسسات الحكومية.
ثانيا. تأمين الحماية والحصانة من اية مساءلة قانونية قادمة حول الجرائم التي ارتكبوها من قتل المتظاهرين واختطاف الناشطين، وسرقة موارد الدولة عبر المكاتب التجارية والصفقات المشبوهة.
ثالثا: تأمين الحصول على موارد ثابتة لتمويل الميليشيات التابعة لها عبر ميزانية الدولة (حصة الحشد الشيعي التي تتجاوز المليارين دولار سنويا).
رابعا: تأمين سيطرتها على المنافذ البرية والبحرية التي تحقق لها المليارات سنويا.
خامسا: تأمين النفوذ الإيراني في العراق من خلال وجودهم في السلطة التنفيذية بعد أن تقلص نفوذهم في السلطة التشريعية.
سادسا. مساعدة الجانب الإيراني في المفاوضات النووية من خلال وجود ورقة ضغط قوية بيد ايران تمارسه ضد الولايات المتحدة، من خلال تحريك الأحزاب الولائية.
سابعا. إبقاء العراق ضمن المحور الإيراني، واستبعاد اية خطوة لرجوعه الى الحضن العربي. وتوسيع الصدع في العلاقات العراقية مع الدول العربية، وخصوصا دول الخليج العربي. فالعراق كما هو معروف البوابة الشرقية للعرب ومفتاح أمنهم الأقليمي والوطني.
ثامنا. ضمان بقاء الضباط والقادة الولائيون في القيادات الأمنية كوزارات الدفاع والداخلية والأمن الوطني، فهم مصدر معلوماتها عن نشاطات الوزارات وخططها وحركة بقية القادة والصباط غير الولائيين. لذلك في التظاهرات الحشدوية الأخيرة أمام المنطقة الخضراء نشرت صور القادة العسكريين مع عناوينهم الكاملة لغرض تصيدهم من قبل العناصر الولائية، لذا صار ما يشغل القائد والضابط ليس أمن الوطن بل أمنه الشخصي وأمن عائلته، وهذا يفسر سبب الخشية من مواجهة عناصر الحشد الشيعي؟
طلقة طائشة
غالبا ما يستخدم محور المقاومة نفس الأساليب والحيل لتغيير بوصلة الرأي العام عن الحقائق الدامغة التي لا يمكن ان يعقلها عاقل، على سبيل المثال صرح زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق الإرهابي (قيس الخزعلي) بتأريخ7/11/2021 بأنه (( إننا قد حذرنا قبل أيام قليلة عن نية أطراف مرتبطة بجهات مخابراتية بقصف المنطقة الخضراء، وإلقاء التهمة على فصائل المقاومة). لم يحدد الخزعلي تلك الأطراف التي يعرفها! ولم يقدم المعلومات الى القيادة العامة للقوات المسلحة او جهاز المخابرات لإجهاض العملية الإرهابية، ويفترض ان عصائبه هي جزء من الحشد الشيعي التابع للقيادة العامة للقوات المسلحة. وقبلها حدث نفس الأمر في بيروت عندما أغتيل الرئيس اللبناني رفيق الحريري من قبل حزب الله اللبناني، فقد صرح قبلها سيد الإرهاب حسن نصر الله في الرد على سؤال صحفي بأن حزب الله قدم معلومات للرئيس الحريري في نهاية عام 2005 بأن جهاز أمن المقاومة كانت ترصد عميل اسرائيلي كان يسلك نفس طرق الرئيس الحريري قبل إغتباله ((هذا صحيح، كنا نتابع عميلا اسرائيليا، وقدمنا معلومات عن متابعتنا لهذا العميل، ولم نعرف ان له علاقة بإغتيال الرئيس الحريري))؟ لم يحدد حسن نصر الله من هو العميل الإسرائيلي، وما هو مصيره؟ ولم يشر الى أية جهة قدم المعلومات.
محور المقاومة يتعامل مع الناس كأنهم حمقى وجهلة يتقبلون اكاذيبه، في حين ان الناس يدركون حماقته ويكشفون بسهوله حيله، كان من الأجدر بمحور المقاومة ان يكشف مخطط قتل العالم النووي الايراني زادة والجنرال سليماني وعماد مغنية وغيرهم مادام عنده كل المعلومات الإستخبارية عن عمليات الإغتيال قبل حدوثها.
بيلسان قيصر
البرازيل
تشرين ثان 2021

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

966 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع