بسام شكري
محاولة اغتيال الكاظمي وقصص ألف ليلة وليلة
من دخل العملية السياسية في العراق بعد الغزو الأمريكي عليه ان يتوافق معها والا سوف يصبح منبوذا من المشاركين بها وعليه ان يتكلم بنفس لغتهم ويتبع نفس اسلوبهم , فعليه ان يكون طائفي وان يكون لص وان يمارس كل أنواع الحيل المعروفة والمبتكرة حديثا من اجل سرقة المال العام وتمزيق العراق وان يتكلم بالديمقراطية ويتمسك بمرجعية النجف وان يلبس مجموعة من الخواتم في يديه وان يقول في كل كلمة او تصريح يلقيه اللهم صلي على محمد وعلى اله محمد وان يكون تابعا لإيران قولا وفعلا وان لا يقدم أي خدمة او انجاز او أي عمل لصالح الشعب العراقي وفي النهاية بما انه ضمن العملية السياسية فعليه ان يصدق كل ما يقال مهما كان ما يسمعه غريبا او بعيدا عن العقل والمنطق .
قبل الانتخابات بثلاثة أشهر صرح مقتدى الصدر بانه لن يشارك في الانتخابات وقبل شهر من الانتخابات صرح بانه سيشارك في الانتخابات وفاز بأعلى نسبة من المقاعد البرلمانية، فهل ان شهر واحد كانت كافية لذلك الفوز الساحق؟ ان سر نجاح مقتدى الصدر لسببين الأول عدد الناخبين التابعين له والذين قد قام وخلال السنوات الثمانية عشر الماضية بتعيينهم في دوائر الدولة لكي يضمن ولائهم ويأتمرون بأوامره والسبب الثاني عمليات التزوير التي قام بها والتي يعرفها الجميع وقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي الأجهزة والمعدات التي استعملها في التزوير منذ سنة تقريبا, مقتدى الصدر وفي حركة تعلمها من الأفلام الهندية القديمة اعلن قبل الانتخابات بعشرة أيام انه سوف يستشهد وهذه المرة الرابعة لنفس التصريح قبل كل الانتخابات من اجل كسب تعاطف الرأي العام.
ان نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة وحسب مفوضية الانتخابات الغير مستقلة والتابعة للميليشيات كانت واحد وأربعين بالمئة وهذا ضمن القوانين المعروفة دوليا وضمن المنطق فانه يجب إعادة الانتخابات لان نسبة المشاركين كانت اقل من النصف لكن ذلك لم ولن يحصل في بلد قد اعادنا الى قصص الف ليلة وليلة المكتوبة في العصر العباسي مثل قصة الحمال الذي كان يسير في سوق الخضار في مدينة القاهرة واستأجرته امرأة كانت تتسوق واخذ اغراضها وتبعها الى ان وصلت البيت ثم حصل بينهما ود فتزوجها وتبين انها اخت أمير مصر وفي نهاية القصة المليئة بالأحداث الخيالية ان ذلك الحمال اصبح أمير مصر وقصة المرأة التي لديها كلبين اسودين يتحولان الى جن في الليل وينامان معها الى اخر تلك القصص الخرافية لكنها في عراق ما بعد 2003 أصبحت قصص حقيقية والهدف هو احداث خلل في تفكير المواطن العراقي وزرع روح الخرافة في عقله وجعل عقله بعيد عن المنطق في فوضى تصريحات وفتاوى رجال الدين الذين يقودون العملية السياسية ويحكمون العراق باسم الحق الإلهي .
ان صراع المافيات في المنطقة الخضراء سوف يستمر فالجميع يريد ان يحصل على منصب في الدولة للحصول على حصة من النهب فالأحزاب الفائز والأحزاب المعارضة سوف يقتسمون الغنائم خلال الأربع سنوات القادمة والمضحك المبكي ان كل الأحزاب المعارضة منذ 2003 لغاية الان لم تمارس دول المعارضة بل شاركت في المناصب وعمليات السرقة والتزوير فأي معارضة تلك؟ لم يسلم من العراق شيء فكل شيء تمت سرقته حتى ممتلكات العراقيين الذين تم تهجيرهم سواء كانوا مسلمين او مسيحيين او غيرهم تمت سرقتها بعد تزوير المستندات والمضحك ان ممتلكات اليهود العراقيين المجمدة والتي تمت المحافظة عليها منذ صدور قانون تجميد أموال اليهود في العهد الملكي في الاربعينات ولغاية الغزو الأمريكي سنة 2003 قد تم نهبها وذلك بتزوير سبعين بالمئة من مستنداتها وتم بيعها في مزادات وهمية وقبل أشهر عقد مؤتمر أربيل من اجل التحقيق في فقدانها واستعادة تلك الممتلكات المجمدة فقد قامت المنطقة الخضراء بتحويل ذلك المؤتمر الى مؤتمر للتطبيع مع إسرائيل وتم افشال المؤتمر وتحويل مساره في حين ان اليهود العراقيين المنهوبة ممتلكاتهم ليسوا في إسرائيل فقط وانما في جميع انحاء العالم.
في صيف هذا العام كنت في زيارة الى احدى العواصم العربية التي يتواجد فيها عدد كبير من العراقيين تعرفت على اثنين من العراقيين احدهما يحمل الجنسية البريطانية والأخير الجنسية الامريكية لديهم مشروع صناعي لجمع كل حليب الجاموس العراقي وتصديره الى أمريكا عن طريق شركة أمريكية يملكانها من اجل تصنيع جبنة الموزريلا الإيطالية بدلا من ان يقوم العراقيين بتصنيع القيمر والزبد وما ان فشلت عمليه جمع كافة حليب الجاموس قررا التخلص من كل الجاموس العراقي الأسود وقتله بنشر فايروس يقتلها من شمال العراق الى جنوبه وهي نفس اللعبة التي تمت مع الثروة السمكية في الأنهار والبحيرات العراقية قبل سنتين وعندما سالتهم عن سبب القتل فقالا بانهما لا يسمحان لشخص اخر بسرقة فكرتهما اذا تمكن من النجاح و جمع ذلك الحليب وتصنيع جبنه الموزريلا الإيطالية. ان منطق العصابات هذا هو المنطق السائد في العراقي فاذا لم تتمكن من سرقة شيء فعليك ان تقوم بتخريب وتدمير ذلك الشيء حتى لا يستفاد منه او يسرقه غيرك.
مصطفى الكاظمي أعلن يوم الاحد السابع من نوفمبر انه تعرض الى محاولة اغتيال وذلك من اجل كسب الراي العام العراقي والعربي والعالمي وهي نفس كذبة مقتدى الصدر القديمة عندما كان يصرح قبل كل انتخابات بانه سوف يستشهد، هناك أسئلة منطقية قد غابت عن مخيلة مصطفى الكاظمي الساذجة: لماذا لم تقوم الصواريخ الامريكية في السفارة الامريكية القريبة من بيتك بإسقاط تلك الطائرات المسيرة؟ أليست السماء واحدة والمسافة بينك وبين السفارة الامريكية لا تتجاوز كيلومتر واحد؟ إنك تعيش بين العصابات وتزور الميليشيات أسبوعيا وتلتقي بهم وكنت يومي الخميس والجمعة الماضيين الرابع والخامس من نوفمبر في دعوات على موائد الأحزاب الطائفية والميليشيات ولم يكن هناك حراسات كافية فلماذا لم يتم اغتيالك عند خروجك منهم؟ حسب الدستور العراقي الذي كتبه الامريكان فإنك رئيس وزراء سابق وانتهت ولايتك فلماذا يغتالوك؟ ومن له مصلحة في اغتيالك وانت قد كنت خير صديق لكل العصابات؟
خلاصة القول ان من شارك في العملية السياسية منذ الغزو الأمريكي لغاية الان عليه ان يصدق كل ما يقال في العراق ومن يستغرب او يناقش او يتساءل عن خبر استشهاد مقتدى الصدر او اغتيال مصطفى الكاظمي فهو اما مشارك في العملية السياسية او سائر في ركابها او غبي مازال يصدق حكايات ألف ليلة وليلة ولا يفصل بين العقل والمنطق وقصص الخيال.
الباحث
بسام شكري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1729 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع