د.طلعت الخضيري
خلدهم التأريخ - ألحلقه ١٣
رابعه العدويه
أم الخير رابعه إبنه إسماعيل العدويه البصريه من المحتمل أنها عاشت مابين ٧١٧ و ٨٠١ م
زاهده، من الرواد الأوائل في حركه التصوف الإسلامي،عرفت بأنها شاعره المحبه الإلاهيه ، كانت تردد أن حبها لله سبحانه وتعالى ، هو حب لذاته ، وليس لطمعها في الجنه أو خوفها من النار، تردد )أن الحب الإهي حبين ، حب الهوى ويشغلها به ذكر الله، والثاني هو حب لله الذي هو أهل له
عاصرت زهاد ونساك كانوا يزوروها ويستمعوا إلى مواعضها، و أرست في الفكر الصوفي قواعد الحب المرتبط بالكشف الإلاهي ، فكانت منارا للصوفيين ألذين أتوا بعدها
يروى عن سيره حياتها أنها الإبنه الرابعه في أسره فقيره وفي يوم نزل به القحط خرجت مع خواتها بحثا عن الرزق فتم خطفها من قبل رجل باعها بست دراهم واشتراها رجل جعلها تغني وتلقي الشعر وتعزف على الناي في مجالسه بالرغم عن إرادتها ، فكانت في خلوتها ، وهي متدينه ، تناجي الله سبحانه وتعالى بقولها ) إلاهي إني غريبه ويتيمه وأرسف في قيود الرق ولكن همي الكبير ، هو أن أعرف ،أراض أنت عني أم غير راض ( وفي ليله سمعها سيدها وهي ساجده ،تبتهل إلى الله وتقول ) إلهي أنت تعلم أن قلبي يتمنى طاعتك ، ونور في خدمه عتبتك، ولو كان الأمر بيدي ، لما انقطعت لحظه عن خدمتك ، لكنك تركتني تحت رحمه هذا المخلوق القاسي من عبدتك (فلما سمع سيدها ذلك ، دخل في قلبه مخافه الله فعتقها صباح اليم التالي ، ففرحت وشكرت الله ، واتجهت طول حياتها في العباده ومناجاه خالقها ،فكانت بعد أن تصلي صلاه العشاء تقول )إلهي أنارت النجوم ، ونامت العيون ، وغلقت الملوك أبوابها ، وخلا كل حبييب بحبيبته ، وهذا مقامي بين يديك (وتقوم بالصلاه معظم الليل ، وتقول عند الفجر ) إلهي هذا الليل قد أدبر ، وهذا النهار قد أسفر، فليت شعري أقبلت ليلتي فأهنأ ، أم رددتها علي فأعزى .. فوعزتك هذا دأبي ما أحييتني (وأعنتني
واستمرت تقول الشعر ويضم مشاعرها الجياشه وحبها الكبير لله ، فكانت تقول …ياسروري ومنيتي وعمادي وأنيسي وعدتي ومرادي
رفضت الزواج أولا ، عندما طلبه منها صوفي أسمه عبد الواحد بن يزيد .. والآخر أمير البصره محمد بن سليمان الهاشمي.. فكانت تردهم وتنشد ) راحتي يا إخوتي في خلوتي حبيبي دائما في حضرتي (ومن أشهر أشعارها ) أحبك حبين ، حب الهوى حبا لأنك أهلا لذاكا (، )فأما الذي هو حب الهوى فشغلني بذكرك عمن سواكا (، )وأما الذي أنت أهل له فكشفك للحجب حتى أراك( ، )فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ، ولكن لك الحمد في ذا وذاك(أي الأول هو حب الهوى والثاني ألذي هو أهل له ،وتعني التعظيم والإجلال لله سبحانه وتعالى
701 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع