بسام شكري
نتائج مفاوضات الملف النووي الإيراني التي ستغير شكل المنطقة
منذ ان اعطى الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب الفرصة الذهبي لإيران للاستمرار في التخصيب عن طريق الانسحاب من مفاوضات الملف النووي وتخريب تلك المفاوضات وسحب المفتشين الدوليين من ايران وكذلك استمرار الرئيس ترامب في سياسة الرئيس الذي سبقه باراك أوباما في اطلاق يد ايران في نهب ثروات العراق واستغلال كافة مرافق ومؤسسات في داخل وخارج العراق في شراء المعدات المحظورة على ايران وارسال تلك المعدات الى مطارات وموانئ العراق ومن ثم تحويلها الى ايران منذ ذلك الوقت فقد ارتفعت نسبة التخصيب من 2% الى 5% ثم الى 20% وبعد ان تسلم الرئيس بايدن الرئاسة استغرق وقتا لتصحيح الأخطاء التي ارتكبها الرئيس ترامب ومنها العودة الى مفاوضات الملف النووي الإيراني ومنذ ذلك الوقت لغاية الشهر الماضي حيث عادة المفاوضات وقد وصلت ايران الى نسبة تخصيب اعترفت بها رسميا وهي 60% وهذا يعني ان نسبة التخصيب قد قفزت خلال اقل من سنة 40%
ان إيران اليوم في سباق مع الزمن للوصول الى نسبة تخصيب كاملة تمكنها من انتاج القنبلة النووية وهي تماطل في المفاوضات لكسب الوقت ومن ثم مفاجأة العالم ووضعه امام الامر الواقع بانها أصبحت دولة نووية وقد فهم العالم تلك اللعبة وبذلك فقد صرح وزير الخارجية الأمريكي بان استمرار المفاوضات لأسابيع وليست لأشهر، وردت عليه ايران بتصريح مقابل بان المفاوضات لا يمكن ان تكون محصورة بفترة زمنية محددة وانها ترفض ربط تلك المفاوضات مع موضوعات أخرى وتعني هنا قائمة الشروط التي وضعتها دول خمسة + واحد لإيران وهي تتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية لإيران , فما الذي يدور في فينا خلال تلك المفاوضات؟
من خلال التصريحات الصادرة عن الأطراف المتفاوضة ومن خلال بعض التسريبات فان تلك المفاوضات تسير الان في اتجاهين , الاتجاه الأول السماح لإيران في الاستمرار في تخصيب اليورانيوم وإنتاج قنبلة نووية ضمن شروط أهمها ان يقوم النظام الايراني بتغيير سياسته الداخلية وإعطاء الحرية للأقليات التي تعيش في ايران ومنع التشدد الديني والمذهبي وفتح ايران على العالم الخارجي وجعل ايران دولة عصرية والسماح بإقامة أحزاب علمانية غير طائفية في ايران , وضمن شروط السياسة الخارجية الانسحاب من الدول التي تتدخل فيها ايران وهي العراق وسوريا ولبنان واليمن وعدم القيام باي فعل يهدد امن المنطقة وفي حال رفضت ايران بتلك الشروط فان المفاوضات سوف تفشل وتسير بالاتجاه الآخر وهو ضرب المنشآت النووية الإيرانية وإعطاء الحرية للشعوب الإيرانية وهذا يعني استقلال الأقاليم الآذرية والكردية والبلوشية والعربية وتحويل ايران الى خمسة دول وطرد ايران بالقوة او نتيجة لتفكك الدولة الإيرانية من الدول العربية الاربعة وهذا يعني ان ايران سوف تنسحب من الدول العربية الأربع في الحالتين اذا نجحت المفاوضات وأصبحت ايران دولة نووية وسيكون الانسحاب ضمن شروط السماح لإيران بإنتاج قنبلة نووية او في حال فشل المفاوضات والتي ستؤدي الى منع ايران من انتاج القنبلة النووية وتدميرها بان يعلن العالم الحرب عليها ويطردها من الدول العربية الأربع بالقوة وهذا تحليل منطقي للوضع الحالي , ومن يهمه ذلك الامر يعي تلك الحقيقة ومنهم الشعوب الإيرانية التي تتربص اليوم بنظام الملالي لتأخذ حريتها وقد فهمها قلة قليلة كذلك من ذيول ايران ووكلائها في الدول العربية الاربعة والتي تحتلها ايران ولكن اغلبية الذيول مازالت غير واعية للأحداث ومازالت تعتقد بان بقاء ايران بنظامها الحالي سيبقى الى مالانهاية وسوء التقدير ذلك ناتج عن سياسة ايران في التجهيل ونشر الخرافات بين ذيولها .
ان موقف إسرائيل من انتاج ايران للقنبلة النووية هو موقف الخائف الذي يريد ان تقوم أمريكا بضرب ايران في الوقت الذي تريد أمريكا اجماع دولي لتنفيذ تلك الضربة وما يصدر من تصريحات إسرائيلية عنترية بين الحين والأخر فهم للاستهلاك الداخلي فقط , في الوقت الذي ستشهد منطقة الشرق الأوسط اليوم تغيرا شاملا يفترض على الدول العربية التفكير في مرحلة ما بعد مفاوضات الملف النووي الإيراني وهي الفترة التي لن تتعدى شهر واحد الى شهرين في أسوأ الاحتمالات من تاريخ كتابة هذا المقال وعلى العراقيين والسوريين واللبنانيين واليمنيين التفكير فيما سيحصل من تطورات وكيف سيتم سد الفراغ السياسي والعسكري الذي ستتركه ميليشيات وأحزاب ايران في دولهم وعلى الأمم المتحدة وكافة منظمات الإغاثة الدولية التفكير في أسوأ الاحتمالات وهي اشتعال حروب في المنطقة وكما اسلفت في هذا المقال سواء نجحت مفاوضات الملف الإيراني او فشلت , ومع شديد الأسف فان الدول العربية الأربعة المحتلة من قبل ايران مازالت تنام في سبات او مازالت سجينة لذيول ايران , ان العالم لا يريد مزيدا من الحروب والقتل والتدمير فوباء كورونا قد أصاب العالم بالشلل . وبسبب الاطماع الإيرانية فقد تم تهجير ستة ملايين عراقي واحد عشر مليون سوري وتسعة ملايين يمني وابادة منظمة الى اللبنانيين وقد كان كل ذلك جرحا غائرا في جسد الإنسانية و وصمة عار ستتذكرها الأجيال القادمة ويجب على عقلاء العرب والعالم ان يكونوا في مستوى المسؤولية التاريخية فلن تشكل حكومة في العراق بنفس شاكلة النظام الطائفي الذي اقامته أمريكا وايران سنة 2003 بعد اليوم واذا ما تشكلت فسوف تكون حكومة انتقالية الى مرحلة ما بعد الهيمنة الإيرانية ولن يستمر نظام الأسد في قتل وتشريد الأبرياء السوريين ولن يستمر الحوثيين في نهب وتدمير اليمن وهم خلال الأسابيع الماضية قد خسروا العديد من المدن في شمال ووسط اليمن .
المطلوب من العرب اليوم ان يتوحدوا في كتل إقليمية اقتصادية حالهم حال التكتلات الدولية والا فسوف تتقطع أوصالهم وتدمر بلدانهم فتجربة مجلس التعاون الخليجي الناجحة يجب ان تعمم على دول شمال افريقيا ودول الهلال الخصيب وسوف تكون هذه السنة سنة التخلص من هيمنة النظام الطائفي الإيراني الذي شغل المنطقة في سلسلة من الحروب والنزاعات منذ قيامه سنة 1979 وان شاء الله تكو سنة إعادة هيكلة وتطوير للجامعة العربية وجعلها منظمة فعالة تسهم في جمع العرب في مواجهة التحديات الدولية.
الباحث
بسام شكري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
2052 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع