سيف شمس
الوعي السياسي لدى الرئيس مسعود بارزاني
مبادرة السيد الرئيس مسعود بأرسال كلا من السيدين نيجيرفان والحلبوسي الى السيد مقتدى الصدر، فحقيقة الأمر أن الاعلام الكامن في أحضان ايران وبرنامجها الثوري السياسي تطبل وتزمر على أن مبادرة الرئيس مسعود قد جاءت اثر توجهات من قاآني قائد فيلق القدس.
نحن هنا نتحدث عن حقائق واضحة ودامغة بأن إيران منذ عام 2003 ولحد هذه اللحظة تحاول بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى إخضاع الرئيس مسعود لنزواتها وتوجهاتها الفكرية السياسية ومشروعها الغير مقبول سواء على الصعيد الإقليمي أو العالمي وحتى الداخلي، الذي جر الشعب الإيراني وشعوب المنطقة لويلات الفقر والقمع الدكتاتوري من خلال ارغامهم على هذا النهج الذي بات تالفاً.
وعندما لم يخضع مسعود لتلك الرغبات بدأت عمليات الاكراه من خلال قطع الرواتب عن كوردستان، وعمليات التشويه لكوردستان كأقليم وكشخص الرئيس مسعود. وكذلك دعمهم لحزب العمال الكوردساتي PKK ، بالإضافة إلى عمليات القصف المتكررة الذي يشهدها الإقليم واستهداف الأماكن الحساسة كمطار أربيل مثلاً.
لكن هذه الأفعال لم تسطع زج الرئيس مسعود لحرب ميليشياوية أو الاقتتال المسلح كما ترغب به ايران بل قدر على فرض السلم والأمان وإدارة العملية السياسية بكل حنكة. فهو الذي لم يخضع للمهاترات والترهيب ولوي الاذرع وإدخال كوردستان في زنزانة الاقتتال. فأرساله لنيجيرفاني والحلبوسي للسيد الصدر هي رسالة واضحة وتأكيداً بأنه لن يخضع لسلطة ايران المتمحورة في إدارة بغداد، وأنه لن ينجرف بذلك التيار العاتي كما هنالك محاولة لإنقاذ العملية السياسية من هاوية الموت بعد أن باتت تعيش الموت السريري.
وبعد أن تكللت تلك الميلشيات بهزيمة بالتصويت الانتخابي بدأت تكيل التهم من هنا وهناك، ولم يسلم الإقليم من ذلك، فكيف لمسعود التسليم لقاآني الضعيف وميليشياته التي أمست مرتبكة فكيف له التسليم لذلك وهو حتى لم يخضع لسليماني العتيد وقوته التي لعبت دورا فتاكاً في المنطقة؟
وتأكيدا على ذلك تعيين ايرج مسجدى سفيراً لدولة إيران وهو من أحد قادة الحرس الثوري وفيلق القدس وأحد القادة الكبار في الحرب التي دارت بين العراق وايران، فكيف يتم تعيين مثل هذه الشخصية كسفير وهو من قام بتصريحات عدوانية على كوردستان. ففي تاريخ 24 أيلول من عام 2021 انتهك هذا السفير حرمة اقليم كوردستان بتصريح عدواني بأن إيران ستنفذ عمليات عسكرية في إقليم كوردستان اذا ما بقت معارضة إيرانية، متهماً الإقليم بأنه قاعدة أمريكية إسرائيلية.
فصفة ذلك السفير هو دليل كون إيران لن تكف عملياتها العسكرية في العراق وبعد أن سيطرت على بغداد وبقية أراضيه إلا إقليم كوردستان تسعى اليوم بالاستحواذ عليه، لكن السيد مسعود أقوى من هذه القوة الميليشياوية القاتلة. السياسة تحتاج لوعي وتجارب عميقة تصب بمصلحة الانسان أولاً والأرض ثانية.
أعود بمقالي هذا مرة ثانية لاثني على شخصية الرئيس مسعود بارزاني كوني أنظر إلى العملية من بعيد ولم أخضع لضغوطات يمكنها الحيد من نظرتي للأمور كما هي. أنظر إلى كوردستان كونها قاعدة شعبية تصب بمصلحة العراق كامله ومن هذا الإقليم سيتم إرساء العملية الديمقراطية ولم يعد وجود لسليماني أو قاآني وآمل أن لا يقبل العراق سفيراً كـ(ايرج مسجدى).
638 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع