سعاد عزيز
الطرق الاخرى للإنتقام لسليماني
بين کل فترة وأخرى يتم إطلاق ثمة تصريح بشأن موضوع عملية التصفية الامريکية التي جرت لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس الارهابي وتصميم طهران على أخذ الثأر والانتقام له وإن ملف الانتقام مازال مفتوحا.
المواقف والتصريحات الايرانية بشأن الانتقام والثأر لمقتل سليماني، تٶخذ على محمل الجد من جانب واشنطن والدليل إن المستهدفين من المسٶولين السابقين في إدارة الرئيس ترامب قد تم وضعهم تحت الحماية تحسبا من حدوث أية عملية إرهابية ضدهم، مع الاخذ بنظر الاعتبار والملاحظة إن عمليات الثأر والانتقام التي تتوعد بها طهران لم تتعدى لحد الان حدود بلدان المنطقة، على الرغم من إنها"أي طهران" قد توعدت المسٶولين الامريکيين المسٶولين عن مقتل سليماني بالقتل في عقر دارهم!
التصريحات الاخيرة التي أطلقها محمد باكبور قائد القوة البرية في الحرس الثوري الإيراني، بخصوص الانتقام والثأر لمقتل سليماني والتي قال فيها: "حتى إذا قتل كل القادة الأميركيين، فلن يكفي هذا للثأر لدماء سليماني. علينا أن نتبع خطى سليماني ونثأر لمقتله بطرق أخرى"، هذه التصريحات التي تتزامن مع الحديث عن رفع الحرس الثوري الإيراني كأحد الشروط لإنعاش الاتفاق النووي مع إيران، وفي الوقت الذي يحاول فيه النظام الايراني والقوى العالمية معالجة القضايا العالقة في محادثات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015. فقد کشفت إذاعة أميركية ناطقة بالفارسية أن قضية قاسم سليماني تعتبر "آخر عقبة" أمام إحياء الاتفاق.
هذه الاذاعة التي تسمى"فردا" RadioFarda، قالت وبحسب ماقد کشف عنه مصدر مطلع على المحادثات النووية أن "إلزام الحكومة الإيرانية بتعليق التحقيق في اغتيال سليماني هو أحد شروط واشنطن الرئيسية لشطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية"، لکن وبالعودة لتصريح باکبور آنفا، وقوله:" علينا أن نتبع خطى سليماني ونثأر لمقتله بطرق أخرى"، فإن الطرق الاخرى ولاسيما إذا ماأخذنا النهج الذي إتبعه ويتبعه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ تأسيسه وتورطه في عدد کبير جدا من الاعمال والنشاطات الارهابية في مختلف أرجاء العالم، فإن المقصود ب"الطرق الاخرى" وبشکل خاص بإتباع خطى سليماني لاتعني سوى الاعمال والنشاطات الارهابية.
شطب الحرس الثوري من قائمة الارهاب والذي وضعته طهران کشرط في محادثات فيينا، لايزال يثير الکثير من الجدل مثلما إنه يواجه رفضا في داخل أمريکا نفسها بالاضافة على الصعيد الدولي، ولاسيما وإن شطب هذا الجهاز من قائمة الارهاب من قبل واشنطن تعتبر بمثابة تزکية له وغض النظر عن ماضيه وبطبيعة الحال فإن هکذا خطوة لن تمر بسلام على إدارة بايدن وقد تصبح بمثابة الخطأ غير العادي لها وتکلف بايدن نفسه کثيرا!
1006 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع