بيلسان قيصر
التخادم بين الحوثيين وتنظيم القاعدة
الفضائح الايرانية لا تتوقف عند حد معين، مسلسل مفتوح الحلقات، فعلاقة نظام الملالي مع تنظيم القاعدة سبق الحديث عنها، سواء بالتسجيلات أو الوثائق، ولم يعد هذا الأمر سرا، فأبو مصعب الزرقاوي دخل الغراق بجواز ايراني ليمارس دوره الإرهابي، واعتراف شيخ الإرهاب ابن لادن بدور ايران في تسهيل مهامه الارهابية لا يمكن نكرانه، ووجود قادة تنظيم القاعدة الإرهابي في ايران ومنهم عائلة أسامة بن لادن، حقيقة اعترف بها مسؤولون ايرانيون.
كما ان وليد تنظيم القاعدة نقصد تنظيم داعش الإرهابي له صلة وثيقة بنظام الملالي، فذراع منه يمتد للولايات المتحدة الامريكية والذراع الثاني لنظام الملالي، في الآونة الأخيرة تبينت العلاقة بشكل جلي عبر اليمن المنكود. حبث تم تحويل السلطة من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الى مجلس سياسي قيادي برئاسة رشاد العليمي والأعضاء السبعة، وبكافة صلاحيات الرئيس عبد ربه. وقام المجلس بتأدية اليمين الدستوري برعاية ممثل الأمين العام للأمم المتحدة وسفراء اوربا وعدد من السفراء العرب.
كان الغرض من تأسيسه هو وقف الحرب بين قوات التحالف وجماعة الحوثي. والعمل على إعادة تعمير ما دمرته الحرب، وجاء في بيان المجلس العمل على إنهاء حالة الحرب والإنقلاب في اليمن، وحل مشاكل الشعب اليمني الذي يعيش مجاعة كبيرة ونقص في الأدوية ومستلزمات الحياة الرئيسة.
من هي الأطراف التي إعترضت على المجلس؟
ربما هي مفاجأة للبعض، فقد إعترضت جماعة الحوثي على المجلس الجديد، وهنا ليست المفاجأة الوحيدة، فقد هاجم الحوثي الولايات المتحدة والأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية، على أساس ان حرب اليمن لا تحلٌ من قبل هذه الأطراف، والنتيجة النهائية ستحددها صنعاء وليس الرياض على حد مزاعمهم. اما الحوثي فكان تعليقة على من يرغب بمبادرة السلام" السلام، السلام، السلام، الغرض منه خدمة اسرائيل وامريكا". وهاجم الحوثي المجلس معتبرا انه يضم عملاء لأمريكا واسرائيل، وأصر على القتال حتى يتحقق النصر.
أما المفاجأة الأهم فتتمثل بموقف (تنظيم القاعدة في جزيرة العرب) الذي جاء مطابقا لموقف الحوثيين برفض المجلس الرئاسي اليمني من خلال بيان من سبع صفحات، جاء فية رؤية التنظيم لحل المشكلة اليمنية عبر ما يسمى بالدولة الداعشية، مؤكدا على مواصلة القتال في اليمن، سواء تصالح اليمنيون أم لم يتصالحوا، منوها بأن المجلس يتكون من عملاء لأمريكا واسرائيل.
ليس بالطبع ان يتصور العاقل ان هذا التطابق في بياني الحوثي وتنظيم القاعدة جاء بالصدفة، فالبيانان كإنما صاغتهما يد واحدة، تعبيرا ومضمونا، مما يرجعنا الى إستذكار امور تزامنت مع تشكيل المجلس التأسيسي مثل قيام الحوثي بإطلاق سراح (31) إرهابيا من تنظيم القاعدة، من بينهم ثلاثة عناصر متورطين بأكبر هجوم ارهابي على الجيش اليمني عام 2012. وهذا يعني القيام بعمليات ارهابية جديدة، سيما بعد إنتهاك جماعة الحوثي الهدنة مع قوات التحالف العربي.
طلقة طائشة
هذه قصة معبرة اضعها بين يدي مقتدى الصدر عسى ان يسمح وقته بقرائتها ويستفيد منها.
كان لرجل له أسرة مفككة متخصصة بأعمال الشر، فأحد اولاده مجرم قاتل، والأخر سارق محترف، والآخر محتال بارع، والآخر مأبون، وإحدى بناته تمارس السمسرة، والأخرى تمارس الدعارة. شكى الناس منهم عند السلطان، فأحضر الأب وهدده بأن يضع حدا لشرور عائلته وإلا سيقتله بطريقة تتحدث عنها الأجيال. فقال الأب للسلطان: مولاي إنهم منحرفون ولا سلطان ليٌ عليهم، ولكني أعلن براءتي منهم جميعا أمامك. فسأل السلطان الحكيم الجالس الى جانبه عن رأيه بقول الأب.
قال حكيم السلطان موجها كلامه للأب: إنهم نتاج تربيتك وسلوكك، وهم يحملون إسمك سواء تبرأت منهم أم لا. وبرائتك منهم سوف لا تمنعهم من أعمال الشر. كما إنك تعتاش على مال سحتهم، فلا تقدر أن تلزم نفسك ببراءتك منهم حقا، وهم سوف لا يلزموا أنفسهم بالإنفاق عليك. كما أن برائتك منهم ستزيدهم قوة، فيتمادوا في أعمال الشر. وسواء تبرأت أم لا، فمن سيكفل رضا الناس عنك وتسامحهم معك؟ وهل براءتك منهم ستشفع لك عند ربك؟
إذا لم يفهم مقتدى الصدرالقصد من القصة، وهذا أمر مؤكد، فأرجو من أتباعه ان يبينوه لهم، وجزى الله المفسرين حسنة.
بيلسان قيصر
البرازيل
مايس 2022
406 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع