وداد البياتي
افريقيا انموذجا .في الاستحواذ الفرنسي لخيراتها ..
اخر نتائج ودراسة للأمم المتحدة،تفيد أن أفريقيا تخسر حوالي 89 مليار دولار سنويا في تدفقات مالية غير مشروعة؛ مثل التهرب الضريبي والسرقة وهذا التقدير، الذي ورد في تقرير لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد" (UNCTAD)، هو الأكثر شمولا حتى الآن بشأن أفريقيا، ويظهر اتجاها متزايدا بمرور الوقت، وأعلى من معظم التقديرات السابقة.
وتقول الدراسة ان أفريقيا "دائن صاف للعالم"، مرددا ملاحظات لخبراء اقتصاديين بأن القارة المعتمدة على المساعدات هي في الواقع مصدر صاف لرؤوس الأموال.
وقال موخيسا كيتوي الأمين العام لأونكتاد "التدفقات المالية غير المشروعة تسرق إمكانيات أفريقيا وشعبها، وتقوض الشفافية والمحاسبة، وتقلص الثقة في المؤسسات الأفريقية".
وأفادت الدراسة التي اعدت أن حوالي نصف الرقم الإجمالي السنوي البالغ نحو 89 مليار دولار، الذي تخسره أفريقيا يرجع إلى أرقام أقل من القيمة الحقيقية لصادرات سلع أولية مثل الذهب والألماس والبلاتين.
ويعد التصدي لتدفقات الأموال غير المشروعة أولوية للأمم المتحدة التي تبنت جمعيتها العامة قرارا بهذا الشأن.
منذ عام 2018 لم تخرج فرنسا من أفريقيا بإعلان استقلال الدول الأفريقية التي احتلتها لعقود، بل تحولت لاحتلال غير مباشر لا يزال مستمرًا إلى اليوم. ويتضمن النفوذ الفرنسي عبر العالم جزرًا في المحيط الأطلسي، والهادئ، والهندي وإقليمًا في شاطئ أمريكا الجنوبية، كما يضم جزءًا من أنتاركتيكا، 11 إقليمًا منها مأهول ونحو 5 جزر أو أرخبيلات غير مأهولة.
فضلًا عن الدول الأفريقية التي قبعت تحت وطأة الاحتلال الفرنسي، وتعاني جميعها من استغلال عسكري بشع، وتحتضن بعضها مراكز الموت وتغذي الأخرى العنصرية، وتشترك جميعها في استحواذ فرنسا على ثرواتها.
فدولة “غايانا” تقع في جنوب القارة الأمريكية مثالٌ حيٌ للاحتلال الفرنسي، الذي حوّلها لمراكز لنفي المعارضين لفرنسا وحلفائها، وحَوَت متحفًا لتعذيب العبيد، الذين أرسلتهم باريس لبناء مستوطنات لها.
و”المارتينيك” شرق بحر الكاريبي، موطن قصب السكر الذي سال له لعاب المحتل الفرنسي، فأباد شعبها لأجل تحويل أرضهم لمصدر دخل لفرنسا.
وتلك “بولينيزيا” حقل تجارب فرنسا النووية بعد الجزائر، حيث أجرت فرنسا 193 تجربة نووية في جنوب المحيط الهادئ شرقي أستراليا بين عامي 1966 و1996. وكانت فرنسا قد احتلت بولينيزيا منذ القرن السابع عشر الميلادي.
ولا يزال تاريخ 1960 يشهد تحويل فرنسا للشعب الجزائري حقلًا للتجارب النووية، ففجرت القنبلة الأولى هناك، تحت اسم “اليربوع الأزرق”.
ففرنسا تجني سنويًا 16 مليون يورو من ثروات السمك والسلطعون، وقواعدها العسكرية تنتشر في مستعمراتها القديمة أين تجري قيادة الهيمنة الفرنسية وجني الأرباح وإجراء الأبحاث السرية والرصد.
وها هي فرنسا بعد 4 قرون من الاحتلال المباشر تحكم قبضتها على واقع أفريقيا باحتلال غير مباشر.
في مارس/آذار سنة 2008، صرّح الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك قائلاً: "دون إفريقيا، فرنسا ستنزلق إلى مرتبة دول العالم الثالث"، للتأكيد على أهمية الدول الإفريقية لدى فرنسا خاصة من الناحية الاقتصادية، وهي الزاوية الأهم في العلاقات بين الدول.
وقد سبقهما في ذلك سلفهما فرانسوا ميتيران حيث قال عام 1957، قبل أن يتقلد منصب الرئاسة: "دون إفريقيا، فرنسا لن تملك أي تاريخ في القرن الواحد والعشرين"، ليتأكد بذلك الدور الكبير لدول إفريقيا في النهوض بفرنسا قديمًا وحديثًا ومستقبلاً أيضًا.
في الـ 30 من شهر يناير/كانون الثاني 1944، سعى شارل ديغول الذي كان يترأس حينها الحكومة المؤقتة للجمهورية الفرنسية، في خطابه الشهير في العاصمة الكونغولية برازافيل لتدشين اتحاد "فرنسي أفريقي"، يحفظ به مكانة فرنسا في مستعمراتها ويعزز به مكانتها الدولية.
"ديغول" كان يفكّر حينها في كيفية الحفاظ على السيطرة الفرنسية المطلقة على إفريقيا الناطقة بالفرنسية، خاصة وأنه كان يعلم أن بلاده تتجه لتصفية هذه المستعمرات والخروج منها عسكريا، لذلك كان لا بدّ من إيجاد صيغة وإن كانت غير قانونية للبقاء هناك..
ختامًا ...
لقد آن الأوان أن تنتفض الدول الأفريقية وتكسر أغلال الاحتلال الفرنسي وتفيق من غفلتها وتقرأ التصريحات الصريحة للساسة الأوروبيين التي تضمنت الاعتراف المباشر بهذا الاحتلال والجشع الفرنسي الذي لا ينتهي قبل أن تلعنها الأجيال المقبلة
4785 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع