الخيار الأخيرالإضطراري

                                                                

                             بقلم / علاء المعموري*

الخيار الأخير الإضطراري

أخوتي من فضلكم نشطوا الواقعية والمنطق في رؤوسكم وقولوا لنا أين هي مشاريع الحل السياسي السلمي لأزمات العراق الحالية ومن هم رجال الحل الوطني هل بإمكان أحد ان يذكر لنا ولو مشروع سياسي واحد سيكون قادرا على إنهاء مشاكل الفساد والمحاصصة والميليشيات وتمزق البلد وإنهيار هيبة الدولة ونهب ثروات العراق من قبل العدو الإيراني ؟

نرجوكم عددوا لنا ولو أسماء خمس شخصيات وطنية فاعلة في الميدان ، عذرا قد يكون الطلب صعبا ، اذكروا لنا ثلاث وإن لم تستطيعوا إذكر لنا شخصية وطنية عراقية واحدة مؤثرة فاعلة في الرأي العام يمكن عقد الآمال عليها تقود عملية الإنقاذ نعتذر من الذين شعروا بالصدمة من خلو العراق حاليا من رجال الدولة الحقيقيين ، كما رأيتم نحن أيتام بلا أباء وطنيين بمقدورهم كففت دموع العراقيين ، وتطبيب جراحات الوطن ، نحن نعيش التيه والضياع والخراب يلتهمنا بوحشية ويلقي بنا في نار بركان حارقة !
ياويح أنفسنا .. العراق يذبح وتسرق ثرواته .. ونحن نتفرج وعاجزين والمثير للسخرية هناك من أصحاب العقول الساذجة يتوهمون ان إجراء الإنتخابات تحت تهديد سلاح الميليشيات وباقي العصابات ، والإحتلال الإيراني ، وغياب الشروط النفسية والعقلية والمناخ الحضاري ، وضعف وجود مشاعر الإنتماء الوطني لدى غالبية الجماهير … كل هذه النواقص والمخاطر ، ويوجد من يتوهم ان الحل سيكون بإجراء الانتخابات وتغيير العصابات الماسكة للنظام السياسي .. ياله من تبسيط واستسهال وتفريط بالحاضر والمستقبل .
مع شديد الإحترام لثوار تشرين ، لكنهم ليسوا الحل ، فهم من دون مشروع سياسي ولايحملون سوى الشعارات ، وليس بين صفوفهم رجال دولة مؤثرين إجتماعيا وسياسيا ، وقد ظهرت حالة خطرة بين صفوف الثوار ومؤيديهم وهي ان كلام بعض الثوار الجميل على شاشات الفضائيات يُنظر له على انه وعي سياسي ناضج لدى الثوار ، وهذا غير صحيح .. توصيف مشاكل العراق ونقدها والمطالبة بالتغيير .. لايعد وعيا سياسيا ، بل هو كلام دارج في البيوت والمقاهي ومواقع التواصل الإجتماعي ، وأشعر بالأسف من مطالبة الثوار بالإنتخابات فهذا الكلام يدل على غياب النظرة النقدية التحليلية للواقع العراقي الذي أُغلقت أمامه جميع الحلول السياسية السلمية .
ماهو الحل الأخير للعراق في ظل إنسداد كافة أبواب الحلول السياسية ؟
نحن بحاجة الى زاوية نظر غير تقليدية جديدة لما يحدث في العراق ، النظرة السياسية الجديدة التي نحتاجها هي ان حمل السلاح و الحرب وقتل الأعداء من أجل غايات وطنية شريفة تهم مصالح ملايين المواطنين ومستقبلهم … هذا النوع من الحروب هو واجب أخلاقي ووطني .. وما ينتج عنه من خسائر هو ثمن ونتيجة طبيعية لابد من تحملها لوقف نزيف البلد وتحطمه .. فنحن في العراق لابد ان نتخلص من خطر اللصوص والعملاء وتنظيف البلد منهم ، وإذا كانت الدولة عاجزة من محاسبة هؤلاء فصمت الشرفاء وعدم تحركهم بفعالية تتجاوز الشكليات واستعمال الهتاف والصراخ فقط يعد لامبالاة وتقاعس وجبن جماعي … فلابد من الخيار الأخير الإضطراري لإنقاذ بلدنا ومعاقبة اللصوص والعملاء ، ليس امام الشعب العراقي إلا حمل السلاح والقيام بثورته الكبرى وتحرير نفسه .

*كاتب ومهتم في الشأن السياسي العراقي .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

689 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع