قوة التسامح

                                                     

                       د يسر الغريسي حجازي
                         02.06.2022

قوة التسامح

"التسامح هو إيقاظ الوعي الذي يحتاجه كل إنسان، لتحقيق السلام الداخلي. إنه بمثابة طريق الفضيلة، وقاعدة لمبادئ الحياة والحضارة البشرية."

ماذا يعني التسامح ولماذا يجب علينا ان نحصل عليه؟ كيف ولماذا لا نبدأ بأنفسنا؟ فهو ليس اختيارًا، ولكنه التزام يسمح لنا بالعيش في تماسك اجتماعي سليم.
التسامح في اللغة اللاتينية يعني، التحمل والصبر والاستسلام، وكذلك القوة لتقبل ما قد يثير غضبنا في الآخرين. وفقًا لقاعدة الأخلاق "الأتيكس"، فإن مفهوم الأعراف يحدد المبادئ والقواعد وفقًا لعادات المجتمعات. سنرى معًا سبب استحالة تحقيق فضيلة التسامح، في عالم ظالم وقاسي. السؤال هو لماذا الأخلاق تستخدم لوضع معايير غير أخلاقية؟ هنا، الأخلاق هي بمثابة خط دافع عن البشر ضد الأفعال الضارة والأيديولوجيات النظامية، والتي تم تحديدها مسبقًا ضد الواقع. ذلك يساعد على تعيين حقيقة ملموسة، على عكس ما تم اختراعه وتخيله. وفقًا لفرويد، ان عملية توجيه مبدا الأداء العقلي يتم على أساس الرضا النفسي والمتعة الشخصية. والواقع النفسي، يتمثل برغبة العقل الباطني والتخيلات عند البشر.
في النظام السياسي والاجتماعي، يعكس البعد الثقافي المؤسسات الاجتماعية، القانون، والأحكام، والأعراف، وكذلك القيم المعتمدة.
ومع ذلك، يعد التسامح تمرينًا ممتازًا لتعلم التفكير، والاعتدال، ووضع الأمور في نصابها، وأن يكون المرء قوي وعادل. هل يجب على الفقير أن يتخلى عن حقه في الانتفاع من الخدمات الاجتماعية العامة، وان يقبل بوضع الاستبعاد عن حقوقه الاساسية؟ في الحالة الطبيعية، لا يمكن اجحاف أي شخص من حقوقه الأساسية، او اجباره على القبول بما لا يناسبه.
ومع ذلك، لا يمكننا العيش في عزلة، ولا يتعين علينا قبول الاعتقاد بأن: «الفقراء يعيشون مصيرهم كما يعيش الأغنياء في رفاهيتهم". لا تشير الأخلاق إلى الأفعال غير الأخلاقية، أو الضارة بالبشر. إذن ما هي المعايير التي نتحدث عنها، وما مدى تكريسنا لواجبنا الإنساني؟ التسامح هو تحديد المثل المجتمعية، وكذلك مبادئ العادات الجيدة. كما تتكون الأعمال الصالحة من خلال تحديد كيفية التصرف، وتقديم مثال للآخرين مع إحداث الفرق.
كيف يمكن أن تكون حالة الفقر ممتعة؟ (ج. ليجراند جاكوبس ماغنوس ، 1940 - مقتطف من كتاب الأخلاق الحميدة). هناك نوعان من المواقف لتشجيع أو رفض التجاوزات المنهجية:
إما لتشويه السمعة في دلالة التحقير، أو لقبول مدارس الفكر العقائدية. و يعني الاعتراف بالحق والباطل، أي ما هو قانوني وغير قانوني، والشر والخير، أو رفض هذه المفاهيم وفصلها عن الأخلاق. هل التسامح موقف فردي أم مفهوم متعدد المعاني؟ او انه يوحد الصراع مع القوة المعرفية للإنسان؟ ان مبدأ التسامح الذي رآه راولز هو جزء من النظام السياسي، حيث ان التفكير السياسي هو المصدر الرئيسي لأنماط الحماية الاجتماعية للشعوب. وحسب راولز، يشمل المرافق الاجتماعية للجميع، والتعبئة الاقتصادية والمعيارية من أجل الرفاهية العامة. يذهب راولز إلى أبعد من ذلك، فهو يشكك في توزيع الموارد والصيغ الطنانة، التي هي في الحقيقة لا تشجع ابدا على التوحيد الثقافي والسياسي والاجتماعي في سياق قمع الحصول على الحقوق الأساسية.
الآن كيف نشجع التسامح؟ من الضروري البدء بالنظام التعليمي، وذلك من المدرسة لغاية الجامعة. في هذه الحالة، تلعب المدرسة دورًا رئيسيًا في تعزيز التطلعات الفردية، وتشجيع الطلاب على سبيل المثال، على طرح أسئلة على أنفسهم حول سبب الوجود، والقيم الإنسانية، والوجود، وواجب كل إنسان تجاه نفسه والآخرين، ثم جعلها منظومة تقف عليها مختلف أنماط التفكير.


من الضروري تشجيع التفكير الادراكي، ومساعدة الأطفال على النظر عن كثب والتمرين على بناء احتماليات والمقارنة المنطقية. تلك التمارين تعزز البصيرة والفهم بأن على سبيل المثال، يمكن لنا أن نؤذي الآخرين كما يمكن أن نضر بنزاهتنا ايضا. يتعلق الأمر بإثارة الوعي البشري من زوايا مختلفة من الحياة. ويسمح ذلك بمعرفة أن التسامح والتنوع لن يكونا صالحين، إلا بمنح حقوق الإنسان على الأرض. اما بدون مبادئ المساواة ورعاية العدالة الاجتماعية، من المستحيل تحقيق الديمقراطية، ناهيك عن احترام الآخرين. في السيادة، التسامح هو عمل التكافؤ والتوحيد والمواطنة المتعددة الثقافات.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

2775 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع