فارس الجواري
الطيران المدني ...عقدان عاصفان من الأزمات الأصدار الأول من نوعه في تاريخ الطيران العراقي والعربي
لقد كانت ومازالت المصادر والمراجع العربية التي تخص عالم الطيران شحيحة في المكتبات وهو ماكنت أعاني منه خلال مسيرتي البحثية في هذا المجال وهو مادعاني أن أتجه الى تأليف هذا المطبوع الذي جمعت فيه خلاصة ماكتبته من مقالات ومنشورات تخص هذا القطاع على مدى السنوات العشر الماضية والتي تم نشرها في المجلات والمواقع الالكترونية وأيضا ماتحدثت به في مقابلاتي التلفزيونية على القنوات الفضائية وهو كم لايستهان به من المعلومات الأستقصائية والتحليلية لمشاكل وأزمات مرت على هذا القطاع وأنهكته في كثير من الدول حول العالم سواء تنظيمية أو خدمية أو مشاكل طواريء كمشكلة جائحة كورونا التي أصابت الكرة الارضية قبل سنتان أو الحروب أو الازمات المالية وغيرها وطبعا كان لبلدي العراق حصة الاسد من هذه المشاكل التي أصبحت بمجموعها أزمة طالت البنى التحتية للقطاع سواء في مواردها البشرية أو المعدات المستخدمة والتي توابعها مازالت مستمرة لحد الأن حتى أصبح قطاع الطيران العراقي صاحب التاريخ الممتد لقرابة القرن من الزمان في هذا المجال ان يكون قاب قوسين أو أدنى من الآنهيار الكامل.
يعتبر هذا الأصدار الأول من نوعه في تاريخ الطيران العراقي والعربي كونه يجمع كافة التحليلات والانشطة التي شخصت العديد من مكامن الخلل لمفاصل قطاع الطيران خلال ال 20 عاما مضت في مؤلف واحد وباللغة العربية وقد تمت طباعته في أحد أرقى دور النشر في العالم العربي ( دار الحكمة للنشر والطباعة في لندن hikma.co.uk ) والأهم مافي هذا المطبوع أنه لم أعتمد في كتابتي له على تقسيمه الى فصول ومباحث وأنما أستخدمت عناوين مقالاتي التي زادت عن مئة مقالة كعناوين رئيسية للمواضيع المطروحة بعد مابوبتها حسب التخصص والتي غطت تشخيص المشاكل ورؤى واقعية في حلولها لأغلب مفاصل هذا القطاع سواء في النقل الجوي أوالمطارات وأداراتها وأيضا في مايتعلق بالملاحة الجوية ومسارات الطائرات فوق أجواء الدول مرورا بكل مايخص شركات الخدمات الارضية العاملة في المطارات وشركات الشحن الجوي بالاضافة الى موضوع ضعف التدريب التخصصي في علوم الطيران بسلاسة ومصداقية مستندة على الوقائع .
لماذا ما بعد 2003 .... سؤال سيراود كل من يقرأ كتابنا هذا مامعنى هذا التاريخ والطيران المدني تأسس في أربعينيات القرن المنصرم وتطور وأصبح من أهم وسائل النقل في العالم خلال مابعد تاريخ الانشاء وتحديدا بدايات القرن الحالي ولكن تاريخ مابعد عام 2003 شهد احداث وتحولات خطيرة في العالم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وخصوصا في مناطقنا العربية والشرق أوسطية خلقت أزمات مستعصية أثرت على البنى التحتية للخدمات في الكثير من دول المنطقة وقد شملت فيما شملت قطاع الطيران المدني فكانت حرب الخليج ومارفقها من تهديم ممنهج لكل قطاعات الدولة العراقية وبضمنها الطيران العراقي والمستمر ليومنا هذا وأيضا ماحصل بعد ذلك من مايسمى بثورات الربيع العربي والتي هي بالحقيقة الخراب العربي الذي طال دول عديدة مثل سوريا وليبيا واليمن أصبح فيها قطاع الطيران منهك ومثقل بالمشاكل البنيوية في قطاعات النقل الجوي والمطارات والتدريب مما أعادته الى تاريخ بدايات نشوء الطيران فيها بعد ماكانت من الدول المميزة في تقديمها لتلك الخدمات بحرفية وموثوقية عالية يشهد لها التاريخ وليس هذا وحسب وأنما شهد العالم أسوء كارثة صحية في تاريخ البشرية عندما أجتاحت جائحة كورونا وأوقفت الحياة العامة مايقارب السنة وتحديدا 2020 مما شل حركة الطيران بشكل تام حول العالم لم يستفيق منه العالم الا قبل فترة قصيرة كل هذه الاحداث التي بمجملها جعلت الطيران المدني في العالم وفي دولنا العربية تعيش مشاكل متراكمة خلقت منها أزمات لم تتوصل الادارات العليا فيها للحل في معظمها وهو ماجعلني وغيري من الباحثين والمختصين أن نطرح من خلال مقالات وأبحاث ومقابلات تلفزيونية التشخيص المناسب لتلك الازمات الملازمة للطيران المدني بغية الوصول الى حلول تخرج هذا القطاع من أزماته سواء في العراق أو في باقي دولنا العربية المتضررة لهذا السبب تم أختياري هذا التاريخ تحديدا .
أتمنى أن يكون هذا الكتاب أضافة نوعية ومهمة للمكتبات العربية لما يحتويه من الكثير من المعلومات التي تتعلق بجميع مفاصل هذا قطاع الطيران المدني وفي مصدر واحد ليكون مرجعا تخصصيا لكل مهتم وباحث في شؤون الطيران .
فارس الجواري
باحث واستشاري طيران
1 تموز 2022
687 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع