الزواج المؤقت

                                              

                    طارق احمد السلطاني
                              بغداد


الزواج المؤقت Temporary Marriage

قرأت في السابق كتابا لدراسة اكاديمية موثقة بقلم الدكتورة شهلا حائري وهي حفيدة اية الله حائري.

تذكر فيه مقابلات مذهلة مع عشرات النساء والرجال حول زواج المتعة .
حازت شهلا حائري شهادةالدكتوراهP.H.D)) في الانتروبولوجيا الثقافية من (( جامعة كاليفورنيا في لوس انجلس )) بين عامي 1986 و1987.
وتعمل حاليا كباحثة في مركز الدراسات الشرق اوسطية في جامعة هارفارد.
وعنوان الكتاب المتعة : الزواج المؤقت عند الشيعة حالة ايران 1978-1982
هذا الكتاب هودراسة لمؤسسة الزواج المؤقت (( المتعة )) المعروف بأسم (( سيغيه)) في اللغة الفارسية .
وممارسته في ايران المعاصرة . وهوليس كتابا عن النساء فحسب , على الرغم من ان وجهات نظرهن ورفاهيتهن واوضاعهن , تحتل مواقع رئيسية فيه.
ففي هذا الكتاب ينصب تركيزها على وجهات نظر بعض الايرانيين , رجالا ونساء, فمن ارتبطت حياتهم بحياة اخرين من خلال عقد مؤقت . وهو كتاب ايضا حول القانون والعادات والدين والاخلاق وعقود الزواج. العامة منها والخاصة. والشهوة الجنسية ( الابروتيكية ) . والرغبة والزواج والحياة الجنسية.
على الرغم من ان الفقه الاسلامي حظي بحصة الأسد من اهتمام المستشرقين , غير ان المدرسة الشيعية في الفقه, اذا استثنينا اسهامات الشيعة.لم تحظ بالاهتمام والعناية والمناقشة المستفيضة التي حظي بها الفقه السني.
فأن الدراسات المخصصة لتحليل وجهة نظر الشيعة حيال قانون الزواج وعقود الزواج , سواء اكانت مؤقتةام دائمة, والحياة الجنسية , والعلاقات الزوجية , مازالت قليلة الى حد بعيد , يقوم البعض انه من اجل فهم اي مجتمع مسلم , يجب ان نفكك الرموزالخاصة بنظرته الى النساء ( صبّاح1983) .
وانسجاما مع وجهة النظر هذه , ترى ان مؤسسة الزواج بما لهامن قيمة مركزية في المجتمع , تمثل اطارا ملائما لتفكيك الرموز المعقدة لحياة النساء المسلمات.
والزواج بصفته مؤشرا اجتماعيا محددا, ينشئ (( لغته)) الخاصة التي تتيح معرفتها للمرء , تقييم شكل محدد من اشكال التنظيم الاجتماعي وهيكلته , ومعنى العلاقات الجنسية في اطاره.
في هذا السياق ترغب في القاء الضوء على المنطق الكامن خلف الزواج والافتراضات الفقهية والمفاهيم المرتبطة به.
وصورة النساء والرجال وعلاقاتهم ببعض وفقا لقانون الزواج والحياة الجنسية في الفقة الشيعي.
يعرّف الفقه الشيعي الزواج بأنه (( عقد مقايضة )) ليتضمن (( نوعا من الملكية )) وهذا يعني انه في مقابل موافقة المرأة على منح الرجل الاتصال الجنسي , يحق لها الحصول على كمية محدودة من المال او من المقتنيات الثمينة ( الحلي: شرائع الاسلام ص 517).
لقد كتب الكثير حول شكل العقود الاسلامية والاجراءات الخاصة بها. لكن الكتابات حول المنطق الكامن خلف عقود الزواج الاسلامية تبقى قليلة جدا واكتشاف هذا المنطق وانعكاساته على العلاقات الجنسية في المجتمع, هوالهدف المركزي لهذه الدراسة.
والاسئلة التي تطرحها هي : ماذا يعني التعامل مع الزواج على انه عقد مقايضة ؟
وماذا يكشف هذا المفهوم من افتراضات قانونية حيال النساء والرجال وعلاقاتهم فيما بينهم ؟
وكيف يؤثر منطق هذه (( اللغة )) او هذا النظام الرمزي على احساس كل جنس بنفسه وبالأخر ؟
وعن زواج المتعة المؤقت في بعض الاحيان كانت الدولة ترفض هذه المؤسسة وتدينها بأعتبارها ظاهرة بدائية . من بقايا عهود التخلف, ولا تتلائم مع دولة عصرية تسير في اتجاه التنمية والتقدم.
وفي احيان اخرى , كانت المؤسسة الدينية تدافع عن الزواج المؤقت بصفته ( المع قوانين الاسلام ) ( مطهري 1981 ص 52) التي وضعت لخير البشر والمجتمعات الانسانية .
وكانت النساء يلجأن احيانا الى استخدام هذا النوع من الزواج لتأكيد استقلالهن الذاتي وسيطرتهن الى حدما في حياتهن . واحيانا اخرى , كان يتم استغلالهن بواسطة هذا النوع من الزواج, كما يقوم الرجال في اغلب الاحيان بأستغلال هذا القانون لمصلحتهم, لكنهم يصبحون ضحية للأستغلال والتلاعب من النساء في احيان اخرى. من اجل اخضاعهم ودفعهم الى تلبية رغباتهن . واحيانا يتم استعمال زواج المتعة كوسيلة لتعزيز الفصل بين الجنسين . كما يستعمل في احيان اخرى كوسيلة للتحايل على المرأة .
* * *
في البداية يتفاوض الزوجان المؤقتان على شروط عقد زواج المتعة وبعض النساء يفضلن تقاضي المهر قبل اتمام الزواج وحسب المدة التي يتوافق الزوجان على البقاء سوية.
وعلى المرأة ان تلتزم بالامتناع عن ممارسة الجنس خلال اشهر العدة لمدة شهرين .
وترى بعض النساء بوجود اجحاف لاحق بالمرأة من جراء ارغامها على اقامة العدة بعد زواج المتعة , وارغامها على الامتناع عن ممارسة الجنس لمدة شهرين لانها مارسته لساعتين فقط.
اي الامتناع عن ممارسة الجنس اي قيامها بزواج متعة بعد ممارستها زواج متعة لساعتين فقط . حيث لايجوز لها ممارسة الجنس خلال اشهر العدة لمدة شهرين .
ويعتبرن بعض النساء مدى اهمية الثواب الديني لزواج المتعة واهميته على الصعيد الاخلاقي.
فضلا عن ضمان تلبية الرغبات الشخصية لممارسيه وثوابا اليها.
وهناك زواج متعة دائم يطلق عليه ((سيغيه عمري )) باللغة الفارسية .
كذلك يطلق على المرأة التي تمارس زواج المتعة بكثرة
( سيغيه – رو ) باللغة الفارسية .
وقسم منهن يحاولن عقد (( زواج متعة غير جنسية )) .
وهناك دوافع للمرأة لعقدزواج المتعة من اجل المال ؟!
فهناك نساء كثيرات بائسات وجائعات , وعليهن ايجاد طريقة لتأمين احتياجاتهن .
لكن! هناك نساء يمارسن زواج المتعة من اجل الجنس . كما ان الكثير من الفتيات يحتقرن زواج المتعة . وفي بعض الايام تقبل الفتيات اكثر فأكثر على ممارسته. واذا ارادت الفتاة الحفاظ على عذريتها فبأمكانها ممارسة الجنس بطرق اخرى.
* * *
الشعور بالضعف هو الموضوع المهيمن والاكثر ترددا في قصص حياة النساء المتزوجات زواج المتعة (( السيغيه)) باللغة الفارسية .
وعلى الصعيد الايدولوجي يتم الترويج للضعف النسائي , ويكافئ المجتمع الايراني المرأة على اظهاره. وفقا للمثال الايدولوجي.
كيف يدافع الرجل عن شرف المرأة وينفق عليها ويحميها من جميع انواع المشكلات المرتقبة وغير المرتقبة في المقابل .
تكافأ المرأة وفقا لمدى انصياعها لرغبات زوجها ,
واخضاعها رغباتها لأهوائه.وكلما كانت المرأة اضعف
( او ادعت انها ضعيفة , دفعت الرجل الى تقديرها واحترامها وحمايتها .
وفي الواقع فأن بعض النساء يظهرن الضعف عمدا ويستخدمنه كأستراتيجية لجذب الرجال . وفي تكأفا المرأة على ضـعفـها في اطـارالـعـلاقات الـزوجـية , فـأن النـساء (( غير المحظوظات )) اي اللواتي لسن متزوجات يصبح الضعف عبثا يسبب للمرأة مشكلات .
وكثيرا ماشددت النساء اللواتي اجريت معهن مقابلات , على شعورهن بالضعف على علاقتهن سواء مع النساء اللواتي خنّ ثقتهن, اومع الرجال الذين احببن.
ويتفـق اسلوب وصـفهن للنساء الاخريات بـالمـكر, والـرجال بالاعـتـداء الـذي يـعـني في اطـار عـلاقـة مع نـســاء (( غير محميات )) الخداع, ويتفق مع النظرة الرسمية السائدة . ويبدو ان تأكيد هؤلاء النساء على شعورهن بالضعف , ليس الا نتيجة جانبية لاستقلاليتهن الذاتية المتحققة , والتي يشعرن حيالها بأزدواجية , كما اسلفنا القول , بمعنى اخر , يبدو ان هذه الاستقلالية عبء كبير لهن , على الصعيدين الفردي والاجتماعي , ويأملن في الخلاص منها , وبسبب عدم وعيهن الكامل للقوى المؤثرة على ظروفهن, يلقين مسؤولية (( الشر )) الذي لحقن بهن , على الاخرين واحيانا على نساء اخريات.
بكلمات اخرى , فأن سوء حظهن ناجم عما فعله الاخرون بهن , سواء كن مادة للشائعات او موضوعا للسحر او عرضة للخيانة, وماشابه ذلك.
فمن خلال ارجاع كل مااصابهن الى الضعف , لايستطعن نسبة الشر الى الاخرين فحسب, بل يتمكن من عقلنة وتبرير وضعهن الثقافي- الاجتماعي غير الملائم.
ومن انواع الزواج بين الرجل والمرأة في العالم الاسلامي الزواج الدائم بين رجل وامرأة تحل له شرعا غايته انشاء رابطة للحياة المشتركة والنسل .ويتم عقد الزواج امام شاهدين متمتعين بالاهلية القانونية على عقد الزواج. وانواع الزواج الاخرى هي : زواج المتعة وزواج المسيار والزواج العرفي وزواج الخميس في اليمن. يكون الزواج يوم الخميس والطلاق يوم السبت.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

2591 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع