سعاد عزيز
ليست معاهدة وإنما مٶامرة
مع منح مشرعون بلجيكيون موافقتهم المبدئية اليوم الأربعاء على معاهدة لتبادل السجناء مع إيران قد تفضي إلى الإفراج عن دبلوماسي إيراني أدين بالتخطيط لتفجير عبوة ناسفة في أثناء تجمع عقدته جماعة إيرانية معارضة في الخارج، فإن القلق العالمي تزايد أکثر بخصوص إحتمال أن تذهب بلجيکا الى النهاية وتقوم بالموافقة على هذه المعاهدة التي أثارت وتثير الکثير من اللغط والجدل حول المقاصد المشبوهة من ورائها وحتى من عدم قانونيتها وتعارضها مع قوانين سائدة في بلجيکا ذاتها.
أکثر مايلفت النظر هو إن النظام الايراني وبعد أن عمل المستحيل من أجل إطلاق سراح الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي وفشل فشلا ذريعا في ذلك فإنه قد لجأ الى طرق واساليب ملتوية من أجل تحقيق أهدافه المشٶومة من أجل تخليص أسدي وعصابته الارهابية من الحکم الذي يقضونه خلف القضبان البلجيکية، ولذلك فقد جاء طرح معاهدة تبادل السجناء مع بلجيکا والتي ينظر إليها حقوقيون ومختصون بالشأن الايراني على إنها ليست معاهدة وإنما مٶامرة واضحة المعالم يجب التصدي لها وعدم السماح بإبرامها.
ليست المقاومة الايرانية لوحدها من ترفع صوتها عاليا ضد هذه المعاهدة وتدعو لرفضها وعدم التصيت عليها والعمل بها، بل إن هناك جبهة دولية سياسية ـ حقوقية ـ فکرية عريضة ضد هذه المعاهدة والنوايا والاهداف المشبوهة والمغرضة من ورائها، خصوصا وإن إدانة أسدالله أسدي وعصابته کانت بمثابة إدانة للنظام الايراني في حد ذاته من حيث تورطه في الارهاب وقيامه به، وإن النظام الايراني يهمه جدا أن يلملم فضيحته هذه حتى بعد أن أصبحت على کل لسان وهو بذلك يريد الإيحاء للعالم بأنه سيستمر على هذا النهج ولن يتخلى عنه مهما کلف الامر.
بعد أن قام 13 عضوا من مجلس النواب الامريکي بمن فيهم جمهوريون وديمقراطيون، بقيادة راندي ويبر من لجنة العلوم والبنية التحتية بمجلس النواب الأمريكي، بإرسال رسالة إلى رئيس الوزراء البلجيكي، يعربون فيها عن قلقهم من الصفقة المخزية بين الحكومة البلجيكية والنظام الإيراني وأعلنوا: ارفضوا تبادل الإرهابيين مع البلجيكيين، فإنه وبنفس السياق فقد وجه 12 من رؤساء الوزراء والوزراء السابقين لإيطاليا وكندا وبولندا وفنلندا وأيسلندا ورومانيا وليتوانيا ومالطا رسالة إلى السيدة إليان تيليو، رئيسة مجلس النواب البلجيكي وأعربوا خلالها عن قلقهم بشأن صفقة بلجيكا المشينة مع النظام الايراني. هذا من غير رسائل وبيانات الادانة الاخرى التي تم توجيهها للحکومة البلجيکية والاهم من ذلك إن حرکة الرفض تزداد دائرتها إتساعا لأن مايجري ليست معاهدة وإنما وکما أسلفنا مجرد مٶامرة مشبوهة لاغير!
684 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع