بسام شكري
الاحواز العربية مازالت عربية
على الرغم من مرور خمسة وتسعين عاما على احتلال الاحواز من قبل ايران غير ان سكانها العرب ما يزالون يتمسكون بأرضهم وبعروبتهم وتراثهم وعمقهم العربي وما يزال رجالها الاشداء يقارعون الأنظمة الإيرانية المتعاقبة على الرغم من مرور خمسة وتسعين عاما على احتلالها من قبل الشاه الإيراني وقتل اميرها الشيخ خزعل مسموما بعد سجنه من سنة 1925 لغاية سنة 1936 , وما يزال أبناء القبائل العربية المكونة لسكان الاحواز يقارعون الاحتلال الإيراني لأراضيهم بنفس الهمة والحماسة وقد حققوا الأسبوع الماضي اكبر اعتراف دولي بهم حيث قامت تنفيذية دولة الاحواز العربية في عقد اهم مؤتمر في تاريخ حركة التحرر الاحوازية في عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل وفي المركز الإعلامي للبرلمان الأوربي يومي 7 و 8 تموز وبرعاية وحضور مستشار رئيس الوزراء البلجيكي الدكتور كورت دي بوف وبحضور ومشاركة فعالة من قبل نخبة من المثقفين والاكاديميين والسياسيين الاحوازيين والعرب وممثلي القوميات والأحزاب غير الفارسية في ايران من الاكراد والبلوش والآذريين , ونحن اذ نسجل الان التقصير الكبير بحق الاحواز من قبل الأقطار العربية وكافة الأحزاب والحركات القومية العربية الذين كانوا يرفعون شعار الوحدة العربية ويتاجرون بقضية فلسطين لم يحاول أي منهم إعطاء ولو مقعد مراقب في الجامعة العربية ليس خوفا من ايران فقط بل خوفا على ايران من ان تفقد اهم مواردها التي تقع في أراضي الاحواز وهي البترول والغاز والمعادن الثمينة وفق توجيهات وهيمنة القوى الامبريالية متمثلة بالنظام الأنجلو- امريكي على القرار العربي خلال الحقب الماضية واليوم وبعد الحرب الروسية الأوكرانية وفقدان هيبة النظام الانجلو-امريكي فقد خرجت أوروبا والدول العربية من تلك الهيمنة واصبح الوقت مناسبا لنصرة أهلنا في الاحواز المحتلة وقد ساهم مستشار رئيس الوزراء البلجيكي بعد القاء كلمته في المناقشات العديدة لمحار المؤتمر وسجل لومه الكبير على الدول العربية وقال في خطابه بالنص كان من المفترض ان يقام هذا المؤتمر في عاصمة عربية وليس هنا في أوروبا بعيدا عن الاحواز المحتلة.
الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر لم يصدر له تصريح واحد حول الاحواز على الرغم من قيادته للحركة القومية العربية وتأسست الجامعة العربية في مصر والجامعة العربية في عهده كانت تعتبر تابعة لوزارة الخارجية المصرية وكما قال الدكتور عارف الكعبي رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة الشرعية لدولة الاحواز العربية في كلمته في مؤتمر بروكسل الأخير كان بإمكان جمال عبد الناصر بمكالمة تلفونية ان يعطي للأحواز مقعد في الجامعة العربية وكذلك تجاهل الريس العراقي السابق صدام حسين رحمه الله قضية الاحواز على الرغم من ان العراق فقد مليون شهيد في حرب السنوات الثمانية مع ايران ومشاركة اثنى عشر الف احوازي في الحرب الى جانب الجيش العراقي ,علما بان شباب الاحواز ساهموا في تحرير الجزائر بأعداد تقدر بالمئات وكان لهم مشاركة كبيرة في المنظمات الفلسطينية واستشهد منهم العشرات في فلسطين ولبنان في العمليات الفدائية لكن الغريب ان السلطة الفلسطينية والعراق ولبنان والجزائر كانت الدول الوحيدة التي ترفض دائما حضور ممثلي الاحواز في القمم العربية الاخيرة, لقد نجح المؤتمر بكل المقاييس على الرغم من مصادفته في يوم عرفة والكثير من المشاركين صيام وقد ساهم نظام الزووم الذي نقل قائع المؤتمر في مشاركة سياسيين واعلاميين من النخبة من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية ومملكة البحرين ودولة الكويت وقطر وكذلك مشاركات من أماكن متعددة في العالم وقد شاركوا المؤتمرين في نقاشات محاور المؤتمر.
خلال لقائي على هامش المؤتمر مع شباب الاحواز قد أخبروني، كنا نترحم على أيام الشاه عندما جاء الخميني والان نترحم على أيام الخميني عندما جاء خامنئي لان كل نظام يأتي يكون أسوأ من النظام الذي قبله وانقل هنا وبدون تعليق معلومات وتقارير وافلام مصورة صادرة من منظمة الصليب الأحمر الدولي ومنظمة حقوق الانسان التي اطلعت عليها في المؤتمر من الاخوة الاحوازيين:
الأحواز منذ أربعين عاما تعاني من نقص حاد في مياه الشرب ويتم قطع الأنهار عن الأراضي الخصبة لكي يهجرها الفلاحين العرب ويتم إسكان فلاحين فرس بدلا عنهم ويتم إعادة المياه التي قطعت واي ارض خصبة تلفت انتباه الحكومة الإيرانية يتم اغتصابها من مالكها وتمليكها الى فارسي بدلا عنه ومنذ خمس سنوات تقوم الحكومة الإيرانية بحملات تهجير جماعية للسكان العرب الى مناطق قاحلة في داخل ايران واحلال سكان فرس بدلا عنهم ولا يحق للأحوازي استعمال الأسماء العربية على المواليد الجدد وممنوع تدريس اللغة العربية في المدارس وممنوع الكلام باللغة العربية وفي الوظائف الحكومية لا يحق للعربي ان يتراس أي إدارة مهما كان مستواه العلمي وكل من يتظاهر يتم القاء القبض عليه وسجنه بدون محاكمة والمعارضين للحكومة الإيرانية مهما كانت درجة معارضتهم تتم محاكمتهم في جلسات مغلقة لا يحضرها أي شخص مهما كانت صلة قرابته بالمتهمين ولا يحق للمتهم العربي الاستعانة باي محامي ويتم اعدام الغالبية منهم واذا اعدم يتم دفنه في مقابر بعيدة عن الاحواز في مدن جبلية ولا يتم اخبار ذويه عن مكان قبره الا بعد مرور سنة كاملة وممنوع على ذويه عمل مجلس عزاء واذا عمل مجلس عزاء فان العائلة جميعها رجال ونساء وشيوخ وأطفال يدخلون السجن ويتم تعذيبهم وعلى ذكر التعذيب فان التعذيب الممنهج لكل عربي يدخل السجن باي قضية حتى لو كانت قضية خلاف شخصي او حادث سيارة او قضية مدنية .
لقد مرت خمسة وتسعين عاما على الاحتلال الإيراني للأحواز لكن شعبها العربي لم يكل او يمل من مطالبته بالاستقلال وقد كانت ومازالت همتهم عالية وقد استفادوا من تجارب السنوات العشرين الماضية من النظام الإيراني في داخل ايران ومن الاحتلال الإيراني للعراق وسوريا ولبنان واليمن وهم اليوم اصلب عودا واقوى شكيمة فايران اليوم ليست اقوى من الاتحاد السوفييتي الذي كان القطب الثاني الأقوى في العالم بعد أمريكا والذي استعمر الدول الاشتراكية ثلاثة وسبعين سنة وسقط في ليلة انهيار جدار برلين وايران ليست اقوى من نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا الذي كان يملك ثاني مخزون للذهب والالماس في العالم والذي استعمر السود والملونين تسعين عاما وقد انهار وسقط نظام ايان سمث العنصري في خلال أسبوع واحد فقط من التظاهرات بعد ان رفع الغرب يده عن ذلك النظام وتعرف العالم على أساليب الفصل العنصري , وشعب الاحواز اليوم يتطلع الى نيل الحرية والاستقلال بعد ان اوغل النظام الإيراني فيه قتلا وتشريدا وحرمانا وفصلا عنصريا وايران اليوم في أسوأ حالاتها وهي تترنح تحت العقوبات الدولية عليها ومفاوضات الملف النووي في فينا قد وصلت الى طريق مسدود وعلى العرب ودول الخليج العربي خصوصا تعويض ما فات وتقديم الدعم المادي والمعنوي لإنقاذ الأرواح البريئة التي تزهق يوميا ومطالبة جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والأمم المتحدة بتخصيص مقعد مرقب للأحواز العربية. وعلى الاحوازيين اليوم التهيؤ لسد الفراغ السياسي الذي قد ينشأ عن انهيار النظام الإيراني واستلام زمام المبادرة وقيادة بلدهم في عالم تسوده متغيرات سريعة.
الباحث
بسام شكري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
3489 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع