ضحى عبد الرحمن
كاتبة عراقية
مباحث في اللغة والأدب/٢٢
إضاءات لغوية
الخضراء
لا أحد من العراقيين يحب المنطقة الخضراء إلا ساكنيها من المسؤولين العراقيين ما بعد عام 2003. ذكر النهرواني عنْ عمَارَة الْعُقَيْليّ قَالَ: كُنَّا نجلس عِنْد الْكَعْبَة وَعبد الْملك بْن مَرْوَان يجالسنا من رَجُل عذب اللِّسَان لَا يَمَلُّ جليسُه حديثَه، فَقَالَ لي ذَات يوْم: يَا أَبَا إِسْحَاق! إِنَّك إِن عِشْت فسترى الْأَعْنَاق إليّ مادَّة، والآمال إِلَى سامية.ثمّ قَامَ فَنَهَضَ من عندنَا، فَأَقْبَلت عَلَى جلسائي فَقلت: أَلا تعْجبُونَ من هَذَا الْقُرَشِيّ! يذهب بِنَفسِهِ إِلَى معالي الْأُمُور، وَإِلَى أَشْيَاء لَعَلَّه لَا ينالها، قَالَ: فَلَا واللَّهِ مَا ذَهَبَت الأيامُ حَتَّى قِيلَ لي: إنَّه قَدْ أفضيت إِلَيْهِ الْخلَافَة، فذكرتُ قَوْله، فتحمَّلتُ إِلَيْهِ فوافيت دمشق يَوْم الْجُمُعَة، فَدخلت الْمَقْصُورَة فَإِذا أَنَا بِهِ وَقَدْ خرج عَليّ من الخضراء، فَصَعدَ الْمِنْبَر فَحَمدَ الله جلّ وَعز وَأثْنى عَلَيْه، فَبَيْنَمَا هُوَ يخْطب إِذْ نظر إليّ ثُمّ أعرض عني، فساءني ذَلِكَ، وَنزل فصلَّى بِنَا وَدخل الخضراء". (الجليس الصالح /225).
كلمات اعجمية كانت مستخدمة في العراق
تداخل اللغات حالة مألوفة عند الشعوب، الكثير من الكلمات العربية تداخلت مع لغات أجنبية، وهذا ما يقال عن اللغات الأجنية وتداخلها مع اللغة العربية، على الرغم من إن المفردات الأجنبية غالبا ما تدخل على اللهجات المحلية والقليل منها على اللغة الأم. كما ان الكثير من المفردات تصاحب إحتلال البلد من قبل دولة أجنبية، فخلال الاستعمار البريطاني للعراق مثلا، استخدم العراقيون كلمات انكليزية وبعضها بلفظ غير صحيح. وقبلها أدخل العثمانيون والفرس كلمات أعجمية للعراق بحكم احتلالهم لأراضيه، منها.
البازخانة: مكان تربية الطيور.
البارودخانة: مكان إعداد البارود
البوزاخانة: مكان عمل البوظة .
الضربخانة: مكان سك العملة النقدية
المهترخانة: الفرقة الموسيقية الخاصة بالدولة العلية.
الطبخانة: مكان الراحة والنقاهة خاصة للمرضى.
الجبخانة: مكان حفظ الدروع والذخيرة.
الخمبره حانة: هي المدرسة العسكرية، وقد افتتحت عام 1734 في استنبول.
الدفترحانة: الدائرة المعنية بالمال للولاية او الدولة
الجراحخانة: المؤسسة الطبية أفتتحها السلطان محود الثاني. وتضك الأطباء الجراحين.
الكلخانة: قصر الزهور الذي قرأ في مصطفى رشيد باشا الفرمان الإصلاحي للسلطان عبد المجيد في 3/11/1839 والذي أشار الى التغيير الجديد في مؤسسات الدولة العلية، ووضع سلم للضرائب، و الغى ضريبة الجزية عن النصارى ونظام جديد للجندية، وضمان أمن المواطن، وتساوي الناس في الحقوق بغض النظر عن الدين والمذهب والجنس والقومية، حضاره كبار رجال الدين الاسلامي والمسيحي واليهودي.. (للمزيد راجع تأريخ الدولة العلية العثمانية،481).
الزورخانة: مكان للعب الرياضة الثقيلة على أنغام المقامات العراقية الجميلة.
أسماء متداولة بمدلولات عثمانية
سباهي: الفارس والخيال في الجيش العثماني.
سكبان: صكبان. تعني حارس أو مدرب الكلاب.
البيرقدار: هو حامل العلم الإنكشاري، وهو يحمل لونين أحمر وأصفر.
الجادرجية (الجادرجي): هم الأنكشاريون المتخصصون بصناعة الخيم.
المرتزقة. الذي يحصل على راتب يومي اوشهري او سنوي من احد الأوقاف حسب شروط كل وقف.
المعيوبة: نوع من النساء من اسيرات الحروب.
البخشيش: المال الذي كان يدفعه السلاطين للعلماء والضباط وموظفي الدولة بمناسبة تولي السلطان السلطنة وجلوسه على ما يسمى بتخت السلطنة، وقد إستحدثه السلطان محمد الفاتح. (المعجم الموسوعي/58).
البرنوس، نوع من اللباس تستخدمه النساء عند الخروج الى البر وأماكن الترفيه، وهو يعادل البشوت عند العرب. (المعجم الموسوعي/61).
البلطجية (البلطجي): هم العمال الأتراك العاملون في القصور العثماني كمنظفين للطرق من الأشجار، عند يتوجه السلطان للحروب والفتوحات، وهم يعملون أيضا في أطفاء الحرائق وتنظيف الغرف.
الجرخجية: القوات المتصدرة التي أول من تقابل العدو في ساحات القتال، وهم من أفضل أفراد الجيش يتراوح عددهم ما بين 4000ـ 5000 مقاتل.
العراقية: طاقية تبي تحت الطربوش كي لا يتسخ من العرق، وكانت تسمى (عرق جين)، وكان يلبسها ايضا المتصوفة.
العيدية. هدايا وهبات تمنح بمناسبة الاعياد الخاصة بالسلطنة، وتخصص لرجال القصر والخدم كل حسب مقامه.
صفات عاهات اللسان
قال ابن حمدون" الرتّة كالرتج تمنّع أول الكلام، فإذا جاء منه شيء اتصل؛ والتمتمة الترديد في التاء، والفأفأة الترديد في الفاء، والعقلة التواء اللسان عند إرادة الكلام، والحبسة تعذّر الكلام عند إرادته، واللّفف إدخال حرف في حرف، والغمغمة أن تسمع الصوت ولا يبين لك تقطيع الحروف، والطمطمة أن يكون الكلام مشبها لكلام العجم، واللكنة أن تعترض على الكلام اللغة الأعجمية، واللثغة أن يعدل بحرف إلى حرف، والغنّة أن يشوب الحرف صوت الخيشوم، والخنّة أشدّ منها، والترخيم حذف الكلام. ويقال رجل فأفاء، تقديره فاعال، ونظيره من الكلام ساباط وخاتام؛ والحكلة نقصان آلة النطق حتى لا تعرف معانيه إلا بالاستدلال؛ فأما الرتّة فانها تكون غريزية، قال الراجز:
يا أيها المخلّط الأرتّ
ويقال إنها كثيرة في الاشراف. وأما المغمغة فقد تكون من الكلام وغيره لأنه صوت لا يفهم تقطيع حروفه". (التذكرة الحمدونية2/52).
أصل كلمة الديوان
قال ابن عبد ربه " اسم الكتّاب بالفارسية ديوان، أي شياطين، لحذقهم بالأمور ولطفهم، فسمي الديوان باسمهم". (بهجة المجالس/78). وقال ابن قتيبة" يقال: للكتاب بالفارسية (ديوان) أي شياطين، لحذقهم بالأمور ولطفهم فسمّي موضعهم باسمهم".( عيون الأخبار1/111). كما قال ابن خلدون" يقال إنّ أصل هذه التّسمية أنّ كسرى نظر يوما إلى كتّاب ديوانه وهم يحسبون على أنفسهم كأنّهم يحادثون فقال ديوانه أي مجانين بلغة الفرس فسمّي موضعهم بذلك وحذفت الهاء لكثرة الاستعمال تخفيفا فقيل ديوان ثمّ نقل هذا الاسم إلى كتاب هذه الأعمال المتضمّن للقوانين والحسبانات وقيل إنّه اسم للشّياطين بالفارسيّة سمّي الكتّاب بذلك لسرعة نفوذهم في فهم الأمور ووقوفهم على الجليّ منها والخفيّ وجمعهم لما شذّ وتفرّق ثمّ نقل إلى مكان جلوسهم لتلك الأعمال وعلى هذا فيتناول اسم الدّيوان كتاب الرّسائل ومكان جلوسه بباب السّلطان". (تأريخ ابن خلدون/302) . ويضيف" وأوّل من وضع الدّيوان في الدّولة الإسلاميّة عمر رضي الله عنه يقال لسبب مال أتى به أبو هريرة رضي الله عنه من البحرين فاستكثروه وتعبوا في قسمه فسموا إلى إحصاء الأموال وضبط العطاء والحقوق فأشار خالد بن الوليد بالدّيوان وقال: «رأيت ملوك الشّام يدوّنون» فقبل منه عمر وقيل بل أشار عليه به الهرمزان لمّا رآه يبعث البعوث بغير ديوان فقيل له ومن يعلم بغيبة من يغيب منهم فإنّ من تخلّف أخلّ
بمكانه وإنّما يضبط ذلك الكتاب فأثبت لهم ديوانا وسأل عمر عن اسم الدّيوان فعبّر له ولمّا اجتمع ذلك أمر عقيل بن أبي طالب ومخرمة بن نوفل وجبير بن مطعم وكانوا من كتّاب قريش فكتبوا ديوان العساكر الإسلاميّة على ترتيب الأنساب مبتدأ من قرابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وما بعدها الأقرب فالأقرب هكذا كان ابتداء ديوان الجيش". (تأريخ ابن خلدون/303).
السلطان
وهي من الكلمات القديمة غير المرتبطة بسلاطين بني عثمان، قال ابو الفرج" أخبرني محمد بن القاسم الأنباري قال حدثني أبي قال حدثني الحسن بن عبد الرحمن الربعي قال حدثنا أبو مالك اليماني قال شرب جعفر بن علبة الحارثي حتى سكر فأخذه السلطان فحبسه فأنشأ يقول في حبسه:
لقد زَعَمُوا أني سكــــــرتُ ورُبمَّا يكونُ الفَتَى سَكرانَ وهْوَ حَليم
لعمرُك ما بالسّكرِ عارٌ على الفتى ولَكِنَّ عاراً أن يُقَال لئيمُ
وإنّ فَتىً دامت مواثيقُ عهـــــــده على دونِ ما لاقيتُه لكريمُ
قال ثم حبس معه رجل من قومه من بني الحارث بن كعب في ذلك الحبس وكان يقال له دوران فقال جعفر:
إذا بابُ دَوْرانٍ ترنّم في الدّجَى وشُدَّ بأغلاقٍ علينا وأقفالِ
وأظلم ليلٌ قامَ علِجٌ بِجُلْــــــجُلٍ يدورُ به حتّى الصباحِ بإعمالِ
(الاغاني13/51).
معنى الحكومة
كلمة الحكومة ليست وليدة القرون المتأخرة كما يظن البعض، فقد روي أن مالك بن أنس كان يذكر عليا وعثمان وطلعة والزبير، فيقول: والله ما اقتتلوا إلا على الثريد الأعفر. ذكر هذا محمد بن يزيد في الكامل؛ قال: وأما أبو سعيد الحسن البصري فإنه كان ينكر الحكومة ولا يرى رأيهم، وكان إذا جلس فتمكن في مجلسه ذكر عثمان فترّحم عليه ثلاثا، ولعن قتلته ثلاثا، ثم يذكر عليّا فيقول: لم يزل عليّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه مظفّرا مؤيّدا بالنّعم حتى حكم. ثم يقول: ولم تحكّم والحق معك! ألا تمضي قدما لا أبالك؟". (العقد الفريد2/100). وقال" خرج عليّ رضي الله عنه الى الخوارج ، فخطبهم متوكّئا على قوسه، وقال: هذا مقام من فلج فيه فلج يوم القيامة، أنشدكم الله، هل علمتم أن أحدا كان أكره للحكومة مني؟ قالوا: اللهم لا. قال: أفعلمتم أنكم أكرهتموني عليها حتى قبلتها؟ قالوا اللهم نعم. قال: فعلام خالفتموني ونابذتموني؟ قالوا: إنا أتينا ذنبا عظيما فتبنا إلى الله منه، فتب إلى الله منه. واستغفره نعد إليك. فقال علي: إني أستغفر الله من كل ذنب. فرجعوا معه وهم في ستة آلاف. فلما استقرّوا بالكوفة أشاعوا أنّ عليّا رجع عن التحكيم وتاب منه ورآه ضلالا. فأتى الأشعث بن قيس عليّا رضي الله عنه،فقال: يا أمير المؤمنين، إن الناس قد تحدّثوا أنك رأيت الحكومة ضلالا والإقامة عليها كفرا وتبت. فخطب عليّ الناس فقال: من زعم أنّي رجعت عن الحكومة فقد كذب، ومن رآها ضلالا فهو أضلّ منها. فخرجت الخوارج من المسجد فحكمت، فقيل لعليّ: إنهم خارجون عليك. فقال: لا أقاتلهم حتى يقاتلوني، وسيفعلون". (العقد الفريد2/233).
قال العكلي يمدح بعض القضاة:
رفضت وعطلت الحكومة قبله ... في آخرين وملّها روّاضــها
حتى إذا ما قـــــــام ألّف بينها ... بالحق حتى جمّعت أوفاضها (المستطرف/109)
أنشد المبرد:
وكنت إذا خاصمت خصما كببته ... على الوجه حتى خاصمتني الدراهم
فلمـــــــا تنازعنا الحكومة غلّبت ... عليّ وقالــــــــــــــت: قم فإنك ظالم (المستطرف/110)
قال الشاعر الغريم:
إذا ما صب في القنديل زيت ... تحولت الحكومة للمقندل
وعند قضاتنا حكم وعلم ... وبذر حين ترشوهم بسنبل (التحف والهدايا/15)
قال الشاعر:
غدا مثل إبليس العين مفندي ... يقول دع الشكوى حكومة جائر
فما باله في كل يومٍ وليلةٍ ... يلوم وطول اللوم ليس بضائر ". (التحف والظرف/46).
لأبي الحويرث الشعر:
إن المهاجر عدل في حكومته ... والعدل يعدل عندي كل عرّيض". (البيان والتبيين3/275)
من هو الشريف؟
ذكر ابن حمدون" كان يحيى بن خالد يقول: إذا ترقّى الشريف تواضع، فأفشى السلام، وصافح العوامّ، وأنصف الضعفاء، وجالس الفقراء، وعاد المرضى، وشيّع الجنائز؛ وإذا ترقّى الوضيع أمر بالمعروف، ووعظ الشريف، وأخذ في الحسبة، وأمّ أهل محلّته، واحتدّ على من ردّ عليه، ورأى أنّ له فضيلة على كلّ أحد". (التذكرة الحمدونية3/106).
الاستعمار
وكانت تعني عكس ما مستعمل في الوقت الحاضر كمدلول سلبي لإحتلال بلدان لقوة السلاح، ذكر نشوان الحميري" الاستعمار: استعمره في الأرض : إذا جعله عامراً لها ، قال الله تعالى في سورة هود/61 (( هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيه))". (شمس العلوم7/741)
الخِضَم
ذكر نشوان الحميري" الخِضَمّ : الكثير العطاء ، قال رؤبة:
كم لك يا سفاح من خال وعم من هاشم في السؤدد الضخم الخضم
ويقال: فرس خضم : أي واسع الجري. والخِضَم : الجيش الكثير، قال العجاج:
فاجتمع الخِضَمُ والخضم
(شمس العلوم3//591). (ديوان العجاج2/129)
من هم خطباء الامة الإسلامية في العهد الأموي؟
ذكر ابن الجوزي" قال الأصمعي: خطباء بني أمية خمسة: معاوية، وعبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، وهشام، و مروان بن محمد". (المنتظم7/260).
لقب أمير الأمراءلقب
كان إبن رائق أول من لقب بهذا اللقب عام 324 هـ وإستمر اللقب مستعملا في بني بوية بعد إستيلائهم على الحكم". (الألقاب الإسلامية/61).
لقب مالك رقاب العرب والعجم:
وهو لقب يدل على العنف وآلة القتل، إستخدمه الخليفة المقتفي لأمر الله في مكاتبته للسلطان مسعود إبن محمد بن ملك شاه في تعزيته بولد له مات".(الألقاب الإسلامية/63).
المحل السامي
في أواخر العصر الأيوبي تمت مخاطبلة الوزراء في المكاتبات بالمحل السامي، والأدنى منهم (المجلس السامي)، والأدنى (مجلس الحضرة) .(الألقاب الإسلامية/85). الإستعمار البريطاني إستخدم منصب المندوب السامي، هل هي صدفة أم قراءة للتأريخ العربي؟
ضحى عبد الرحمن
العراق 2022
554 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع