بسام شكري
إن َّ للمصحف ِ ربا ً يحميه
بعد الغزو الروسي لأوكرانيا طلبت السويد وفنلندا الانضمام الى حلف شمال الأطلسي خوفا من ان تكونا الهدف التالي للغزو الروسي بعد أوكرانيا وقد رفضت تركيا طلب السويد لأنها ترعى الإرهاب الذي يمثله حزب العمال الكردي الماركسي وتمده بالأموال والأسلحة من اجل زعزعة الامن في تركيا , وحزب العمال الكردي الماركسي مدعوم من عدة دول على رأسها أمريكا في خلق المشاكل لتركيا وقد تم اختيار السويد كمقر أوروبي علني لذلك الحزب لبعد السويد جغرافيا عن تركيا, ن السويديين لم يخطر على بالهم يوما انهم سيحتاجون تركيا في موافقتها على انضمامهم الى حلف الأطلسي لحماية أراضيهم من الغزو الروسي المرتقب .
ما هو سبب دعم السويد ذات النظام الملكي لحزب ماركسي لينيني؟ وما علاقة السويد بتركيا فهي ليست بلد مجاور لتركيا والذي يحدث في تركيا لا يؤثر على السويد فالسويد في اقصى الشمال وتركيا في الشرق الأوسط؟ إذا كان من باب حرية الرأي فموضوع الاكراد شأن تركي داخلي، ولو صدقنا جدلا ذلك فان الماركسية اللينينية قد انقرضت بعد فشل تجربتها وخلفت ملايين الضحايا والتخلف وتخريب البيئة والانسان فهل تريد السويد الملكية ان تصبح دولة شيوعية بعد انهيار الاتحاد السوفييت ودول المعسكر الشيوعي؟ او ان السويد تريد تحويل تركيا الى دولة شيوعية؟ الم تسأل حكومة السويد حزب العمال الكردي التركي عن مبادئه السياسية وعن اساليبه من اجل القضية الكردية؟ ولماذا لم تدعمه للحصول على الحكم الذاتي كما حصل للأكراد في العراق وهم الان دولة شبه مستقله بدلا من قتل النفوس البريئة؟ وإذا كانت حكومة السويدية تحب الشعب الكردي لهذه الدرجة، لماذا لم تقدم له المساعدات المادية او تعطي الطلبة الاكراد المنح الدراسية في السويد؟ او تقوم ببناء مستشفيات سويدية تعالج الشعب الكردي على نفقتها؟
ان أوراق الضغط الامريكية على دول العالم أصبحت غبية وخارج الزمن وكذبة الديمقراطية الغربية قد انكشفت منذ عقدين تقريبا عند انهيار الاتحاد السوفييتي والاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق وما سمي بالربيع العربي ولعبة حزب العمال الكردستاني أصبحت خارج العقل والمنطق , المضحك ان الغباء السويدي ومن اجل الرد على رفض تركيا انضمام السويد الى حلف شمال الأطلسي قامت بإحراق المصحف الشريف امام السفارة التركية في ستوكهولم من اجل استفزاز مشاعر الاتراك لكنهم استفزوا مشاعر كافة المسلمين في كل ارجاء العالم وحتى المسيحيين العرب استنكروا ذلك الفعل , وقد صرح الاب عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذوكس يوم امس في مدينة القدس : نرفض التطاول على الرموز الدينية ونستنكر أي عمل يهدف الى تأجيج التطرف والكراهية في عالمنا , النقطة التي تعتبر تجاوزا للأعراف الدبلوماسية ان ذلك العمل الغبي حصل امام السفارة التركية ومن مبدأ التعامل بالمثل يفترض ان تقوم تركيا وكافة الدول الإسلامية بحرق الانجيل امام السفارات السويدية في العالم لكن ذلك لم ولن يحصل لان المسلمين يعتبرون الانجيل مقدس مثله مثل القران والتوراة ومن جانب اخر فان رجاحة العقل تمنع الدول الإسلامية للرد على جريمة بجريمة مماثلة فنحن لسنا في زمن اخذ الثأر والانتقام والعالم اليوم اكثر تحضرا ً من السياسة السويدية الهمجية .
في سنة 571 قام ابرهة الحبشي بغزو مدينة مكة المكرمة بجيش جرار من اجل تحويل الناس من بيت الله الحرام في مكة المكرمة الى كنسية القليس التي بناها في اليمن وقد خاف أهل مكة ولم يكن في مكة دولة او جيش يحميها وعندما سأل الناس عبد المطلب بن هاشم سادن الكعبة ما انت فاعل يا عبد المطلب؟ اجابهم ان للبيت ربا ً يحميه وجاءت الطير الابابيل فرمت جيش ابرهة بالحجارة وقتلت من قتلت وهرب من هرب والان تعيد حكومة السويد نفس الفعل الغبي، وحتى لو حرقت حكومة السويد الراعية للإرهاب ملايين المصاحف ماذا سيحدث؟ ان كلام الله محفور في الصدور وهناك ملايين المصاحف وحتى موضوع القدسية فهي في سور القران الكريم باعتباره كلام الله وليست القدسية في الورق الذي طبعت عليه وكلام الله روح لا تموت بإحراق الورق الذي طبعت عليه.
ماذا سيكون رد فعل حكومة السويد الراعية للإرهاب إذا قامت تظاهرات في كل الدول الإسلامية امام سفاراتها وأحرقت العلم السويدي واهانت الدبلوماسيين السويديين؟ فهل الديمقراطية حق للجميع ام انها حكرا على السويديين فقط؟ لقد أصبحت لعبة حرق المصحف قديمة جدا وعلى الامريكان إيجاد موضوع اخر لاستفزاز مشاعر المسلمين , ومن حق تركيا رفض انضمام السويد الى حلف شمال الأطلسي لأن حكومة السويد الحالية راعية للإرهاب ومن واجب الدول الإسلامية والمنظمات الإسلامية الكبرى كمنظمة المؤتمر الإسلامي والازهر الشريف وبقية الهيئات الإسلامية اصدار بيان يطالب برفض اقحام الرموز الدينية في المشاكل السياسية بين الدول وان العمل الذي قامت به حكومة السويد الراعية للإرهاب لن يؤثر على علاقة الشعوب الإسلامية بالشعب السويدي المسالم والبريء من عبث حكومته، وبغض النظر عن الأفعال وردود الافعال فان للمصحف ربا ً يحميه.
الباحث
بسام شكري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1578 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع