الفتاة الثرية - الحلقة الأولى

د. طلعت الخضيري

ألفتاة الثريه - الحلقة الأولى

كانت أمسيه صيف جميله ،شعر ( بل) بالسعاده ، فقد أنهى الدراسه ، ولا توجد بعد الآن إمتحانات ، إنه يحتاج أن يجد عملا ، ويتمنى أن يكون مؤلفا وكاتبا في إحدى الصحف ، بعد أن يستريح أولا . كانت الحراره عاليه في داخل البيت ، مما حثه على القدوم إلى ساحل النهر.
بينما كان يصغي إلى تغاريد الطيور ، وينظر إلى الماءالجاري في النهر ، تفاجىء برؤيه فتاة تقف وحيده وهي تتمعن النظر الى الماء الجاري . كانت فتاة جميله ، شعرها أسود ، وردائها ناصع البياض . توجه نحوها وسألها عن إسمها فابتسمت وقالت بلطف (إسمي ماريا) . بدئا بالحديث الى أن بدأت الشمس بالغروب ، وبدأ الضلام يزحف حولهما فأخبرته أن عليها الرجوع إلى المنزل . استفسر منها عن موقع منزلها فأخبرته أنه البيت االذي يقع على التله . شعر الفتى بشيىء من الحزن فهو يعرف موقع البيت واستنتج أن ماريا يجب أن تكون ثريه أما هو فهو فقير الحال . بالرغم من ذلك فقد استمرا يلتقيان في الأيام التاليه.
في إحدى الأمسيات سألها (إسمعي ماريا لقد كتبت لك شيئا)، أخرج من جيبه ورقه وبدأ يقرء لها قصيده كان قد كتبها يصف بها اللقاء ويصف جمالها. إستمعت الفتاة بذلك وهي تبتسم و شكرته ثم أخذ الفتى يدها و همس (أنا أحبك ، هل تبادليني هذا الحب؟) فتمتمت ( نعم إني أحبك أيضا و ولكنني يجب أن أذهب الآن ).
غمرت السعاده الفتى عندما ابتعدت عنه الفتاة وأخذ يردد (إنها تحبني؟..إنعم انها حقا تحبني)
عاد الفتى إلى بيته ، وهو بيت صغير وقديم ، وبالرغم أنه تشمله صفاة الفقر لكنه كان في داخله كل شيىء نظيف وجيد الترتيب . كان والده قد توفى ، وهو الآن يعيش مع أمه وعندما عاد في ذلك المساء إلى البيت ، أخذت أمه تحدق النظر بوجهه ثم سألته
- ماذا حصل يا بني؟ أراك سعيدا و فرحا.
- لا شيىء يا أمي.
إبتسمت الأم وأخذت تفكر( لقد وقع ابني في مصيده الحب).
في اليوم التالي ، إجتمعا بيل وماريا على شاطىء النهر وقد بدى على وجه الفتاة مسحه من الحزن . لم ينتبه الفتى إلى ذلك وأمسك يدها وهمس ( ماريا ، أنا الآن فقير الحال ، لكنني أعدك إنني سأحصل على الشهره والمال مستقبلا ، وسأكون كاتبا شهيرا).
لم تجب الفتاة فسألها( هل تقبلين أن نتزوج؟) وأجابته(نعم وسنكون سعداء)و نظرت إليه وبدأت تذرف الدموع ثم استدارت وهرولت بعيدا عنه.
سار الفتي ببطىء إلى بيته ، لم يفهم تصرف الفتاة ، أخذ يفكر( هل هناك خطأ ما؟ إنها تحبني ، أليس كذالك؟).
عندما عاد إلى المنزل ، دققت أمه النظر إلى وجهه مره أخرى ، ثم تمتمت بصوت خافت ، ( آه يا ولدي المسكين ، أعتقد أن الفتاة لا تحبه) .
وجلس الإثنان حول مائده الطعام وتناولا الطعام سويه و بصمت.
تلى ذلك بقليل طرق على باب المنزل وعندما فتح بل الباب وجد أمامه رجل بلباس خدم القصر يقول له( إنني أتيت لأخبرك أن سيدتي صاحبة القصر ، الذي يقع على التله ، تدعوك لزيارتها ، أرجوك أن تتفظل بمرافقتي).
سار الفتى مع الخادم وهو يفكر( من الممكن أن ماريا قد غيرت رأيها ، قد لاترغب الزواج مني) وبدأت أمه تتمتم( أنا أعرف صاحبة القصر ، إنها سيدة عجوز ثريه، ولها إبنه جميله آه يا إبني المسكين).
يتبع...

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

709 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع