د.طلعت الخضيري
ألفتاة الثريه -ألحلقه الثانية
قاد الخادم الفتى داخل المنزل ، بدأ قلبه يخفق بشده وهو ينظر حوله مظاهر الثراء ، فقد انتشرت على الأرض ألأبسطه الثمينه ، وتناثرت على الحيطان أللوحات الفنيه والمرايا ، وعندما دقق النظر في إحدى المرايا رأى نفسه يبدو فقيرا بملبسه وهيأته.
قاده الخادم إلى إحدى الغرف فرأى أمامه سيده عجوز ، تجلس على كرسي فخم ،وتقف خلفها ماريا، كانت العجوز تبدو له بشعه المنظر ، ذات عينان صغيرتان ، تحدق النظر في وجهه ببرود ، وبدت الشده تظهر على شفتي فمها ، وكثرت الخواتم تلف أصابع يديها . أخذ يفكر .. هل هي أم ماريا؟..وفاجأته بسؤال(إذا أنت تريد أن تتزوج إبنتي؟) . كان صوتها قاسيا فأجابها الفتى باعتداد
- نعم وإنني أحب ماريا وأريد أن أتزوجها.
ضحكت العجوزو وأضافت:
- أنت ألطالب الفقير ، وبدون مال ولا أب ولاشيىء ،اعلم أن ابنتي لن تتزوجك.
أجاب وهو ينظر إلى ماريا:
- نعم إنني فقير الآن ، لكنني سأكون في يوم من الأيام كاتبا شهيرا ، وأنال الثروه.
ضحكت الأم مستهزأه
- كلا إن إبنتي لن تكون لك ، وإنها ستتزوج قريبا.
نهضت السيده وتركت الغرفه ووقفت ماريا صامته . حاول أن يضمها إلى صدره لكنها ابتعدت عنه وتمتمت:
- أنا متأسفه يا بل، أن أمي على حق ، أنا لا أستطيع أن أتزوجك ، أنا لا أريد أن أكون فقيره . أريد أن أملك المال و ألملابس والسياره ألفخمه.
- لكنك تحبيني ياماريا؟
- وأنا أحبك أيضا .
لم يفهم شيئا وبدأ يتملكه الغضب .
إستطدرت ماريا تقول:
- نعم إنني أحبك ولكن الحب لا يكفي . سأتزوج بعد أسبوعين .ألوداع أنا متأسفه.
- ترك الفتى ألمنزل الكبير ونزل التل جاريا نحو النهر. جلس هناك يتأمل ، ولمده طويله ويتمتم (ماريا تحبني و أنا متأكد من ذلك لكنها ستتزوج رجل آخر ، إن أمها هي السبب . ماريا تخاف أمها ماذا أستطيع أن أعمل؟)
بعد فتره من الوقت سار إلى منزله ورأى الضوء في أحد نوافذ المنزل . كانت أمه في انتظاره ونظرت إلى وجهه ثم احتظنته وهمست:
- إنهم أناس سيئون ياولدي ، يجب أن تنساها.
مضت أيام عديده لم يلتق بها مع أحد من أصدقائه ولا زالت أمه قلقه عليه، فغدا لا يأكل ولا ينام ، يذهب إلى ساحل النهر ويجلس وحيدا يفكر بالفتاة.
بعد أيام قليله نشرت الصحف صوره معنونه( رجل ثري وعروس جميله وكانت تلك صوره ماريا وزوجها).
بدت ماريا في الصوره وهي ترتدي فستان طويل ، وتلف حول عنقها قلاده من الألماس ، وبجانبها زوجها وهو يبدو مسن وبدين الجسم.
بدأ الغضب يتملك الفتى وأخذ يقلب صفحات الصحيفه بعصبيه ، ثم قرأ في الصفحه الأخيره إعلانأ يدعو الكتاب لتقديم ما لديهم من أعمال روائيه للحصول على جائزه ثمينه ، فكر الشاب ( هذه هي فرصتي، سأكتب القصه وبعنوان بل وماريا، وسأربح الجائزه وستقرأها ماريا). بدأ فعلا بكتابه الروايه و أخذ يستيقظ مبكرا ويكتب ، وأمه تراقبه بسرور . بدأ يأكل الطعام من جديد ، ويتحدث ، ويبتسم ، وأخيرا أنهى كتابة الروايه وأرسلها إلى الصحيفه.
يتبع.........
904 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع