د.طلعت الخضيري
ألفتاة الثريه ألحلقه الرابعة(ألأخيره)
توجه الشاب إلى بيت حبيبته .عندما وصل إليه شاهد وكأن الدار قد هجره أصحابه . لقد أسدلت الستائر على نوافذه وتدلت لوحه على جداره الأمامي كتب عليها( للبيع).
أمعن النظر خلال البوابه الأماميه فلم يجد أحدا في الحديقه,لقد ساد السكون هناك فقرر أن يدخل ويستكشف الأمر . إستطاع أن يدخل من إحدى النوافذ ألتي لم تكن مغلقه تماما وهو في حالة هياج نفسي . أخذ قلبه يضرب بسرعه وهو يتقدم داخل البيت ويفكر( أنا الآن في بيتها القديم ، أستعيد ذكرى لقائي بأمها في ذلك المساء المؤلم ، لقد تغير البيت الآن ، لا توجد أثاث في الغرف ، ولا أبسطه مفروشه على أرضه ،أو لوحات جميله معلقه على جدرانه . أخذ يشعر بالخوف وهتف( هل هناك أحد هنا؟) ولم يجبه أحد . بدأ يدخل الغرف واحده تلو الأخرى ، كانت كلها خاليه . ولج إلى غرفه كبيره ، تذكر إنها الغرفه التي قابل فيها سابقا الأم وسمع صوت ...قد يكون هناك شخص ما.. فوجىء برؤيه إمرأه تقف في نهايه الغرفه .. صرخ (إنها ماريا) ، سمعها تناديه :
- بل ، ماذا تفعل هنا؟
- كنت أفتش عنك.
- كنت تفتش عني؟
- ماريا ، لماذا تزوجت ذلك الرجل؟
- كانت أمي كبيره السن ، ولم أكن سعيده معها و لم تكن تدعني أذهب خارج البيت وحضور الحفلات ، تزوجت لأنني أردت أن أكون ثريه وبحثت عن أصدقاء وقضيت وقتا سعيدا.
- أفهم إذا إنك لم تكوني خائفه من أمك إنما كنت تشعرين إنها كانت تتعبك وهي مسنه . إنك كنت تطمحين إلى حياة جديده . لماذا تركت زوجك؟
- زوجي ؟ ذلك الشيخ القبيح .. ألغبي ؟، أعطاني النقود والمجوهرات وسياره فخمه لكنه لم يكن يميل إلى أصدقائي الشباب ومنهم أنت. أنا أحبك دوما هل تفهم ما أقوله؟
- نعم .. أفهم ما تعنيه.
- وأنا سعيده لإنك فهمت ذلك . كنت حزينه عندما كنت أفكر بك . إنني أحببت أشعارك المشوقه والهزليه.
- أشعاري الهزليه؟
- كنت تحبني أليس كذلك؟ هل لازلت تحبني؟
- أنت أرمله الآن و لك زوج.
- لم أكن أحبه ، أريد الآن أن أكون حره . أريد أن أحضر الحفلات ، أريد أن أتمتع بالحياة . تعال إلي ، لدي المال الآن ، وسنكون سعداء معا.
- كلا..كل شيىء قد انتهى بيننا الآن.
بدأ الغضب يبدو على وجهها ، وبدأت عيناها تبدوان باردتان ، وبدون حيويه و ظهرت القسوه على شفتي فمها.... أصبحت تلك الحبيبه شبيهه بأمها.
- ماريا .. لم أعد أحبك ..نعم أحببتك كثيرا ولكن يبدو لي الآن أن كل شيئ قد اختلف ولست أنت ماريا ألتي أحببتها.. ألوداع.
- لكنك لا تستطيع أن تتركني ، أنا أريدك.
- إرجعي إلى زوجك لن تريني ثانية.
ألقى عليها نظره أخيره ثم استدار وخرج.
ترك ذلك البيت ، أنه يشعر الآن أنه قد استعاد حريته.
أخذ يمشي متجها إلى داره وهو يتمتم ( كنت أحمق ، ماريا لم تحبني قط وإنها جميله لكنها صلبه وبارده ، إنها نسخه تامه لأمها، أحببت جمالها
ولم أحبها كما هي في الحقيقه).
كان المساء قد أظلم عندما وصل إلى بيته ووجد الباب مفتوحا على مصراعيه ، رأى هناك أمه في انتظاره وبجنبها صبيه جميله قدمتها له( إنها قريبتنا ألزا) فحياها مبتسما.
لقد زالت الغشاوه عن عينيه ، واستيقض من حلم جميل . لعله سيجد السعاده الحقيقيه مع تلك الصبيه أ لبريئه ألتي اختارتها له أمه .
ألنهايه
908 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع