الذكرى العشرون لاحتلال العراق بحث موجز باجزاء - الجزء الخامس

اللواء الطيار الركن دكتور
علوان حسون العبوسي
4 / 4 / 2023

الذكرى العشرون لاحتلال العراق بحث موجز باجزاء-الجزء الخامس

المرحلة الرئيسة الثالثة ( 26 – 31 آذار /مارس 2003 )

هبت يوم 25 آذار ( مارس ) 2003 عاصفة رملية شديدة لم يشهد مثلها العراق منذ أمد بعيد انخفضت فيها مدى الرؤيا الى الصفر بحيث عرقلت تقدم القوات البرية المعادية لعدم توفر الاسناد الجوي الذي هو الاخر لم يتمكن من تقديم الاسناد في مثل هكذا مدى رؤيا واستمرت العاصفة ثلاثة ايام بلياليها ، انتهزت قوات التحالف ذلك وطلبت قوات أسناد إضافية من الولايات المتحدة وسعت الى اعادة تنظيم وتامين خطوط التموين التي تتعرض الى عمليات المقاومة العراقية وفي نفس الوقت اعلن عن توقف العمليات العسكرية كوقفة تعبويه لمدة اربع ايام ولكن اتضح انه خدعة استراتيجية من خدع الحرب لأنه في يوم 26 آذار وصلت قوة الاحاطة والتطويق مدينة كربلاء واستمرت في تقدمها باتجاه بغداد يصاحبها قصف جوي وصاروخي لمدينة بغداد من الارتفاعات العالية دون ان تتأثر بمدى الرؤية ، في هذه الاثناء ظهر خلاف بين وزير الدفاع ( دونالد رامسفيلد ) وقائد القوات المركزية الامريكية ( تومي فرانكس ) حول طلب الاخير قوات إضافية وتأجيل استمرار العملية الهجومية الاستراتيجية حتى يتم اعادة التخطيط مجدداً خاصة بعد تعثر المفاوضات الامريكية – التركية ، كما انتقد قائد القوات البرية لقوات التحالف يوم 29 آذار التخطيط الاستراتيجي للعمليات واعتبره فاشل وبين انه تم تدريب قواته على اساليب مخالفة لما يدور الان ، في نفس الوقت أعلن وصول تعزيزات الى منطقة الخليج الى آخر ذلك من الانتقادات وصلت حد المهاترات بين القيادة العسكرية في واشنطن والقيادات العسكرية الوسطية والميدانية ، وتبين لاحقاً انها كانت تدور وفق خطة خداع استراتيجي تهدف الى دفع القوات العراقية الى حالة الاسترخاء .

الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي ( المرحلة الثالثة)

26 – 31 اذار / مارس 2003
قوات التحالف
بالرغم من المقاومة الشديدة التي ابدتها قوات الفيلق الثالث تجاه القوات الامريكية فقد استمرت قواتها استكمال مهمتها في التطويق واحكام السيطرة على ام قصر والفاو والزبير والبصرة لكنها لم تدخلها .

القوات العراقية
أستمرت القوات العراقية في تماسكها البطولي بين كر وفر تجاه عدو قوي معاصر مدعم بكل أنواع الاسلحة والمعدات المتطورة ، لذلك نجد عدم استسلام اي من عناصر الفيلقين الثالث والرابع او من القوات شبه العسكرية واستمرت الجهود لاسترجاع المواقع التي فقدتها وبشكل مستمر ، ففي يوم 27 آذار قامت قوات الفيلق الثالث الممثلة بالفرقة 51 البطلة بهجومين مقابلين باتجاه جنوب الفاو وام قصر ناهيك عن المقاومة في باقي المدن خاصة البصرة ، في اطار الضغط النفسي المعادي على مواطني الجنوب قامت قوات التحالف بتدمير مستودعات الغذاء في محافظة البصرة التي تحتوي على80 الف طن غذاء أضافة الى صمود القيادة العسكرية الجنوبية فيها وما حولها ، كما شكلت معركة الناصرية مثالا للمقاومة والصمود حتى يوم 31 آذار 2003 .
تمركز البعض من مقاتلي القوة البحرية كمشاة ومعهم لواء من قوات الحدود على شكل مجاميع دفاعية بمستوى السرية في عدة أماكن على طريق الفاو – البصرة ( 140) كلم ، ورغم تفوة العدو فنياً فلم يتمكنوا من الوصول الى جنوب البصرة ، الا بعد أن قاتلتهم أيادي عراقية شريفة وقد تكبد الغزاة الكثير من الخسائر على هذا المحور، قاتلهم قرب حمدان وأبي الخصيب المواطنون من أهالي المنطقة ومعهم أبطال جيشهم الباسل مقاتلو اللواء الالي /31 ولواء المغاوير الثالث وقطعات البحرية ولواء الحدود للفترة 27/3- 5/4/ 2003 .
فجر 28 /3 / 2003 قاتل العدو بضراوة الشجعان في لواء الالي/31 من الفرقة /51 ومعهم لواء المغاوير الثالث من الفيلق الثالث ولم يتمكن العدو دخول البصرة الا بعد 5/4/2003 ، اما على جانب جبهة الزبير وشط العرب والمطار فان المعارك مازالت قوية بين الحق والباطل.
فرقة المشاة/18 وبشكل سريع تمكنت من احتلال مواضعها الدفاعية خلف شط العرب للدفاع عن النهر بغرض منع العدو البريطاني من الوصول الى البصرة ، كما استمرت معارك عديدة رغم التفوق العدو جواً وبراً لكنه لم يتمكن الوصول الى شط العرب من اتجاه الزبير والطوبة من طريق المرور السريع لصلابة دفاعات الفيلق الثالث خاصة فرقة المشاة / 18 بإسناد فرقة البصرة من جيش القدس والفدائيين ، استمرت المعارك ليلاً ونهاراً استهدف العدو بطائراتهم وصواريخهم ومدفعيتهم اهدافاً عديدة داخل البصرة مما ادى الى استشهاد العشرات من المواطنين الابرياء نتيجة القصف ، لقد كان البصريون يداً واحدة مع قطعات جيشهم الباسل تصدوا بكل شموخ وكبرياء للبريطانيين ، ولهذا فوجئ العدو بهذا التلاحم الرائع بين الشعب وقواته المسلحة في محافظتي البصرة والناصرية .
تعرضت فرقة المشاة/18 لقصف جوي ومدفعي مكثف ومستمر لغرض التأثير عليها وذلك لمرو عشرة ايام ( لغاية 30/3/2003 ) دون ان يتمكنوا الوصول الى ضواحي البصرة ، لهذا شنوا هجمات برية عديدة بإسناد جوي غير اعتيادي وبعد قتال ضاري تمكن الغزاة من السيطرة على ما يأتي( جسر الزبير، جسر محمد القاسم ، جسر طريق المرور السريع على شط العرب ، جسر المعدان ، جسر كي 44 ) .

المحمولين جوا
في يوم 30 / 3 / 2003 ولغاية 2 / 4 / 2003 بدأ العدو البريطاني انزال قطعات محمولة جواً في مناطق الشلامجة والسويب وشمال حقل الرميلة الشمالي لغرض التأثير على القوات العراقية في البصرة ، في نفس الوقت انزال قوات شرق العمارة في المشرح والطيب وتلول البند باستخدام السمتيات بشكل مكثف بإسناد الطائرات المقاتلة (معظم هذه العمليات تكون بشكل موقت في المواقع يتم نقلها الى مواقع اخرى بوقت لاحق )، ولا تتواجد قطعات عراقية بمناطق الانزال.



المحمولين جواً في الشلامجة والسويب وحقول الرميلة الشمالي، وانزال قوات شرق العمارة والطيب

يذكر الفريق الركن رعد مجيد الحمداني قائد فيلق الفتح المبين في كتابه قبل ان يغادرنا التاريخ ما يلي (لقد واجهت القوات الامريكية مقاومة عنيفة على اطرافها لحين عبورها نهر الفرات في منطقة سوق الشيوخ حيث استقبلت بمقاومة عنيفة كبدتها خسائر مختلفة وعدد من الاسرى ، اما في ام قصر والمناطق الجنوبية من محافظة البصرة فالقتال لايزال مستمر على اشده وقد اعلن رسمياً في العراق ان الذين يقاتلون في هذه المدن الحدودية منحو لقب الابطال الوطنيين ، ذات الوقت علق الرئيس الفرنسي (جاك شيراك) للصحافة الفرنسية على هذا الموقف من القتال جنوب العراق - أن الأمريكان لم يقدروا جيداً الوطنية العراقية - ، ويذكر ايضاً الفريق رعد الحمداني ، القتال مستمر في الجنوب بمناطق ابو الخصيب والزبير حيث كانت الفرقة المدرعة /6 والالية /51 من الفيلق الثالث تقاتل بضراوة وكذلك فرقة المشاة / 11 في الناصرية الا ان القوات الامريكية تركت لمعالجة الموقف وباقي القوات الامريكية الاخرى واستمرت في خط سيرها حسب خطتها لتندفع نحو الشمال تاركة المدن لتسقط دون قتال كما كان معول لقتال المدن حسب خطط دفاعنا (قتال المدن ) .
المنطقة الوسطى العراقية ( ضمن الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي )

قوات التحالف
أستمرت قوات الفيلق الخامس الامريكي ( قوة الضغط والاحاطة والتطويق ) في استكمال مهمتها باتجاهي الناصرية والكوت فقد قامت قوة الضغط يوم 26آذار(مارس) بقصف بعض الاهداف المدنية في المدينتين خاصة بعد ان اعلن العراق ان عناصر من الفدائيين اليمنيين والفلسطينيين والشيشانيين والافغانيين تشترك في القتال ضد القوات الامريكية ، وبغرض أحكام السيطرة على الناصرية تم أسناد القوات الامريكية هناك بنحو 5000 جندي ومع ذلك لم تنجح هذه القوات أحكام السيطرة على سوق الشيوخ والناصرية لكنها نجحت من دفع عناصر من الفرقة الاولى ( مارينز ) عبر جسور ميدانية على نهر الفرات الى الضفة الشرقية من النهر باتجاه الشطرة ووجهة بمقاومة شديدة جداً كبدتها خسائر جسيمة ولكن مع قوة الاسناد الاخيرة والقوة الجوية فقد حققت نجاح بعزلها واحاطتها ثم التقدم الى الكوت ، في 30 آذار/ مارس وصلت مفارز من الفرقة الاولى مارينز الكوت وبدأت الاشتباك مع القوات النظامية العراقية المدافعة عن الكوت حتى وصول باقي قوات الفرقة في نهاية 31 آذار 2003 .
قوة الإحاطة والتطويق .نجحت قوة الاحاطة والتطويق في تنفيذ مهمتها في كل من السماوة والنجف وكربلاء وبذلك تحددت ملامح التقدم نحو بغداد ، حيث وصلت مفارزها الامامية الى أهدافها متزامنة مع وصول الفرقة الثالثة مارينز الى اهدافها في 30 آذار واستمرت في تقدمها على محاور السماوة – الريشة باتجاه الديوانية وحاصرت النجف وكربلاء في نفس الوقت القوات الجوية الامريكية مستمرة بقصف الدفاعات الجوية وقوات الحرس الجمهوري في بغداد تمهيداً لبدء المرحلة النهائية من المعركة ، في 31 آذار(مارس) وصلت طلائع الفرقة الثالثة الديوانية والهندية حيث شهدتا المدينتين قتالا شرساً مع قوات الحرس الجمهوري ، في نهاية يوم 31 منه واصلت عناصر الفيلق الخامس الامريكي تقدمها المنتظم باتجاه بغداد بإسناد جوي مكثف.



معارك منطقة السماوة لعبور نهر الفرات


القوات العراقية
معارك ضارية حول محافظة الناصرية كما استمرت القوات شبه العسكرية بعمليات الاغارة والكمائن على محاور تحرك قوات التحالف كما استمرت المقاومة في كربلاء والاشغال المدفعي لقوات التحالف باتجاه الديوانية والهندية وعلى محاور الكوت – بغداد ، اعلن العراق بلوغ عدد المتطوعين من الدول العربية الى 5000 متطوع انضم معظمهم الى دفاعات بغداد ، في شهادة الفريق الركن رعد الحمداني قائد فيلق الفتح المبين حرس جمهوري ( عند تقرب العدو من مناطق انتشار قواتي كنت اعول على دوريات الاستطلاع العميق 200 كلم في مناطق محافظة النجف على محور الفرات وجنوب محافظة الكوت - واسط - على دجلة وشمال محافظة الديوانية - القادسية - على المحور الوسطي ، بسبب ضعف المعلومات المتوفرة لنا او عدمها بالمطلق ، وعليه تم التركيز على دفع كمائن المدفعية عيار 155 ملم و130 ملم تشاغل اهدافها بدون إجراء عمليات تصحيح الرميات للحيلولة دون استمكانها وتدميرها بطيران العدو ، كل ذلك افتراضات مسبقة لمقتربات العدو وكذلك كمائن للدفاع الجوي التي لا نملك منها سوى القليل والقديم لمقاتلة هيلوكوبترات العدو خاصة على محور الفرات الذي كان ضمن تخميني الشخصي هو المحور الاساسي للجهد الامريكي ، منها 18 كمين ما بين محافظتي النجف وكربلاء غرب الفرات ، وخمس كمائن على محور دجلة ، كذلك دفعنا 2 كمين عند جسر القائد الذي يربط منطقة جرف الصخر بمنطقة اليوسفية ضمن قوة حماية الجسر - وحدتين مقاتلة - وهذا الجسر كان مهيئ للتخريب ، وكان آمر القوة هو آمر حرس التخريب ، وقائد فرقة المدينة المنورة هو القائد المخول بالتفجير وكانت اوامري حاسمة - متي ما شعرت باقتراب العدو قم بتفجير الجسر - ، وكنت قد طلبت الموافقة من المرجع القيادي الاعلى تفجير الجسر حال اندلاع الحرب ، لكن الرئيس صدام حسين لم يوافق !!! ، مع زراعة حقول الغام ضد الدروع في المنطقة المحصورة بين الحافة الجنوبية الشرقية لبحيرة الرزازة وشمال محافظة كربلاء وقد اسميتها في تقريري - عنق الزجاجة الخطير - الذي تعبر منه القوات الامريكية نحو المطار الدولي غرب بغداد بكل سهولة لكن لم يستجاب لأسباب غير مبررة ، في حين توجيه الرئيس صدام حسين كان يقضي بعدم انفتاح اية قوة غرب نهر الفرات ، لكني كنت مضطراً لتجاوز هذا التوجيه ، إذ دفعنا عدداً كبيرا من الدوريات القتالية واللواء الالي / 14 من فرقة المدينة المنورة نحو كربلاء غرب الفرات ، وكذلك دفعنا اللواء /11 من فرقة نبو خذ نصر عبر منطقة الهندية وهذا اقصى ما يمكن التصرف بمساحة فيلقي البالغة 40 الف كم مربع ، وبالطبع يمكن للقوات الامريكية الحركة خارج تأثير اسلحتنا نحو الغرب بسهولة اذا ارادت تخطي دفاعاتنا ، لقد كنا مجبرين على ان لا نخرج بعيداً بقوات كبيرة ، اذا لا نستطيع القتال في المناطق المفتوحة والمكشوفة لعدم توفر غطاء جوي لنا.



التماس بالعدو على جميع المحاور
معركة الكفل
قبل نهاية الاسبوع الاول من المعركة استطاع الأمريكان الوصول الى جسر الكفل (( الكفل مدينه يقع فيها قبر النبي ذو الكفل وهو احد أنبياء اسرائيل خلال السبي البابلي )) وكان هذا الجسر مهم جداَ وقد اعد للتخريب لكن نتيجة بعض الاخطاء لم يخرب الجسر مما سمح للقوات الامريكية العبور للضفة الاخرى واحتلال المدينة .
يذكر الفريق الركن رعد مجيد الحمداني قائد فيلق الفتح المبين ضمن قاطع مسؤوليته ما يأتي ( في ليلة 25 – 26 /3 / 2003 تمكن الأمريكان عبور جسر الكفل واحتلال مدينة الكفل التي كانت فرقة من جيش القدس تدافع فيها ، وقد صادف بداية الهجوم هبوب اعتا العواصف الترابية التي لم يشهدها العراق منذ خمسون عاماً ، في ذات الوقت طلب حضوري في بغداد لتدارس الموقف من قبل المشرف على الحرس الجمهوري قصي صدام حسين ، وقد التقيته ومعه رئيس اركان الحرس الجمهوري الفريق اول سيف الدين الساعة 1230 يوم 26 /3 /2003 وشرحت له الموقف مع العدو على شكل ضربات بمدافع مفردة وبغارات صغيرة تنفذها القوات الخاصة بملابس مدنية ، وقد ذكرت له مبرراتي في تجاوز تحديدات عبور نهر الفرات وفقا لتوجيه السيد القائد العام فاقتنع بها وسألني عن جدوى هذا الاسلوب في القتال ، قلت له هذا المتاح لمن لا يملك دفاعاً جوياً مؤثراً ناهيك عن الفارق الكبير بتقنيات التسليح ، ثم اخبرني بموافقة السيد الرئيس على مقترح الهجوم على القوات الامريكية في مدينة الكفل ، لكن دون التفريط بقوة الفيلق المعدة لمعركة بغداد ، اجبته ان شاء الله ستنجز المهمة ، ثم استدار نحو الفريق الاول سيف الدين قائلا نحن نثق بقيادة الفريق رعد الحمداني وكافة الاجراءات التي يتخذها ،وهنا كررت طلبي لنسف جسر جرف الصخر مادام العدو لايزال بعيداً عنه وهو مهيئ منذ بدء الحرب لتفجيره من قبل هندسة الفيلق ، ولكي لا يتكرر موضوع عدم نسف جسر الكفل ، فوعدني اخذ موافقة الرئيس على ذلك ، ولكن مع الاسف لم تحصل الموافقة للمرة الثانية خلال اسبوع .
من مكتب المشرف اتصلت برئيس اركان الفيلق اللواء الركن فائق مجباس لتهيئة الفوج المظلي من اللواء قوات خاصة / 3 لتنفيذ الهجوم على القوات الامريكية في مدينة الكفل وان يكتمل تحشد القوة مع الضياء الاخير هذا اليوم ، في الوقت المحدد التقيت مع جماعة استطلاع اللواء /3 قوات خاصة عند مدخل مدينة الحلة الشمالي وكاد يكون النهار ليلاً بفعل العاصفة الترابية وحتى اني استعنت بالمصباح اليدوي في تدقيق توقيت ساعتي والتعرف على جماعة اللواء وكان من الضروري جمع ادق المعلومات عن موقف مدينة الكفل والاماكن التي وصلها العدو ، بعد جهد جهيد عثرنا على مقر قيادة منطقة الفرات الاوسط والقائد السياسي البديل السيد فاضل محمود غريب مع محافظ بابل السيد ابراهيم شجاع وعدد من المسؤولين الحزبيين معهم المستشار العسكري اللواء الركن المتقاعد جواد هاشم ، وقد هالني حالة هذا المقر الذي لا يعرف دقائق الموقف لكي يتم اعداد خطة الهجوم ، اخيرا عثرنا على قائد فرقة القدس التي خسرت معركة الكفل وعدم اكتراثه واهتمامه بذلك ، اخيرا التقينا بأحد الضباط المتقاعدين القدامى اللواء الركن المتقاعد مؤيد المهدي فشرح لنا بعض تفاصيل الموقف وطبيعة المنطقة وقدم لنا بعض النصائح التي ارتكزنا عليها في ارسال قوة الاستطلاع لاستمكان العدو والتي اجرت مهمتها بصعوبة بالغة بسبب سوء الاحوال الجوية ،مما تطلب مني تأخير الهجوم الى يوم 27 / 3 /2003 ، ولكن العاصفة لاتزال على شدتها ، بعد تكامل القوة شنت الغارة بالتوقيت المحدد لكن دون فائدة ترجى بسبب ضعف مدى الرؤيا الى الصفر مما تطلب الاقتراب اكثر مما ينبغي والاصطدام المباشر بالعدو ، وبعد 150 دقيقة من الهجوم انسحبت قوة الغارة - الفوج المظلي – تاركة خلفها ثلاث شهداء وتسع جرحى ، لقد كان رد فعل القوات الامريكية سريع وشديد ومع ذلك استطاعت القوة اصابة سبع دبابات او عجلات امريكية بالقذائف الخفيفة ، وكانت هناك حركة درع كبيرة على الجسر رافقها طائرتي هليكوبتر ولكن مدفعيتنا كانت مستمرة في قصف المنطقة ، بدوري طلبت من قيادة المنطقة استثمار الغارة ولكن دون تأكدنا من استثمارها.


تتبع الهجوم المتزامن على خمسة محاور الساعة 1300 يوم 30 آذار / مارس 2003
الاتجاه الاستراتيجي الشمالي (ضمن المرحلة الثالثة )
قوات التحالف
قامت مليشيات ( البيشمركة ) لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني يومي 25 – 26 آذار/ مارس قصف مواقع حزب انصار الاسلام الكردية المناهضة لقوات (البيشمركة) ، كما حصل تبادل لأطلاق النار بين هذه المليشيات والقوات العراقية يوم 26 آذار/ مارس ، كان هذا ضمن خطة خداع و تغطية لتأخر وصول القوات الامريكية وارباك القيادة العراقية في هذه المنطقة لحين وصول هذه القوات في 27 اذار/ مارس 2003 حيث تم الاستيلاء على مطار حرير في قاطع اربيل من قبل عناصر من اللواء 173 أنزال جوي ، في 28 منه تقدمت القوات الامريكية مع (البيشمركة) الكردية وتمركزت على مسافه 20 كلم عن كركوك ، في يوم 30 آذار/ مارس أستمرت عمليات النقل الجوي الامريكي للأفراد والمعدات متزامنة مع القصف الجوي ضد الدفاعات العراقية حول محافظتي الموصل وكركوك واصبح مطار حرير يستقبل طائرات النقل الامريكية بكثافة .

القوات العراقية 
- تمسكت قوات الفيلقين الاول والخامس بمواقعها الدفاعية على خطوط التماس بمفهوم الدفاع الثابت كما قامت بالقصف المدفعي والصاروخي لمواقع المليشيات الكردية التي تتقدم في اتجاهي كركوك والموصل .
- في 30 آذار/ مارس بدأت القوات العراقية انسحابها المنظم من مواقعها الدفاعية من خطوط التماس باتجاه كركوك وبعض المواقع باتجاه أربيل مع الاستمرار بقصف المليشيات الكردية التي تحركت واحتلت تلك المواقع المخلات .
- قصف مطار حرير بالصواريخ ارض – ارض كما عززت القوات العراقية الدفاعات حول الموصل وكركوك .
- ( الموقف في الشمال اساساً كان لصالح القوات العراقية الا انها لم تستغله من أجل الاشتباك مع القوات الامريكية المنزلة جواً حيث اتسمت إجراءاتها بالسلبية المطلقة وأكثر الظن سبب ذلك قيادة المنطقة الشمالية المتشبعة افكارها دون تغيير في الدفاع داخل المدن الموصل وكركوك ...الباحث ).
واضح ان هناك تقصير كبير من قبل قيادتي المنطقة الشمالية السياسية والعسكرية في عدم أتخاذ موقف يخفف من زخم الهجوم على القاطع الجنوبي والوسطي بعد سنوح فرصة ذهبية كما اشرت انفاً وعدم استغلالها من قبل الفيلقين الاول والخامس تجاه قوات (بيشمركة) ضعيفة لا تشكل اي تهديد لهما على العكس ، فعند اتهام قوات الحرس الجمهوري في عدم تفجير جسري الكفل وجرف الصخر في ظل سيادة جوية امريكية مطلقة سمح للقوات الامريكية العبور الى الجهة الاخرى مما سهل احتلال بغداد ، فمن وجهه نظري ان موقف الفيلقين وقيادة المنطقة الشمالية اخطر بكثير من هذا الاتهام ، فعند انتهاء المعارك دمرت كافة اسلحة الحرس الجمهوري والخاص والفيلقين الثالث والرابع بينما استلمت قوات (البيشمركة) اسلحة الفيلقين الاول والخامس كاملة غير منقوصة وجزء من اسلحة الفيلق الثاني ، فاين وجه الخيانة او التقصير في قوات الحرس الجمهوري ( الباحث ) .
الاتجاه الاستراتيجي الغربي ( ضمن المرحلة الثالثة )
قوات التحالف
- في يوم 29 آذار / مارس قامت القوات الامريكية بعملية أنزال جوي لعناصر من الفرقة 82 في محافظة الانبار قرب الحدود الدولية في منطقة عانه وحديثه مع استمرار القصف الجوي على اهداف غرب العراق .
- أحكام السيطرة على كافة المحاور في هذا الاتجاه .
- كما فرضت قوات التحالف سيطرتها التامة على الصحراء الغربية العراقية بفضل السيادة الجوية التي حققتها .



احتلال المنطقة الغربية من العراق

القوات العراقية
لم يظهر اي نشاط قتالي للقوات العراقية في الصحراء الغربية ، كما اكد وزير الدفاع العراقي في تصريحه يوم 27 آذار/ مارس ( ان قوات التحالف تسيطر على القطاع الغربي من العراق باستخدام طائرات الهليكوبتر والمدرعات الخفيفة ).
المصادر
• الفريق الركن رعد مجيد الحمداني : قبل ان يغادرنا التاريخ .
• للعلم الكمين الواحد يتألف من مدفع مزدوج السبطانة عيار 23 ملم محمول على عجلة مدرعة ، زائد مفرزة سلاح سترلا بتوجيه حراري ، تسحب العجلة مدفع عيار 57 ملم .
• لواء اركان حرب / عثمان كامل حسين واخرين : حرب الخليج الثالثة :يوميات الحرب الامريكية المبرمجة على العراق .
• الفريق الركن ياسين المعيني .

للراغبين الأطلاع على الجزء الرابع:

https://www.algardenia.com/maqalat/58181-2023-03-29-07-10-58.html

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

4715 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع