د.طلعت الخضيري
طير السعاده -ألحلقة الأولى
من الأدب الروسي
في قديم الزمان كان هناك طفل اسمه ايغور ، يعيش مع والديه في كوخ صغير من الخشب ، في وسط غابه كثيفه الأشجار ، في شمال روسيا.
كانت العائله فقيرة الحال. فالأب كان يعمل قاطع أخشاب الأشجار وكانت الأم تقوم بخياطه الملابس الجميله لأغنياء المدينه المجاوره لللغابه.
تميزت أيام الصيف في تلك المنطقه بنهار طويل ، وتزدهر الغابه بأشجارها العاليه ألمغطاه بأوراقها الخضراء ، والأعشاب الجميله ذوات الألوان المختلفه ، وبعضها يحمل أوراد جميله ذات روائح زكيه، وتتواجد أنواع مختلفه من الطيور تزقزق بأنغام سحريه ومن الممكن أن يميزها السامع الذي اعتاد أن يصغي اليها ومنهم ألطفل ايغور.
لقد حل فصل الشتاء، وأصبح النهار قصير الأمد، وتراكمت الثلوج على سطح الكوخ وعلى أشجار الغابه وعلى الأرض ، وساد الصمت على أرجاء الغابه ، ونزحت الطيور الى الجنوب تطلب الدفأ.
ابتلت الأسره بمرض الطفل ايغور بالرغم من عنايه الأم له . لقد كانت تعمل له أجود أنواع الأطعمه والمشروبات الدافئه حلوة المذاق ، دون أن يمنع ذلك كله من اصابته بمرض ألزمه الفراش وأخذ جسمه بالهزال يوما بعد آخر.
لقد كان الأب قد استدعى الطبيب من المدينه لعلاج ولده والذي أخبرهم أن المرض قد تفشى بالمدينه ، والناس يموتون بكثره ، ولم يستطع أحد أن يشخص ماهيته أو وجود علاج له . لم يستطع الطبيب سوى أن يصف له الغذاء الجيد وكثرة النوم.
أخذ المرض يشتد على الطفل ، وتزداد حالته سوءاً، وازداد شحوب وجهه ، وعدم شهيته لتناول الغذاء ، والنوم كثيرا.
في صباح أحد الأيام استيقظ ايغور بعد أن قضى ليله صعبه ليجد والده وهو يطل عليه وهو في فراشه ويسأله:
- هل ترغب بشيىء ياولدي؟
- - نعم يا أبي أنا أحب أن أسمع تغريد الطيور، هل تستطيع أن تصيد أحدها وتضعه لي في قفص تعلقه فوق رأسي ، لأستمتع بسماع تغريده ، وأتخيل ما يجري في الغابه خلال فصل الصيف؟
أجاب الوالد وهو يبتسم:
من الموأكد أنني سأفعل ذلك ، وسأعلق فوق رأسك القفص ، وبه بلبل جميل سيغرد لك أجمل الأصوات.
كان الأب يعلم جيدا أنه لن يستطيع تحقيق حلم الطفل ، فلقد غادرت الطيور في فصل الشتاء ألغابه ، ولا يوجد طير واحد فوق أغصان أشجارها ، ولكن عليه أن يسعد ابنه المريض وينقذه من الموت واعطائه الأمل في الحياة.
يتبع.....
1300 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع